"بلومبرج": نتائج الانتخابات البلدية التركية تهدد نظام أردوغان
أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن نتائج الانتخابات البلدية في تركيا تهدد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضحت الوكالة في تقرير، أن خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم المدن الكبرى يجعل الفترة المقبلة بمثابة اختبار لمدى خطورة وضعه بعد أن فقد المدن التي تضم نصف سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة.
وتابعت: "يعرف أردوغان أن المدن التركية هي الساحات التي يتم فيها كسب الثروات السياسية وفقدانها (..) يواجه أردوغان وقتًا أكثر صعوبة في تلبية احتياجات قاعدته الانتخابية، مما يهدد أساس حكمه الذي دام 16 عامًا".
ولفتت إلى أن المعارضة سيكون لديها الوقت الكافي لبناء الجسور مع القواعد الانتخابية. ونقلت عن "ميرت يلديز"، مؤسس الاستشارات السياسية الاستشرافية في اسطنبول، قوله: "سيغيرون الطريقة التي ينظر بها أنصار أردوغان إلى أحزاب المعارضة؛ ما يعزز فرصهم في السباق الانتخابي المقبل".
وتابعت: أصبح أردوغان عمدة إسطنبول في عام 1994 بعد حملة خاضها كمرشح للحزب الإسلامي الرئيس في تركيا؛ لكن قبضة حزبه على السلطة ازدادت قوة بفضل نجاح أردوغان في توفير طرق محسنة ومياه نظيفة ونظام دعم للفقراء.
وقالت نورا نيوتوم، الخبيرة الاقتصادية: خسارة تحالف أردوغان الانتخابي إشارة تحذير واضحة بأن الناس غير راضين عن السياسة الاقتصادية الحالية للنظام.
وأظهرت نتائج الانتخابات رفضًا لأجندة العدالة والتنمية فيما يخص النظام الرئاسي في المدن الكبرى التي طالما فاز بها الحزب (خاصة إسطنبول وأنقرة)، وكان ذلك أول استحقاق يخسره الحزب في هاتين المدينتين منذ وصوله للسلطة.
وعلى الرغم من تمرير التعديلات الدستورية في الأخير، إلا أن الحزب بات أكثر اعتمادًا على الشرائح المحافظة في قلب الأناضول، علاوة على قواعد الحزب القومي شريكه الرسمي فيما يُسمى بـ "التحالف الشعبي"، وإن كان ثمة ما أثبتته النتائج بالأمس، فهي أن خسارته لأنقرة وإسطنبول في استفتاء عام 2017 لم تكن فقط اعتراضًا شعبيًا عابرًا على حزمة التعديلات الدستورية، بل كانت بداية لنمط معارض سيتزايد بعدم الرضا عن أسلوب الحزب الحاكم من جانب سكان المدن.