"آثار ذهبية وتماثيل أوشابتي".. تفاصيل الكشف الأثري في منطقة الغريفة بالمنيا (صور)
كشف علي أبودشيش خبير الآثار المصرية، عضو مكتب الدكتور زاهي حواس، عن تفاصيل الكشف الأثري في منطقة الغريفة، والتي قامت قناة ديسكفري بتغطية فتح أحد توابيتها على الهواء لأول مرة.
وأشار أبو دشيش، إلى أن المقبرة التي تم فتح تابوتين بها على قناة ديسكفري، تقع في محافظة المنيا وتحديدًا بمنطقة الغريفة، الواقعة على بعد 6 كم شمال منطقة آثار تونا الجبل، وكانت بعثة أثرية لوزارة الآثار عثرت فيها عام 2018 على جبانة أثرية لمقابر عائلية تضم مجموعة من آبار الدفن تعود إلى نهاية العصور المصرية القديمة وبداية العصر البطلمي.
وأضاف أن عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس والمغامر الشهير جوش غيتس، قاموا بفتح تابوت لمغنية في إحدى هذه المقابر، والتابوت من الحجر الجيري، وله غطاء يزن أكثر من طن، وهذا التابوت يفتح لأول مرة منذ 3500 عام، وهو موجود في قبر كله لعائلة مصرية قديمة كاملة، تضم تابوت كبير للأب، الذي كان مغنيًا، ودُفنت زوجته بجانبه مع ثلاثة أطفال، وهيكل عظمي لكلب في القبر، وهو يوضح كيف كان المصريون القدماء يحرصون على دفن حيواناتهم الأليفة معهم، مستشهدين ببناء مقبرة للملك أمنحتب، كما اكتشف الفريق لعبة السينت وهي لعبة لوحية من مصر القديمة، والتي تخضع قواعدها الأصلية للتخمين.
وأوضح أبو دشيش، أنه تم العثور على مومياء داخل التابوت مرتدية قناعًا ذهبيًا مذهلا وقلادة أنيقة، وتم ربط أجنحة الإلهة إيزيس على طول الجسم على جانبي المومياء، وتم العثور على عدد من التماثيل الأوشابتى بجانب التابوت؛ وكانت التماثيل تخدم المتوفي في رحلته إلى العالم الآخر، كما وجد تابوت آخر وهو أحد التوابيت المكتشفة لمغني الإله القديم تحوت، رب الحكمة عند قدماء المصريين، كما تم العثور على تابوت خشبي ثالث، وعليه كتابة هيروغليفية، ويقع التابوت على طول طريق ضيق مليء بالجماجم،
وأشار إلى أن الجبانة كلها عبارة عن مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الآله تحوت وهو المعبود الرئيسى للإقليم الـ 15 وعاصمته الأشمونين والتي تخص أحد هذه المقابر أحد كبار كهنة تحوت وكان يدعى "حر سا إيسة"، وكان يحمل لقب عظيم الخمسة وهو أحد الألقاب التى كان يلقب بها كبار كهنة تحوت بالأشمونين.
ولفت أبو دشيش، أن المقبرة تضم 13 دفنة وقد تم العثور بداخلها بواسطة بعثة المجلس الأعلى للآثار عام 2018، على عدد هائل من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفيانس الأزرق منها أكثر من 1000 تمثال كامل، ومئات آخري مكسورة في أجزاء بالإضافة الي أربعة من الأوانى الكانوبية لـ "أمستي؛ وحابي؛ ودوا موت إف، وقبحسنو" من الألبستر في حالة جيدة من الحفظ.
وأضاف أن هذه الأواني ذات أغطية علي هيئة أبناء حورس الأربعة المسئولة عن حماية أحشاء المتوفي حسب عقيدة المصري القديم، ومازالت تحتفظ هذه الأواني بأحشاء المتوفي كما وجد عليها نصوص هيروغليفية لاسم صاحبها، "جحوتى اير ى إس" أحد كبار الكهنة".
كما تم العثور علي المومياء الخاصة به مزينة بمجموعة من خرز الفيانس الأزرق والعقيق الأحمر وأشرطة من رقائق البرونز المذهب تمثل أبناء حورس، وقناع من البرونز المطلي بطبقة من الجص المذهب، بالإضافة إلي عينان من البرونز المطعمة بالعاج والكريستال الأسود، و4 جعارين أحدها تذكارى حفر عليه نص غائر يحمل عبارة "عام جديد سعيد" بالإضافة إلي صدرية من البرونز المذهب تمثل المعبودة نوت تفرد أجنحتها لحماية المتوفى.
وأكد أبو دشيش أنه تم العثور على حوالي 40 تابوتًا من الحجر الجيري مختلفة الأحجام والأشكال بعضها يأخذ الشكل الآدمي مزينة بنقوش هيروغليفية لأصحابها، تضم عددا من التوابيت الضخمة المختلفة الأشكال والأحجام بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتى جيدة الصنع.