"ساعة الزهور" التاريخية.. تُصيب المواطنين بالصدمة: "فرشوها موكيت" (صور)
حالة من الصدمة أصابت مواطني محافظة الإسكندرية، مؤخرًا، نتيجة ظهور صور لساعة الزهور التاريخية الواقعة بمنطقة باب شرق، بعد الإنتهاء تقريبا من 80% من أعمال تطويرها، تمهيدا لإفتتاحها في أعياد الربيع القادمة، وقبل بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر وستاد الإسكندرية الذي يقع على بعد أميال منها.
وجاءت حالة الصدمة لدى مواطني الثغر، نتيجة لما أسموه العبث في قيمة الساعة التاريخية التي دائما ما كانت تمثل جمالا ورقيا لموقعها في وسط الإسكندرية، حيث طالب المواطنين محافظ الإسكندرية بإعادة النظر في الشكل الجديد للساعة، وذلك قبل أن يصدر المحافظ بيانا أمس مطالبا فيه المواطنين بالصبر لحين الإنتهاء من أعمال تطويرها بالكامل وإفتتاحها.
وكانت تمثل ساعة الزهور شكلا جماليا في أكبر ميادين الحي اللأتيني بالإسكندرية، ألا انها ومنذ قرابة 20 عاما شهدت إهمالا جسيما من قبل المحافظين الذين توالوا على المحافظة الساحلية، وهو الأمر الذي إعتبره الكثيرين جريمة في حق الإسكندرية، خاصة انها تداهي نظيراتها في عدة دول، أبرزها ساعة الزهور بالحديقة الإنجليزية بجنيف والتي تم بنائها عام 1955، وساعة الزهور بميدان كرمان وسط إيران.
وفي ديسمبر من العام الماضي، أعلن حي وسط الإسكندرية، عن البدء في تطوير الساعة الشهيرة بتمويل من أحد رجال الأعمال بالثغر، الا أن أعمال التطوير لم تنل إعجاب أهالي المحافظة، حيث تم إستبدال ما أسموه الورود والأزهار التي كانت تزين الساعة قديمًا بمواد صناعية.
وحسب حي وسط الإسكندرية، في بيان سابق، أكد أن أعمال تطوير ساعة الزهور شمل ترميم وعزل أرضيته، بالإضافة إلى تصميم الشكل النهائي للساعة ليجمع بين الشكل الكلاسيكي الأصلي الذي صممت عليه، والشكل العصري، كما إنه تم تجليد الحواف بالموزاييك وعمل ظافر حجر للساعة بالإضافة إلى إضاءة أرقام وعقارب الساعة ليلا وعمل أرضية الساعة من الترتان الملون، مع مراعاة دقة المسافات بين الأرقام، وسلامة مواسير الصرف بأرضيتها، للتخلص من أي تجمعات للمياه فوق جسم الساعة خلال نوات الأمطار.
وانعكس حالة المواطنين في الشوارع على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث عبرت الكثير منهم عن عدم رضاهم عن أعمال التطوير، واصفين بأنها أعمال عبثية، ساخرين: "شالوا الزهور وفرشوا موكيت"، حيث عبرت رانيا عبد الحميد قائلة:"بجد حرام أحلى ذكريات دمرتوها"، فيما قالت شادية أحمد: "أنتوا شوهتم منظرها"، ومن جانبه سخر طلال محمد بالقول:"دي مش ساعة زهور دي فطيرة بالصلصة"، وغيرها من الإنتقادات التي للتصميم الجديد للساعة.
من جانبه رد الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، عن حالة الغضب التي إنتبات المواطنين، وقال المحافظ، أن ما تم تداوله من صور لأحد النماذج، وهو أحد العروض المقدمة من بعض الجهات والتي لا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال الشكل النهائي لساعة الزهور.
وأضاف أنه اقتناعا من الجهات التنفيذية للمحافظة بالأهمية البالغة لساعة الزهور لدي السكندريين كأحد المعالم الهامة للمدينة والتي مر على إنشائها أكثر من نصف قرن من الزمان فإن عملية إحيائها وتطويرها يقوم عليها لجنة متخصصة من أساتذة بكليات الهندسة والزراعة والفنون الجميلة والتربية النوعية والإدارة المركزية لتجميل المدينة وبعض المتخصصين ولن يتم إخراج الشكل النهائي لساعة الزهور إلا بما يرضي الذوق العام السكندري وبما يحقق ضمان الاستدامة والصلاحية لفترات طويلة.
ونوهت المحافظة، إلى انه نظرا لوجود سواتر تحيط بجسم الساعة حاليا يتم خلفها العمل بواسطة الجهات المعنية فانه يرجي من جميع المهتمين بالساعة، انتظار ما تسفر عنه تجارب الشكل النهائي والذي يجمع بين الشكل الأصلي للساعة والإضافات اللازمة الضرورية؛ لتحقيق فكرة الاستمرارية وانتظار التوقيت المبدئي لافتتاحها والذي سيتواكب مع أعياد الربيع.
وفيما يلي تنشر "الفجر" معلومات هامة عن الساعة، والتي تقع في أكبر وأعرق ميادين الحى اللاتينى، وهو ميدان الشهيد عبد المنعم رياض.
افتتحت "ساعة الزهور" في عام 1966، حيث افتتحها حمدى عاشور محافظ الإسكندرية حينذاك، تعد أحد المعالم المهمة بميدان باب شرقي بحي وسط الإسكندرية، وكانت في السبعينيات والثمانينيات، مقصدًا لأبناء المحافظة أو الجاليات الأجنبية والأفواج السياحية التي تزور الإسكندرية، لالتقاط الصور التذكارية بجانبها.
كانت "ساعة الزهور" تدق ساعاتها بانتظام أمام حدائق الشلالات التي تضم بقايا آثار الإسكندرية الإسلامية مثل الأسوار القديمة وصهريج الشلالات المكون من 3 طوابق ومقسم طولًا وعرضًا إلى 5 أقسام بواسطة أعمدة جرانيتية مختلفة الطرز والأشكال.
يشير الباحث إبراهيم العنانى، عضو اتحاد المؤرخين العرب، للدلالة التاريخية لساعة الزهور ورمزيتها، حيث اختارت الجالية اليونانية وضع تمثال الإسكندر الأكبر بجوارها كونها واجهة سياحية وتاريخية من ناحية ولمجاورتها لحدائق الشلالات وما تحويه من آثار وأشجار نادرة كان يتابع الخديو إسماعيل رعايتها بنفسه من ناحية أخرى.