"محمود" يدفع حياته ثمنا لـ"كنز الآثار".. والجنازة تتحول لمظاهرة تطالب بإعدام الجناة (فيديو وصور)
والد الضحية: ابن جاري استدرجه وقتله مع أصحابه.. والمتهمون أرسلوا لي فيديو استغاثة وقولتلهم رقبتي جاهزة مكانه
والدة الطفل: "جوزي على باب الله"
والجنازة تتحول لمظاهرة تطالب بإعدام الجناة
البيوت جميعها متشابه من الخارج وملامح الأهالى يملأها التعب والشقى يقطنون في منازل من طابق أو آثنين على الأكثر، يخرجون في الصباح الباكر بحثاً عن لقمة العيش ليعودوا آخر الليل بحوزتهم بعض الجنيهات لينفقوا على أبنائهم.
على بعد 5 كيلوماتتر من مركز منشأة القناطر تقع قرية أم دينار لا تحمل شيئا من اسمها سوى طيبة القاطنين بها، فأصبحت حديث المواطنين الأيام الماضية بعد إشاعة عثور عامل على قطع أثرية، ليبدأ الجميع في السؤال أين ذهب بهم.
الابن الضحية والجار الخائن
جار الضحية "محمود.ع" مبيض محارة، اتفق مع اثنين من أصدقائه "مصطفى .ج" مبلط سيراميك ، " رجب .م" عامل من قرية كفر حجازى على اختطاف نجل "محمد حافظ" جاره ومساومته على إعادته مقابل القطع الآثرية التي عثر عليها.
وفي اليوم الموعود، استدرج المتهم الرئيسي " محمود .ع "، " محمود محمد حافظ" 10 سنوات المجنى عليه إلى خارج القرية، وقام باصطحابه فور وصوله إلى مكان اللقاء مع باقي المتهمين ثم قاموا بوضعه داخل سيارة ونقله إلى منطقة أبو غالب واحتجازه بداخلها.
مع انسدال ستار الليل، بدأ الأب المكلوم والأم والأقارب يبحثون عن نجلهم الذي تأخر في العودة، فخرجت القرية بأكملها يبحثون عنه في كل زاوية ربما أصابه مكروها، والد المتهم الرئيسى وأسرته شاركوا في البحث عن الضحية، ولكن جهودهم باءت بالفشل.
الأب الملكوم يبلغ الشرطة
الأب المكلوم " محمد حافظ " اتجه إلى المقدم سامح بدوي رئيس مباحث مركز منشأة القناطر، ويبلغ عن اختفاء نجله الذى وعده الأخيرة بعودته خلال 24 ساعة القادمة، مضى الوقت حتى جاءت مكالمة هاتفية لوالد الضحية، يخبره الخاطف بفدية قطعتين آثاريتين مقابل إعادة نجله ، ولم يكتف الخاطف بذلك بل أرسل مقطع فيديو للضحية يطلب النجدة من والده وتنفيذ مطالب الخاطفين.
ودار حديث بين والد الضحية والمتهمين، بأنه لا يملك قوت يومه وليس لديه مطالبهم فهددوا بقتل المجني عليه، وأملهوه 24 ساعة وإلا قاموا بقتله، وفي النهاية أخطر رئيس المباحث بالحديث الذي دار وأرسل إليه الفيديو الذي أرسله المتهمين له.
وتم تشكيل فريق بحث مكبرة من مباحث الجيزة ومفتشي قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية واللواء رضا العمده مدير مباحث الجيزة، وتوصلت الجهود إلى تحديد هوية 3 متهمين من بينهم "جار المبلغ".
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهم، وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعة، وقرر جار المبلغ بتداول شائعة بإستخراج المُبلغ قطعتين أثريتين فقام بالإتفاق مع شخصين على إختطاف إبنه وقتله- لخشيته من إعترافه عليه- وإيهام والده أنه على قيد الحياة ومساومته على إعادته مقابل تسليم القطع الأثرية .
