راعي الدير الأحمر يهدي وزير الأثار "القرآن الكريم"

أخبار مصر

من الجولة
من الجولة

أهدى الأب أنطونيوس الشنوتي، راعي الدير الأحمر، المصحف الشريف، للدكتور خالد العناني وزير الآثار، وكذا للدكتور أحمد الأنصاري محافظ سوهاج، وللدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من المسؤولين على هامش زيارة وزير الآثار للدير الأحمر صباح اليوم.

وأشار "العناني" في كلمته أمام هيئة الدير وسفراء 40 دولة أجنبية، إلى أن مصر دائمًا ستظل وحدة واحدة ولا أدل على ذلك من الهدية التي تلقاها اليوم من نيافة الأب أنطونيوس راعي الدير الأحمر، أحد أهم المعالم الأثرية في مصر.

يذكر أن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، تفقد صباح اليوم الدير الأحمر الأثري في محافظة سوهاج.

وشهد الجولة محافظ سوهاج الدكتور أحمد الأنصاري،وسفراء ومستشارين ثقافيين لـ 40 دولة أجنبية وعربية وأفريقية،وممثل مكتب اليونسكو بالقاهرة، ومجموعة من مديري المعاهد الأجنبية بمصر.

ويعد الدير الأحمر من أبرز المواقع الأثرية في سوهاج،وكانت وزارة الآثار قد قامت بمشروع ترميم للدير،وتضمن أعمال الترميم الدقيق واعمال ترميم الموقع العام على يد مجموعة من المرممين والأثرين المصرين والأجانب المتخصصين.

الدير الأحمر أو دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول،

ويقع الدير في منطقة "أدريبا" المصرية القديمة، والتي تُعرف الآن باسم الجبل الغربي بسوهاج شمال دير "الأنبا شنودة" رئيس المتوحدين -والشهير بالدير الأبيض- بحوالي 4 كم غرب مدينة سوهاج، وحوالي 11 كم، ويرجع بنائه إلى القرن الرابع الميلادي.

ويعد الدير الأحمر من أعظم الآثار القبطية، وقد بُني على طراز كنيسة القيامة في القدس؛ وذلك في القرن الرابع الميلادي، وللبابا مقولة جميلة على الدير الأحمر تقول: "الذي لم يذهب إلى القدس عليه الذهاب إلى الدير الأحمر بسوهاج؛ فكأنه ذهب إلى القدس".

سيرة قديس الدير

وقد سُميّ الدير على اسم القديس "الأنبا بيشاي"، والذي وُلد بقرية "باصونة –بأخميم"، وفي شبابه صار يسلك بالشر، ولكن الله لم يتركه لشره، بل سمح له بمرض وأعلن له في رؤيا مشهد العذاب الأبدي؛ فرفع "بيشاي" نظره إلى السماء وصرخ قائلاً: "يارب.. إن شفيتني من هذا المرض أتوب وأرجع إليك من كل قلبي"؛ فشفاه الرب ونفذ "بيشاي" وعده للرب وانطلق إلى الدير ليلتقي "الأنبا بيجول" -خال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين- في جبل "أدريبا"، وصار "بيشاي" قديسًا عظيمًا.

وللأنبا "بيشاي" تعاليمه ونسكياته بالمخطوط رقم 447 بالمتحف القبطي بالقاهرة، وله أيضًا مخطوطة رقم 438/50 -نسكيات الأنبا بيشاي"- بالدار البطريركية بالقاهرة.

وتظهر عظمة الفن القبطي في الأيقونات الآثرية الموجودة في الدير الأحمر؛ فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة في البحر؛ وهي عبارة عن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة تمثل الروح القدوس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطي، وأيقونة العشاء السري من القرن الثامن عشر الميلادي، وأيقونات آثرية أخرى جميلة جدًا.

أما الهيكل الآثري فيستعمل حاليًا ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان؛ واحدة قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان في وقت من الأوقات، والجناح الشرقي للهيكل الآثري يوجد به تاج الأعمدة القبطي على شكل ورق العنب، مع وجه نسر في كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، والجناح الشمالي يوجد به عمودان كبيران في الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطي ويمثل العرش الإلهي، والجناح الجنوبي وُجد به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد في منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل.

ومازال قصر الملكة "هيلانة" أم الملك البار "قسطنطين" قائمًا في قمة الجمال، وقد قامت ببناءه الملكة البارة لما علمت بتجمع الرهبان في هذه المناطق؛ فأمرت ببناء قصر لحماية الرهبان من أخطار البرية، ويرجع تاريخ هذا القصر إلى القرن الرابع الميلادي، ويتكون القصر من ثلاثة أدوار ويوجد به السور الآثري، كما يوجد بداخل السور أيضا كنيسة آثرية صغيرة باسم السيدة "العذراء مريم"، وتم العثور على كنيسة قديمة بداخل السور الآثري أيضًا، كما توجد خارج السور منطقة آثرية بها بئر آثري وبقايا قلالي قديمة، وبعض الأنشطة مثل طحن الغلال ومعصرة زيتون.

والدير الأحمر يشهد الآن تطورات كبيرة؛ فقد تم بناء سور حول الدير على مساحة كبيرة جدًا، كما توجد استراحات للزوار مكونة من أربعة أدوار، وتوجد مزراع نباتية وحيوانية وقاعة اجتماعات وورشة بلاط وصيدلية ومكتبة، وقد تم بناء كنيسة باسم القديس "الأنبا كاراس" السائح، وكنيسة بداخل مزرعة الدير باسم القديس "الأنبا بيشاي والأنبا بيجول".

وقد تم اعتماد مبلغ 30 مليون جنيهًا من هيئة اليونيسكو بالاتفاق مع جامعة جنوب الوادي لتطوير الدير وجعله مزارًا سياحيًا عالميًا، وقد بدأ العمل فيه منذ سنتين تقريبًا من خلال بعثة إيطالية لترميم الرسومات الجدارية بالدير.