نيويورك تايمز: هزيمة أردوغان في الانتخابات زلزال سياسي كسر حزبه

السعودية

 أردوغان
أردوغان


قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إن نتائج الانتخابات المحلية التركية التي جرت يوم الأحد الماضي، زلزال سياسي ونفسي“ خسر فيه حزب أردوغان قاعدته في مقر نشأته.

وذكرت الصحيفة في تقرير رئيسي لها، صباح اليوم الثلاثاء، أن النتائج غير النهائية للانتخابات والتي انهزم فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم، بالمدن الأربع الرئيسية، إسطنبول وأنقرة وأزمير وأنطاليا، تُشكّل الهزة السياسية الأقوى منذ عشرين عامًا، وأن وقعها الأشد كان على الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعللت ”نيويورك تايمز“ هذه الهزيمة السياسية لأردوغان بأنه ”عمل كل ما في وسعه ليمنع أي أحد من تحدّيه، همّش معارضيه، وهيمن على الجيش والشرطة والقضاء، وأناخ الصحافة وعزز سلطاته الدستورية ووعد الأتراك بمستقبل اقتصادي باهر“، لم يتحقق هذا، فضلًا عن أنه (أردوغان) حاول إقناع العالم بأنه شخصيًا، وحزبه، ركن الاستقرار في الشرق الأوسط.

ولذلك، كما قالت الصحيفة، فإن كل النقد والفشل الذي أصاب حزب العدالة (وحلفائه)، يقع الآن على أردوغان.

ونقلت عن آسلي اينداسباس، المحلل في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية وصفه لما أصاب أردوغان وحزبه بهذا الفشل، بأنه ”كارثة“ للرجل الذي ظهر الآن بأنه ”ما عاد مُحصّنًا ضد الاستهداف“.

كما نقلت عن مرشح المعارضة الفائز في إسطنبول، أكرم إما موغلو (49 سنة)، قوله أنه سيفتح دفاتر الفساد الذي اقترفه حزب أردوغان طوال العقود الماضية التي احتكر فيها رئاسة بلدية العاصمة الاقتصادية لتركيا.

ما بعد الانتخابات
وتكاد تتفق معظم التحليلات على أن ”الصدمة“ السياسية والسيكولوجية التي تلقاها أردوغان وحزبه من هذه النتائج، يمكن أن تتمثل بحركات استعراضية شعبوية قد يفتعلها أردوغان في الفترة القصيرة القادمة، وذلك لمنع تشقق حزبه، العدالة والتنمية، الذي سيتحول سريعًا إلى هدف للانتقاد ولفتح دفاتره بالفساد المالي والإداري، وهو ما يراهن عليه الكثير من المحللين في توقعاتهم بتشظية الحزب وانسحاب بعض قياداته وربما تفريخه لأحزاب جديدة في مرحلة منظورة تتسم بالفوضى والتراشق.

وقال الخبير في الشأن التركي حورشيد دلي في حديث لروسيا اليوم، إن ”هناك الآن أنباء وأحاديث كثيرة في الساحة التركية عن استعداد وجهود لقادة حزب العدالة الذين انفصلوا عنه، عبدالله غل ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، للاستعداد لإنشاء حزب جديد، وهو إذا ما حصل سيكون ضربة كبيرة لحزب العدالة والتنمية، لماذا؟ لأن هذه الشخصيات لديها قاعدة شعبية لدى جمهور حزب العدالة والتنمية“.