أخرها "السيول والفيضانات".. أزمات تحاصر النظام الإيراني
تعيش إيران على وقع أزمات عديدة تفتك بالنظام داخليا، فالتصعيد مع الولايات المتحدة في ذروته، والتحدي الإيراني للعقوبات الأمريكية قائم، وبين هذا وذاك تضرب السيول والفيضانات عددًا كبير من المدن الإيرانية ملحقة بها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وتدخل إيران اليوم الأسبوع الثالث على أسوأ موجة فيضانات، وصدرت أوامر إجلاء السكان في عدة مدن بمحافظة الأحواز بعد أن فاضت السدود والأنهار وعزلت المياه مساحات شاسعة، فيما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الإيراني تراجع الفيضانات في محافظة لورستان بعدما جرفت الفيضانات التي تدفقت من الجبال أحياء سكنية بعديد من المدن.
وفيما يلي ترصد "الفجر"، أبرز الأزمات التي تحاصر النظام الإيراني.
السيول والفيضانات
وضربت السيول الأخيرة في إيران عدد كبيرًا من المدن الإيرانية ملحقة بها خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما دفع المؤسسات والوزارات الإيرانية للتحرك بكل إمكاناتها للحد من اثار هذه السيول واغاثة المتضررين. وأعلن رئيس منظمة الطب العدلي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن حصيلة ضحايا السيول التي اجتاحت إيران منذ بداية السنة الايرانية أرتفعت إلى 62 شخصا في جميع المحافظات. وقال احمد شجاعي، إنه تم التعرف على هويات جميع القتلى-بحسب ما قال لوكالة انباء فارس-.
وكان أكثر من 120 ألف شخص قد اضطروا إلى مغادرة منازلهم في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات بحثا عن مأوى.تسبب انهيار أرضي في محو قرية بأكملها، حسب وكالة فارس الإيرانية.
من جانبه طالب محمد راستاد رئيس هيئة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، جميع مدراء الموانئ في ارجاء البلاد بالتأهب لمواجهة الظروف الجوية الراهنة.
التأثر بعقوبات أمريكا
واعترف أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله بثقل العقوبات الاقتصادية على الحزب التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر من العام الماضي على إيران، داعيا "هيئة دعم المقاومة" إلى تفعيل نشاطهم المادي لجمع التبرعات.
كما لجأ "حزب الله" إلي إعادة هيكلة للإدارة المالية من خلال القيام بمبادرات جديدة للإدارة المالية وتأمين مصادر تمويل مختلفة، إضافة إلى تنظيم الموازنات، وهو ما أشار إليه نصرالله أمس بقوله "بالصبر والتحمّل وحسن الإدارة وتنظيم الأولويات سنواجه العقوبات ويمكن أن نعبر هذه الحرب".
الموازنة العامة
خفضت إيران ميزانية وزارة الدفاع في العام المالي الجديد، بحسب متن الميزانية التي قدمها الرئيس حسن روحاني للبرلمان، وتم تخفيض ميزانية وزارة الدفاع 50%، وبلغت 35 مليار و971 ريال مقارنة بالميزانية المخصصة لهذه الوزارة العام الماضي، التي بلغت 71 مليار و355 ألف ريال، فطالت الرئيس حسن روحانى انتقادات عديدة.
الأمر الذي دفع بالمرشد الأعلى إلى إرسال رسالة إلى مجلس التنسيق الاقتصادي بتوصيات من 6 بنود، وأعلن مؤخرا عن صرف 1 مليار ونصف دولار إضافي على البرامج العسكرية لتعزيز البنية الدفاعية للبلاد "صندوق التنمية الوطنية" حيث كانت توضع على الأقل 34% من مبيعات النفط فى هذا الصندوق، الذى يوصف بأنه صندوق مدخرات الأجيال.
أزمات اقتصادية
وتواجه إيران منذ عدة أشهر أزمة اقتصادية حادة نجم عنها ارتفاع قياسي بسعر الدولار مقابل العملة المحلية (الريال)، وبدأت السلطات الإيرانية على إثرها في اتخاذ تدابير تقشفية؛ فيما تبذل جهودا يائسة لإنعاش الإنتاج المحلى غير المرغوب به نسبيا.
يشار إلى أنه منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وإعادة فرض عقوبات قاسية على اقتصاد طهران، هبطت العملة الإيرانية (الريال) إلى مستويات قياسية متدنية، وخسرت نحو 70% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.
وتباطأ النشاط الاقتصادي بشدة في طهران فضلا عن تقلبات حادة عمت أسواقا داخلية بالكامل، خاصة بعد أن فرضت واشنطن حزمة عقوبات أولى شملت شراء النقد الأجنبي وتجارة الذهب وصناعة السيارات في أغسطس، وتضرر قطاعا النفط والبنوك في إيران على إثر حزمة عقوبات ثانية نفذت بداية من نوفمبر.