إمام المسجد النبوي: بلوغ الوجاهة عند الله مرتبة سنية
سلّط إمام وخطيب
المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، الضوءَ في خطبة الجمعة اليوم، على مكانة العبد
عند الله عز وجل، مذكّرًا بوجوب طاعته وتقواه.
وقال: وصف القرآن
الكريم نبي الله موسى عليه السلام وصفًا بليغًا فقال تعالى: {وكان عند الله وجيهًا}؛
أي له وجاهة وجاه عند ربه عز وجل، ومن وجاهته العظيمة عند الله أنه شفع في أخيه هارون
أن يرسله الله معه؛ فأجاب الله سؤاله وقال: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا}،
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن موسى كان رجلًا
حييًّا)، وكذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه
الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا}.
وأضاف أن بلوغ
الوجاهة عند الله مرتبة سَنِية ورِفعة الدرجات مقام عليّ، وكان أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم القدوة في السمو بهمتهم إلى أعلى الرتب حين يُدعى أحدهم بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيقول: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتدّ، ونعيمًا لا ينفد.
ومرافقة نبيك محمد
صلى الله عليه وسلم في أعلى درج الجنة جنة الخلد. ومن رزق الوجاهة عند الله فهنيئًا
له فيض من خيرات لا ينضب، وأنس من السكينة والطمأنينة لا يُدانَى، وسعادة تغمر حياته
لا تُجارى.
وأردف أن من كان
وجيهًا عند ربه، فاز بالقرب منه سبحانه، ومن كان قريبًا من مولاه؛ فإنه إن سأل ربه
أعطاه، وإن استعاذ كفاه ووقاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يزال عبدي يتقرب
إليّ بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده
التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.
وأكد "الثبيتي"
أن الوجاهة عند الله ليست للأغنياء دون الفقراء، ولا للفقراء دون الأغنياء، ومن رام
بلوغها فسبيلها صراط مستقيم، واضح المعالم، بيّن المسالك، ميزانه العمل، والتفاضل فيه
بصدق المقصد والجد في الطاعة، وأجلها تعلّق القلب بالصلاة، والحرص على إدراك جماعتها.
وأشار إلى أن الوجاهة
عند المولى سبحانه وتعالى تبلغ أوجها بالجمع بين العلم والإيمان والاشتغال بذكر الله.