خسائر جسيمة جراء فيضانات شمال إيران
استقبل القضاء
الإيراني حملات جمع تبرعات مالية للمنكوبين من الفيضانات العارمة التي ضربت مناطق شمال
البلاد بتحذير المشاهير من المشاركة في تلك الحملات، فضلا عن إغلاقه حسابات بنكية جرى
تخصيصها لهذا الغرض، وفقا للعين الإخبارية.
ورغم الانتقادات
الحادة تجاه الفشل الحكومي في مواجهة الفيضانات، فإن جواد جاويد نيا مساعد المدعي العام
الإيراني لشؤون الفضاء الافتراضي أكد أن السلطات أغلقت عددا من الحسابات البنكية وصلت
حتى الآن إلى 60 حساباً، مشيرا إلى أنها ستحظر بالكامل، وفقاً لما نقلته عنه وكالة
أنباء ميزان القضائية (الرسمية).
واعتبر مساعد المدعي
العام الإيراني أن الجهتين المخول لهما بجمع تبرعات في البلاد لضحايا الفيضانات هما
جمعية الهلال الأحمر الإيراني ولجنة إمداد الخميني (متورطة بدعم مليشيات عسكرية)، مهددا
في الوقت نفسه بمصادرة التبرعات التي جمعت بواسطة المشاهير الإيرانيين سواء فنانين
أو رياضيين من قبل المؤسسات الحكومية.
وزعم المسؤول القضائي
الإيراني أن هناك حالات احتيال حدثت تحت ذريعة جمع تبرعات شعبية لضحايا الفيضانات التي
ضربت شمال البلاد، منذ عدة أيام، بينما لم يفصح عن هوية الأشخاص والمؤسسات غير الحكومية
التي تولت جمع أموال لدعم المنكوبين.
وأعرب العشرات
من نجوم كرة القدم الإيرانيين السابقين والحاليين؛ أبرزهم سردار آزمون (مهاجم المنتخب
الإيراني حاليا) وعلي دائي الذي يوصف بأسطورة كرة القدم الإيرانية، وكذلك سينمائيون
عن تضامنهم مع المنكوبين جراء فيضانات غير مسبوقة ضربت محافظتي جلستان (تقطنها أغلبية
سنية) ومازندران الشماليتين، حيث سافر بعضهم إلى هناك لتفقد الأوضاع عن كثب.
وهذه ليست المرة
الأولى التي تحظر فيها السلطات القضائية الإيرانية، حملات شعبية لجمع تبرعات، حيث أغلق
الادعاء العام في طهران قبل عدة أشهر حسابات بنكية لمشاهير إيرانيين بينهم دائي جرى
تخصيصها بهدف دعم سكان محافظة كرمانشاه التي دمرها زلزال بقوة 7.3 درجات على مقياس
ريختر في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018.
وحملت مواقع التواصل
الاجتماعي انتقادات حادة من إيرانيين إزاء الفشل الحكومي في التقليل من آثار الكارثة
المحدقة التي أدت إلى طمر قرى بأكملها أسفل مياه السيول؛ بسبب تدهور مستوى البنية التحتية،
وتقاعس مسؤولين عن تفريغ مياه السدود تحسبا لتغيرات المناخ رغم وجود تحذيرات سابقة
في هذا الصدد.
وفي الوقت الذي
تبدأ فيه إيران عاما جديدا يصاحبه عطلة رسمية تمتد لـ13 يوما، غاب مناف هاشمي، محافظ
جلستان، عن المشهد تماما بدعوى سفره في رحلة ترفيهية بصحبة أسرته إلى خارج البلاد،
رغم وجود أضرار جسيمة نجمت عن الفيضانات في المحافظات الشمالية لإيران، قبل عزله من
منصبه لاحقا من قِبل إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وعبر محمد حسين
جرجيج، إمام وخطيب أهل السنة بمدينة آزاد شهر الواقعة في محافظة جلستان، عن أسفه بسبب
سوء الإدارة في توزيع حصص مساعدات إلى المتضررين من الفيضانات، إلى جانب غياب بيانات
رسمية جديدة عن خسائر السيول العارمة وسط تحذيرات فقط من اجتياحها محافظات أخرى أبرزها
"بوشهر وآذربيجان وخوزستان".
وأدت الفيضانات
إلى مصرع شخصين في محافظة جلستان، و5 آخرين في محافظة مازندران؛ فيما تسبب هطول الأمطار
الغزيرة وفيضان 14 نهرا إلى غرق أغلب مناطق مدينة جنبد كاووس التي تضم مباني وآثارا
تاريخية، والقرى المحيطة بها في شمال إيران.
وكشفت منظمة الإغاثة
في محافظة جلستان عن حاجتها إلى كميات كبيرة من الأغذية المعلبة والأغطية والخيام،
بينما أدى انهيار جبلي جراء مياه السيول إلى إغلاق طرق رئيسية وسط انقطاع في شبكات
الكهرباء والهواتف، حيث يقدر حجم الخسائر الأولية التي تسببت بها الفيضانات في شمال
إيران بأكثر من ألف مليار تومان إيراني.