"الكاتبة".. 17 عامًا من الشقاء بدأت بالحياكة وحصلت على لقب الأم المثالية بقنا
قصص كفاح مختلفة تسطرها المرأة المصرية، إلا أن قصة نادية ذكري بشير، الأم المثالية الحاصلة على المركز الثالث على مستوي محافظة قنا، التي سجلت كفاح ما يزيد عن 20 عامًا، بعد أن فقدت زوجها، وباتت بقلبها المكلوم، لتحنوا على فتاتيها، للاستعاضة عنه.
بدأت قصة الأم المثالية، في سن مبكر، عندما تزوجت الراحل خيري ميخائيل، والذي حصل على دبلوم فني صناعي، وعمل في وزارة الري، لتبدأ معه رحلة الشقاء والبحث عن علاج له، بعد أن أصيب بالعديد من الأمراض منها الكبد والكلى والمريء.
15 عامًا، بين ليال وضحاها، تتوجه بقلب يملؤه الرضا بالدعاء، ليبرأ زوجها من تلك الأمراض التي انتهكت جسده، لتنبعث في تلك اللحظات نورا قلبها، بعد أن وضعتهم، وسط عناء السفر بين محافظات الصعيد والقاهرة، بحثًا عن طبيب ماهر لشفاء زوجها.
تعمل الأم المثالية، التي تبلغ من العمر 55 عامًا، والمقيمة بقرية الرحمانية بشرق النيل بنجع حمادي، شمالي قنا، كاتبة في مدرسة الصياد الإعدادية، إلا أن المبلغ الزهيد في تلك الفترة، لم يكن كافيًا للمساعدة في الإنفاق على علاج زوجها، لتقرر القيام بعمل إضافي، وهو حياكة "الطواقي ولكاليك الأطفال" لتعود عليها ببعض الأموال لتساعدها في الكفاح.
"صراع ومرض وبحث عن طبيب وعمل إضافي" تلك هي أبرز محطات حياة الأم المثالية، التي بدأت بعدها محطات أخرى مسيرتها 17 عامًا، بدايتها عام 2002، بعد أن توفي عنها زوجها، وتركها وحيدة مع بناتها الاثنين، لتبدأ في عبور محطات "الصبر والعناء والكفاح" لتقوم بدور الأم المربية، والأب الحنون المكافح.
تشير الأم المثالية، إلى أن غايتها في الحياة كانت عدم إحساس فتياتها بفقدان الأب، لتواصل عطائها لهما حتى التحقت الابنة الكبرى بكلية الهندسة، والتحقت الابنة الصغرى بكلية الطب البيطري، لتصمم على تعليمهما، عكس ما هو سائد في تلك الفترة في القرى، لتتخرجا من كليتيهما، وتتزوجا من رجلين في نفس مجال الابنتين.
استجمعت الأم المثالية أنفاسها، وبصوت سيجهش بالبكاء، أشارت إلى أنها كانت خائفة على فتياتها، وكانت تأمل أن تحسن تربيتهما ولا يشعرا بأنهما يتيمتين، لتشعر في نهاية المطاف أنها حفرت في الصخر، لتجسد رحلة من العطاء والكفاح والمثابرة.
وبصوت جهوري مليء بالإصرار، بعثت الأم المثالي برسالة إلى مثيلاتها من السيدات اللاتي فقدن أزواجهن مفادها، أن تضم المرأة أبنائها إلى حضنها، ولا تستسلم للعادات أو التقاليد أو المحبطين والمثبطين في المجتمع، وان يكون أملها الوحيد هو أن يصبح أبنائها في القمة، وان يعوضوها عن فقد زوجها.