قصر المنيل استضاف "صلاح الدين" سينمائيًا.. وهو الأفضل لدراما التاريخ
قال الدكتور ولاء بدوي مدير عام قصر محمد علي توفيق في المنيل، إن القصر يعتبر نقطة جذب كبيرة في عدة مجالات، تأتي صناعة السينما في مقدمتها.
وأوضح بدوي في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أن المتحف يجذب مخرجي الأعمال السينمائية والمسلسلات التليفزيونية، بسبب أن قصر المنيل ليس مبنى مصمت، أو هو مجرد قصر آخر، بل لنوعية تسمى بـ "قصور العمائر" أو "متاحف القصور"، والتي يأتي الأساس فيها للحدائق وثم مجموعة من السرايات المتفرقة، فالسائر في القصر يجد نفسه في متنزه يتنقل بين جنباته في انبهار دائم واستمتاع مستمر.
وأضاف أن عمائر القصور، هو نوع انتشر في الدولة العثمانية، وكان مشهورًا جدًا في تلك الفترة وميزته الحدائق المتحفية بما فيها من أشجار ونباتات، والأمير محمد علي توفيق كان حريصًا في كل سفرياته علي إحضار شتلات وبذور ليضعها في حديقة قصره.
وأكمل أن المكان على مساحة 15 فدانًا، وأشكال الزخارف التي تغني منتجي الأفلام السينمائة عن بناء الديكور وتفيد كثيرًا في التصوير، يجعل القصر مقصدًا لراغبي رواية التاريخ سينمائيًا، حيث المناظر الرائعة، والحديقة النباتية التي لا مثيل لها، وطبيعة القصر المناسبة لعدة عصور تاريخية.
وأشار إلى أن عدة أفلام تم تصويرها في القصر بعد ثورة 1952 خاصة أن القصر حينها لم يُصادر لأن الأمير تبرع بالقصر لأبناء الشعب المصري، والقصر لم يؤمم مثل قصور كثيرة من عصر أسرة محمد علي لأن الأمير تبرع به بالفعل للحكومة.
ولعل أحد أشهر الأفلام التي تم تصوير بعض مشاهده في القصر هو فيلم الناصر صلاح الدين الأيوبي.
يذكر أن الدكتور ممدوح عثمان، مدير عام متحف الفن الإسلامي، افتتح معرض لفن الخزف، تحت عنوان "أجيال" ظهر اليوم الخميس 21 مارس، بقاعة العرض المؤقت بالمتحف الإسلامي بباب الخلق، والذي يأتي تحت رعاية إلهام صلاح رئيسة قطاع المتاحف، وبالتعاون بين متحف الفن الإسلامي وعدد من الكليات الفنية بالجامعات المصرية.
و"أجيال" ترمز لتنوع فئات الأساتذة ما بين شبان ومتوسطي الأعمار والمخضرمين منهم مما يشير إلى المعنى المقصود من المعرض من أنها أجيال تسلم الراية لبعضها البعض، وأضاف أن المعرض مستمر لمدة أسبوعين.
ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص.
وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي.
ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.
وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية.
واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف.
وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية.
واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه لكي يقيم عليها قصره، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على كل خطوات التنفيذ، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي.
واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة".
وانتقل الأمير محمد علي إلى جوار ربه في 17 مارس 1955 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة "قبة أفندينا".