ننشر كلمة وزيرة التضامن الاجتماعي في احتفالية "الأم المثالية"
قالت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، إن اليوم نجتمع فى مناسبة تكتسب غلاوتها واعتزازنا بها من غلاوة "ست الحبايب" ومن تقديرنا لدور المرأة المصرية فى مختلف المجالات.
وأكدت والي خلال كلمتها باحتفالية عيد المرأة والأم المثالية، أن حياة الأمهات تعجز كل آليات المتابعة وكل التقارير عن رصد التحديات اليومية التى واجهتها بكل الرضا السيدات "وفاء" أو "نوال" أو "سعدية" بطلات فيلم ست الحبايب.
وأشارت إلي ترشيح وفرز واختيار الأم المثالية، أنه رغم أن القصص متكررة ومتشابهة إلا أننا كلما اطلعنا على قصة تعكس صموداً وتحدياً وطموحاً، وتحكي آمالاً وآلاماً، فنتصور أنها الأحق بلقب الأم المثالية ولكن كل عام نكتشف أن هناك دائما قصصا أكثر إلهاما.
وأضافت وزيره التضامن أن من المفارقات الدالة أن اختيار السيدة أمينة الشرقاوي في أوائل السبعينات من قبل وزيرة الشئون الاجتماعية، آنذاك الدكتورة عائشة راتب ليكرمها الرئيس السادات كأول أم مثالية في مصر كان لتبرعها بجزء من عظامها لعلاج ابنها المصاب بمرض في العظام، وبعدما يقرب من 50 سنة اختارت وزارة التضامن الاجتماعي السيدة سعدية ثابت الأم المثالية الأولي علي مستوي الجمهورية لتبرعها بكليتها في سن الـ (57) لإنقاذ حياة أبنها بعد ترملها لمدة (34) سنة وتربيتها لثلاثة أبناء نجباء.
وأشارت: بكل بطلة من بطلاتنا لا تشعر أنها كذلك وكل ما تعرفه هو أنها أبحرت فى رحلة الحياة القاسية متسلحة فقط بمجدافي الصبر والإيمان "صبر لا تعرفه إلا المصريات الصابرات الراضيات المؤمنات".
وكما أوضحت غادة والي إنها تأملت تاريخ المرأة المصرية فوجدته عظيماً عظمة تاريخ هذا الوطن فهو نتاج حضارة لا تمتد لمائة عام، ونضال لم يبدأ فى 1919، ولكن بدأ منذ فجر التاريخ فالمرأة المصرية والأم المصرية تستمد فى اعتقادي عظمتها وقوتها من حضارتنا السابقة على معظم الحضارات، حضارة غنية بالقيم الإنسانية السامية كانت للمرأة فيها دائماً وأبداً مكانة مرموقة.
وقدمت وزيرة التضامن الاجتماعي تحية لكل امرأة مصرية تراها فتظنها امرأة عادية، قد تكون بسيطة المظهر متوسطة التعليم والإطلاع ومتوسطة الحال ولكنها تحمل صلابة الجبال، تراها فى المزارع وفى الأسواق وتراها فى المواصلات العامة، قد تكون عاملة فى مصنع، أو في مدرسة، أو ربة منزل لا تعمل، تفرغت لرعاية أسرتها فتظنها امرأة عادية ولكنها أبداً ليست كذلك.
وأكدت أن صبر المرآة المصرية وصلابتها عند وفاة الزوج فتنكفئ علي رعاية الأبناء وتزهد في مباهج الحياة تلمس استغنائها وإنكارها لذاتها وتشعر برجائها عند مرض الأولاد أو غيابهم، كما أشارت إلي إيمانها ورضاها عند استشهاد أبنائها دفاعاً عن الوطن تسأل "هل مات مرفوع الرأس مستقبلاً بصدره رصاص الأعداء ؟؟ "وتلحقها بجملة "مش هيغلي علي مصر".
وتابعت: يتضح لنا أن كل امرأة مصرية هي امرأة استثنائية وإن أمهاتنا المثاليات تجمعن صفات الصبر والصلابة والإيمان وإنكار الذات، مؤكدة أنه إذا كان جيش مصر هو درع الوطن وسيفه فسيدات مصر هن قلب الوطن النابض، فالمرأة المصرية التي تعول وحدها 14% من الأسر المصرية هي التي تستشعر الخطر حينما يحيط بالوطن والأبناء، وهي من تنتفض دفاعاً عن وطنها وأسرتها وأبنائها، وهي من تستدعي كل حكمتها ومهاراتها للتعامل مع تبعات الإصلاح الاقتصادي لقدرتها علي البذل وإنكار الذات، ولإيمانها بأن الغد أفضل والمستقبل أرحب.