ولاء بدوي: الأمير محمد علي يستجلب الفنانين لتزيين قصره
قال الدكتور ولاء بدوي، مدير عام قصر الأمير محمد علي توفيق في المنيل، إن محمد علي باشا الكبير، اعتمد ظاهرة استجلاب الفنانيين حيث استجلب الخطاطين ومنهم سنجلاخ الشهير لتزيين جدران جامعه الكبير في قلعة صلاح الدين الأيوبي.
وعلى خطى الجد سار الحفيد، -والكلام لبدوي- حيث قام الأمير باستقدام عدد كبير من الخطاطين لتزيين قصره بالكتابات العربية، فنجد توقيعات عدد من أشهر الخطاطين في مصر وخارج مصر، ومنهم أيقونة خطاطي مصر "سيد إبراهيم" والذي يعرفه المتخصصون في فن الخط العربي، ويعرفون قيمته سواء في الكتابات التي كتبها على الجدران أو اللوحات.
وأضاف بدوي، في تصريحات له، أن من الخطاطين الذين خلد الأمير ذكراهم في اللوحة التأسيسية للمسجد الملحق بالقصر، الخطاط أحمد الكامل أفندي، رئيس الخطاطين في اسطنبول، وفي البلاط السلطاني، وهو من أحد أمهر من كتب الخط، وقد أحضره الأمير خصيصًأ ليكتب الخط في قصره.
وأشار إلى أن الكامل أفندي خط عدد من أجمل اللوحات الرائعة، بخلاف ما زين به جدران القصر، ولازالت لوحاته مخزنة، وأتمني عرضها في المتحف الخاص.
وبعد الكامل أفندي –والكلام لبدوي- يأتي الخطاط عبد الله زهدي، وهو أحد أشهر وأفخم الخطاطين في العالم العربي، وقد شارك في بعض كتابات الحرم النبوي والروضة الشريفة، وكان الأمير حريص أن تكون له كتابات في القصر وبعض المقتنيات خاصة اللوحات.
وختم الدكتور ولاء بدوي كلماته قائلًا نجد أن الأمير محمد علي توفيق، حول قصره لمتحفًا مفتوحًا للخط العربي بكل أنواعه، وبتوقيعات أشهر خطاطين عصره، فالقصر يعد معرضًا ومدرسة لتدريس الخط العربي وفنونه، بل هو مدرسة للفنون الإسلامية في جميع عصورها، ويأتي لنا خطاطون يدرسون ما لدينا من فنون الخط المختلفة سواء هواة أو متخصصين، حيث تضم جدران القصر 80% من أنواع الخطوط خاصة الكوفي المورق والهندسي.
ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص.
وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي.
ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.
وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية.
واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف.
وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية.
واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه لكي يقيم عليها قصره، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على كل خطوات التنفيذ، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي.
واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة".
وانتقل الأمير محمد علي إلى جوار ربه في 17 مارس 1955 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة "قبة أفندينا".