استدراج الطلفل بقطعة حلوى
واضاف المتهم الرئيسى، بإستدراجه بزعم شراء حلوى وإصطحبوه داخل سيارة ميكروباص ملك وقيادة أحدهما ، وإحتجزوه بمحل مهجور بمنطقة أبو غالب دائرة المركز ، وقاموا بتصوير فيديو للطفل يطلب فيه من والده الإستجابه لطلباتهم خشية قتله بسلاح نارى بحوزتهم ، وعقب ذلك قام أحدهم بخنق الطفل وإعتقدوا وفاته وألقوه بمياه الرياح البحيرى بذات المنطقة إلا أنهم فوجئوا أنه على قيد الحياة.
فقام الآخر بالنزول للمياه وأغرقه حتى تأكد من وفاته، وعقب ذلك قاموا بالإتصال بالمبلغ ومساومته على إعطائهم القطع الأثرية وخلال المكالمة قاموا بتشغيل الفيديو السابق تسجيله للمجنى عليه وإيهامه بأنه بصحبتهم ويستغيث به.
كما أرشدوا عن السيارة وطبنجة صوت "المستخدمتين فى الواقعة" ، وكذا شريحة المحمول المستخدمة فى مساومة والد المجنى عليه ، تم التنسيق وإدارة شرطة البيئة والمسطحات المائية للبحث عن جثة المجنى عليه وإنتشالها.
اللحظات الأخيرة في حياة المجني عليه
والد الضحية روى اللحظات الأخيرة في حياة نجله قبل وصول خبر العثور على جثته فى مياه الرياح البحيرى، قائلا: "اللي حصل إن محمود راح المدرسة، ومرجعش البيت، أنا كنت قلقان عليه ورحت على طول على مركز شرطة منشأة القناطر، وطلبت مقابلة رئيس مباحث المركز وحررت محضر بغيابه"، مضيفاً أه تابع مع المباحث حوالي 3 أيام، ووالمتهمون "اتمسكوا" وكانت المفاجئة أن محمود جارنا شارك في ارتكاب الواقعة.
وأشار والد الضحية، إلى أن جثة نجله عثروا عليها بمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، حيث مرت بـ3 محافظات جثته طافية فوق المياه حتى تم انتشالها.
"والله أنا مش لاقي أجهز بنتى وأجلنا الفرح أكتر من مرة، والجمعية الشرعية قدمت مساعدات كتير، بخلاف العلاج الفيروس اللي مش قادر أجيب ثمنه منذ سنتين".
ويقول والد الضحية محمد حافظ : "البيت هيقع علينا في أي لحظة ولو قطة عدت فوقه ممكن يقع علينا يبقى لو لقيت آثار دي كان بقى حالي، حسبى الله ونعم الوكيل في القتلة خطفوا فرحتي في الدنيا لما قتلوا ابنس".
وأكد والد الضحية، أن المتهمين قتلوا نجله حتى لا يفضحهم قدام الناس في القرية.
الأم تطالب بإعدام المتهمين
والتقطت والدة الضحية أطراف الحديث: "جوزي راجل غلبان وإحنا على باب الله ومش عارفه أجهز بنتي، كله من الناس اللي بتطلع إشاعات وآدى أخرتها كانت روح ابني الثمن لحاجة هو برئ منها".
وطالبت والدة الضحية بإعدام المتهمين "يتقطعوا زي ما عملوا في ابني وحرقوا قلبي عليه"، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
وعقب العثور على الجثة وضبط المتهمين، نظم أهالي قرية أم دينار جنازة شعبية تحولت إلى مظاهرة للمطالبة بالقصاص من الجناة وإعدامهم، مؤكدين أن أسرة المجني عليه يتمتعون بالسمعة الطيبة ودائما بعيدة عن المشاكل منذ السكن في القرية منذ 12 سنة.