الأمم المتحدة: 195 فلسطينيًا منهم 40 طفلًا قتلتوا برصاص الإحتلال خلال عام
شددت الأمم المتحدة على جميع الأطراف إلى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح، وتفادي حدوث إصابات، في قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة.
ويأتي النداء، الذي أطلقه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، عشية ذكرى مرور عام على بداية مظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» في غزة.
وقال المنسق الإنساني جيمي ماكجولدريك إن «العام المنصرم شهد خسائر جسيمة في الأرواح وإصابات فادحة» وإن مقتل الأطفال وتعرضهم للإصابات كان «من بين أكثر الآثار المأساوية.»
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فإن 195 فلسطينيا، من بينهم نحو 40 طفلا، قد قتلوا بواسطة القوات الأمنية الإسرائيلية في مظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» في الفترة ما بين 30 مارس العام الماضي و22مارس 2019. كما أُصيبَ نحو 29 ألف فلسطيني بجروح وقُتل ثلاثة من العاملين في المجال الصحي خلال الاحتجاجات الأسبوعية بالقرب من السياج الحدودي.
وعبر المكتب عن قلق المنسق الإنساني إزاء استخدام القوات الأمنية الإسرائيلية القوة المفرطة مما تسبب في العدد الكبير من الضحايا بين صفوف المتظاهرين العزّل، بمن فيهم من أصيبوا بالذخيرة الحية.
ويقول بيان صحفي من المكتب اليوم إن «تدفُّق هذا العدد الهائل من الضحايا قد أثقل كاهل النظام الصحي الهشّ أصلا» وإن الكثير من المصابين بالذخيرة الحية يحتاجون إجراء عمليات جراحية معقدة، وربما رعاية طويلة الأمد. ويحذر المكتب من أن هذه المستجدات قد تسبّبت في تفاقُم التحديات التي تواجه الرعاية الصحية بما في ذلك دعم الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، ونقص الأدوية واللوازم الأساسية.
وشدّد السيد ماكجولدريك على أن «الأولوية الآن هي إنقاذ الحياة، ويجب على الجميع اتخاذ الإجراءات بناء على ذلك. وعلى القوات الأمنية الإسرائيلية أن تتأكد من أن ردّها يتماشى مع الالتزامات القانونية الدولية.» كما نادى ماكغولدريك سلطات حماس بأن تمنع أعمال العنف التي تقوّض الطابع السلمي للمظاهرات، مشددا على مسؤولية الجميع في ضمان عدم تعريض الأطفال للخطر.
وتأتي مظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة تواجه سكان قطاع غزة نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يزيد عن 11 عاما وتأثيرات الانقسام الداخلي الفلسطيني القائم.
وقد أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم تقريرا عن تداعيات وآثار مظاهرات مسيرة العودة الكبرى على خدماتها في القطاع، في ظل الأزمات والتحديات التمويلية التي تواجهها الوكالة.
ويقول التقرير إن استجابة القوات الإسرائيلية لمسيرة العودة تسببت بوقوع أكبر عدد من الإصابات في صفوف الأفراد منذ الأعمال العدائية في غزة صيف عام 2014، وأدت إلى قرب انهيار النظام الصحي الذي تسهم فيه الوكالة الأممية.
وقد قامت الأونروا بتوثيق مقتل 13 طالبا من مدارسها ومعالجة 2729 مريضا من إصابات مرتبطة بمسيرة العودة في مرافقها الصحية الأولية.
وتحذر وكالة الأونروا في تقريرها من أنه رغم «استمرارها في تقديم الخدمات في غزة استنادا لمهام ولايتها» إلا أنه من الواضح أن «الوضع لن يظل مستداما»، مشددة على الحاجة الماسة للحلول السياسية، بما في ذلك الحل العادل والدائم لمحنة لاجئي فلسطين. ويقول التقرير إن لاجئي فلسطين وغيرهم في غزة سيشعرون بالآثار الضخمة لتداعيات مسيرة العودة الكبرى لسنوات قادمة.