في ذكرى وفاته.. أسرار لا تعرفها عن "العندليب" عبد الحليم حافظ
تحل اليوم الذكرى الثانية والأربعون على وفاة العندليب عبد الحليم حافظ، لكنه لا يزال حيا في كل قلوب محبيه، كما أنه يعتبر فتي الأحلام الأول لكثير من الفتيات حتى يومنا هذا.
اليتيم
حياة عبد الحليم حافظ، بدت أليمة في بداية الأمر، إثر وفاة والدته ووالده، ليصبح اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.
البلهارسيا
دائمًا ما كان يلعب "العندليب"، مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر حياته، ولقد قال مرة أنا ابن القدر، وقد أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية.
الموسيقى
عمل إسماعيل شبانه الأخ الأكبر للعندليب، مطربًا ومدرسًا للموسيقى في وزارة التربية، التحق بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد؛ ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته، ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.
"العندليب"، التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأوبوا عام 1950.
الغناء والسينما
قدم عبد الحليم أكثر من مئتين وثلاثين أغنية، استهلها بأغنية "يا حلو يا أسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، ثم غنى "صافيني مرة" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد.
ولكنه أعاد غناء "صافيني مرة" في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدم أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحًا ساحقًا، ثم أعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقب بالعندليب الأسمر، حيث قدم في السينما ستة عشر فيلما سينمائيا.
كان عبد الحليم يحلم بتقديم قصة "لا" للكاتب الكبير مصطفى أمين على شاشة السينما ورشح نجلاء فتحي لبطولتها ولكن القدر لم يمهله.
قدم 3 برامج غنائية هي: "فتاة النيل" للشاعر أحمد مخيمر وألحان محمد الموجي وإخراج كامل يوسف و"معروف الإسكافي" للشاعر إبراهيم رجب وألحان عبد الحليم علي وإخراج عثمان أباظة، "وفاء" للشاعر مصطفى عبد الرحمن وألحان حسين جنيد وإخراج إسماعيل عبد المجيد.
ممتلكاته
ويوجد بقريته الحلوات بمحافظة الشرقية، السرايا الخاصة به ويوجد بها الآن بعض المتعلقات الخاصة.
أجره
في حوار تلفزيوني نادر سنة 1973 كشف العندليب عبد الحليم حافظ عن أجره في الفيلم الواحد ، حيث قال إنه يحصل على 50 ألف جنيه في الفيلم الواحد، وأنه لا يستطيع تقديم عدد كبير من الأفلام لانشغاله بالغناء ولمرضه.
نساء في حياته
عاش العندليب، رمزًا للحب والرومانسية، حيث أحب جي جي، بحسب ما كانت تصرح به شقيقته دوما، وبحسب ما صرح به الفنان سمير صبري في إحدى حواراته التليفزيونية، حيث قال إنها كانت بارعة الجمال، وأحبها العندليب الأسمر حينما رآها لأول مرة، وكانت من عائلة أرستقراطية عريقة، من الإسكندرية، وعلى الرغم من تقدم عبدالحليم لخطبتها، إلا أن أهلها رفضوا تماما، بعدها علم بوفاتها، وعانى بعدها من اكتئاب شديد، وغنى لها أغنية "في يوم في شهر"، خلال أحداث فيلمه "حكاية حب".
بينما تزوج من سعاد حسني، حيث أكدت شقيقة "السندريلا" جنجاه، أن عبدالحليم هو أول أزواج أختها، فيما أكد محمد شبانة نجل شقيق العندليب الأسمر، أن عمه لم يتزوجها، وأن هذه الأقاويل أثيرت بعد وفاة عمه، وإذا كان ما يرددوه صحيحا، فلماذا لم يستطيعون الحديث في حياة عمه، وبين التأكيد والرفض، تبقى حقيقة زواج العندليب بالسندريلا لغز لا يعرف حقيقة تفاصيله سواهما، وقد شاركت سعاد حسني في فيلم "البنات والصيف"، أمام عبدالحليم، وقامت بدور شقيقته.
وصرحت الفنانة الراحلة زبيدة ثروت، أثناء استضافتها مع الإعلامي عمرو الليثي، أنها جمعتها قصة حب مع "العندليب الأسمر"، وتقدم عبدالحليم لطلب يدها من والدها، إلا أنه رفض زواجهما قائلا "مش هجوز بنتي لمغنواتي"، وأكدت زبيدة أن حبها الحقيقي كان لعبدالحليم، وتمنت أن تدفن إلى جواره، معللة ذلك بأنه حب حياتها.
وفاته
أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد سببه مرض البلهارسيا، وكان هذا التليف سببا في وفاته 30 مارس من عام 1977م، في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عامًا.
والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي فيروس سى الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعاه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبد الحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي.
سكرتيرة خاصة
كانت له سكرتيرة خاصة هي الآنسة سهير محمد علي وعملت معه منذ 1972 وكانت مرافقته في كل المستشفيات التي رقد فيها.
حزن الجمهور
حزن الجمهور حزنًا شديدًا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر، وشيع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.