شاهد روائع آثار متحف الوادي الجديد من قبل التاريخ وحتى العصر الحديث
يقع متحف الوادى الجديد في مدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد، ويضم مجموعات متنوعة من الآثار التي عثر عليها في المناطق الأثرية بالمحافظة، والتي تحكي تاريخ الحضارة المصرية بداية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.
ويقول طارق القلعي مدير عام متحف الوادي الجديد، إن صالات عرض المتحف تشمل 2300 قطعة أثرية نادرة، بخلاف 1700 قطعة في المخازن، ويتم عمل تباديل بين المعروض والمخزن لتجديد العرض على فترات وفقًا لخطة العرض المتحفي.
ويتابع القلعي أن المتحف مقسم طبقًا للتسلسل التاريخي، فالطابق الأول يخص آثار عصور ما قبل التاريخ، ثم الدولة القديمة، ثم الوسطى، ثم الحديثة، ثم العصر اليوناني روماني.
أما الطابق الثاني فيخص آثار ومقتنيات الفترة القبطية ثم آثار العصر الإسلامي، وبعض مقتنيات أسرة محمد علي التي تمثل آثار العصر الحديث وقد تم جلبها للمتخف من متحف قصر الأمير محمد علي توفيق في المنيل بالقاهرة.
وأضاف القلعي أن ضمن المقتنيات القيمة بالمتحف مجموعة من القطع الأثرية التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، وتشمل أواني حجرية، وسكاكين، ومكاشط.
كما يشمل العرض المتحفي مجموعة نادرة من التماثيل واللوحات الجنائزية التي تخص حكام الواحات، ومجموعة أخرى من تماثيل الآلهة.
ووختم القلعي كلماته بأن متحف آثار الوادى الجديد، متاح دائمًا للزيارة في مواعيد يومية ثابتة تبدأ من التاسعة صباحًا وحتى الثالثة مساءً، وبأسعار تذاكر للمصري بـ عشرة جنيهات، وللطالب المصري بخمسة جنيهات، وللأجنبي بستين جنيهًا وللطالب الأجنبي بثلاثين جنيهًا.
ومحافظة الوادي الجديد من أكبر محافظات الجمهورية، ويرجع تسميتها إلى إعلان الرئيس جمال عبد الناصر عام 1958م، عن البدء في إنشاء واد مواز لوادي النيل يخترق الصحراء الغربية لتعميرها وزراعتها على مياه العيون والآبار بهدف تخفيف التكدس السكاني في وادي النيل، وكانت تسمى قبل ذلك محافظة الجنوب.
والواحات تعتبر من أبرز معالم الوادي الجديد، وعرفت الواحات في مصر منذ أقدم العصور فواحة الخارجة سميت بـ"الواحة العظمي" حيث كانت تشغل منخفضا كبير في الصحراء وعاصمتها هيبس والتي اشتق اسمها من كلمة هبت ومعناها المحراث.
وكانت الواحات الداخلة تسمي كنمت وعاصمتها (دس- دس) أي (اقطع- اقطع) بمعني قطع الأرض وشقها لزراعتها وعرفت الفرافرة باسم (تا- احت) أي أرض البقر.
عاش في المنطقة إنسان عصور ما قبل التاريخ منذ حوالي 5000 سنه ق.م. وترك آثاره في ربوع الواحات منها جبل الطير بالخارجة ودرب الغبارى بطريق الخارجة - الداخلة وفي العوينات جنوب الواحات، وفي العصور المصرية القديمة كانت الواحات تمثل أهمية قصوى لكونها خط الدفاع الأول عن مصر القديمة لتعرضها لهجمات النوبيين من الجنوب والليبيين من الغرب، وكان قدماء المصريين يهتمون بهدوء المنطقة واستقرارها وتظهر آثارهم في عدة مناطق بالخارجة والداخلة، وعندما غزا قمبيز الفارسي مصر العام 525 ق.م.
وأهان معبودها الإلة آمون واختفى جيشه المكون من 50000 مقاتل في بحر الرمال العظيم جاء خلفه دارا الأول فحاول إرضاء المصريين حتى يتمركز حكمه ويرضى عنه كهنة الإله آمون فبدأ في ترميم ونقش بعض المعابد ومنها معبد هيبس.
البطالمة دورهم الكبير في ازدهار الزراعية بالواحات واستغلال اقتصادياتها وتظهر آثارهم على طول درب الواحات بطريق باريس.وعندما بدأ اضطهاد الرومان لأقباط مصر حضر إلى الواحات كثير من الأقباط الفارين بدينهم وعقيدتهم وعاشوا فيها بزراعة الأراضي حاصدين لخيراتها. وتعد جبانة البجوات بشمال الخارجة أبرز دليل لهذا العهد.
وجاء دور الرومان الذين استغلوا الواحات فظهروا وشقوا القنوات واستغلوها في الزراعات الكبيرة وازدهرت التجارة على طريق درب الأربعين الموصل بين مصر والسودان عبر الواحات، وكان شريانا للتجارة، وتظهر معابدهم على طول هذا الدرب وأهمها معبد الغويطة وعند الزيان معبد دوش.