قلعة قايتباي تشارك في "ساعة الأرض" بإطفاء الأنوار
في إطار مشاركة وزارة الآثار في المبادرة العالمية لإطفاء الأنوار "ساعة الأرض"، تم أمس تخفيض الإنارة الخارجية لقلعة قايتباي بالإسكندرية تدريجيًا حتى تم إطفاء كافة الأنوار في تمام الساعة ٨:٣٠ وحتى الساعة ٩:٣٠ مساءً.
ومن جانبه قال محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، إن ساعة الأرض هي أكبر حركة لمواجهة عوامل وآثار تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأشار متولي أنه تم تحديد يوم ٣٠ مارس لتلك الحملة نظرًا لأنه موعد الاعتدال الربيعي لكوكب الأرض حيث تشارك معظم دول العالم في هذا الحدث كل عام للمساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة عن طريق إطفاء الإضاءة غير الضرورية بهدف مواجهة الاحتباس الحراري والعمل علي التوعية بمخاطر هذه الظاهرة.
وقلعة قايتباي تقع في نهاية جزيرة فاروس أقصى غرب الإسكندرية، وشيدت في مكان منارة الإسكندرية القديمة التي تهدمت سنة 702 هـ إثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ.
وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها وقد اهتم السلطان المملوكي قانصوه الغوري بالقلعة فزاد من أهميتها وشحنها بالسلاح.
تأخذ هذه القلعة شكل المربع تبلغ مساحته 150 م*130 م يحيط به البحر من ثلاث جهات، وتحتوي هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي، فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود.
ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا.
أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز البر المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة. وقد جدد السلطان قانصوه الغوري القلعة وزاد من حاميتها، وقد أهملت هذه القلعة في فترة الخلافة العثمانية لمصر.
قلعة قايتباى أنشأ هذه القلعة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 882 هـ / 1477 م مكان منارة الإسكندرية القديمة عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس في أواخر دولة المماليك، وهي عبارة عن بناء مستقل طوله 150 مترًا أو أقل، و مكون من ثلاثة طوابق الطابق الأول ذو شكل مربع والثاني مثمن والثالث دائري ويغطي قمةالمنارة قبة ويعلوها تمثال الإله بوسيدون إله البحار والمحيطات ذو الشوكة الثلاثية الشهيرة عند الأغريق وكانت يزينها تماثيل من الرخام، والمنارة عموما مبنية بأحجار ضخمة للغاية وطريقة الأضاءة بها كانت تتم عن طريق كتلة هرميةأو متعددة الأضلاع من البرونز مثقولة بشكل متقن ذو سطح ناعم للغاية تعمل عمل المراّة معلقة وأسفلها موقد نيران، وتعكس الضوء المنبعث من النيران على امتداد حوالي 20 كيلو متر في الماء لتهتدي به السفن القادمة للإسكندرية، وسُمْك أسوارها 4.5 متر.
وكانت المنارة قد تهدمت إثر زلزال عام 702 هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي أمر بترميمها إلا أنها تهدمت بعد ذلك بعد عدة سنوات حتى تهدمت جميع أجزائها سنة 777 هـ / 1375 م.
ولما زار السلطان قايتباي مدينة الإسكندرية سنة 882 هـ / 1477 م توجه إلى موقع المنارة القديمة وأمر أن يبني على أساسها القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة أو طابية قايتباي، وتم الانتهاء من البناء بعد عامين من تاريخ الإنشاء، وتشير المصادر التاريخية إلى أن القلعة قد بنيت ببعض أحجار المنارة القديمة المندثرة، وليس في نفس مكانها فقط، كما أن المنارة نفسها قد بنيت ببعض أطلال المدن الفرعونية القديمة مثل ممفيس وطيبة [1]
ولأن قلعة قايتباي بالإسكندرية تعد من أهم القلاع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور التاريخية.
ففي العصر المملوكي نجد السلطان قانصوه الغوري اهتم بهذه القلعة اهتماما كبيرا وزاد من قوة حاميتها وشحنها بالسلاح والعتاد، ولما فتح العثمانيون مصر استخدموا هذه القلعة مكانا لحاميتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند المشاة والفرسان والمدفعية ومختلف الحاميات للدفاع عنها ومن ثم الدفاع عن بوابة مصر بالساحل الشمالي.
ولما ضعفت الدولة العثمانية بدأت القلعة تفقد أهميتها الإستراتيجية والدفاعية نتيجة لضعف حاميتها فمن ثم استطاعت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الاستيلاء عليها وعلى مدينة الإسكندرية سنة 1798 م الأمر الذي أدي إلى الاستيلاء عليها ومنها استولوا على باقي مصر، ولما تولي محمد علي باشا حكم مصر وعمل على تحصين مصر وبخاصة سواحلها الشمالية فقام بتجديد أسوار القلعة وإضافة بعض الأعمال بها لتتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر الميلادي تمثلت في تقوية أسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية هذا بالإضافة إلى بناء العديد من الطوابي والحصون التي انتشرت بطول الساحل الشمالي لمصر.
ولما قامت ثورة أحمد عرابي سنة 1882 م والتي كان من نتائجها ضرب مدينة الإسكندرية في يوم 11 يوليو سنة 1882 م ومن ثم الاحتلال الإنجليزي لمصر تم تخريب قلعة قايتباي وإحداث تصدعات بها، وقد ظلت القلعة على هذه الحالة حتى قامت لجنة حفظ الأثار العربية سنة 1904 م بعمل العديد من الإصلاحات بها والقيام بمشروع لعمل التجديدات بها استنادا على الدراسات التي قام بها علماء الحملة الفرنسية والمنشورة في كتاب وصف مصر وأيضا التي قام بها الرحالة كاسيوس في كتابه سنة 1799 م.