المحروسة في قلب القيادة.. تعرف على تاريخ العلاقات المصرية العراقية
أستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة "قصر الاتحادية"، لمناقشة العديد من الملفات والمستجدات حول الأوضاع والعلاقات المشتركة، والتأكيد على تعزيز وعمق العلاقات التاريخية.
واستهل الرئيس السيسي
المؤتمر الصحفي، بتقديم العزاء للشعب العراقي والحكومة العراقية في حادث غرق عبارة
الموصل، وتقدم "الفجر" خلال
السطور القادمة، تاريخ العلاقات المصرية العراقية.
العلاقات
المصرية العراقية
ترتبط مصر والعراق
بعلاقات تاريخية تمتد إلى أوائل القرن الماضي عندما حصل كلا البلدين على استقلالهما
من بريطانيا وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة
الدول العربية في منتصف الأربعينيات.
قطعت البلدان العربية،
ومنها العراق، علاقتها بمصر في أعقاب توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل، عام 1978،
واستضافت بغداد قمة جامعة الدول العربية التي أدانت مصر لقبولها اتفاقيات كامپ ديڤد،
إلا أن مصر قدمت دعماً مادياً ودبلوماسياً قوياً للعراق أثناء حربها مع إيران مما أدى
إلى دفئ العلاقات والعديد من الاتصالات بين كبار مسئولي البلدين، بالرغم من استمرار
غياب التمثيل على مستوى السفراء.
ودعت العراق إلى
عودة "الدور الطبيعي" لمصر بين البلدان العربية، وفي يناير 1984، نجحت العراق
في قيادة جهود عربية لإستعادة مصر عضويتها في الجامعة العربية، إلا أن العلاقات العراقية
المصرية توقفت عام 1990 بعد انضمام مصر لتحالف الأمم المتحدة لإخراج العراق من الكويت.
وبعدها شهدت العلاقات
تحسناً في السنوات الأخيرة، وتعتبر مصر الآن الشريك التجاري الرئيسي للعراق في إطار
برنامج النفط مقابل الغذاء.
العلاقات
السياسية
مرت العلاقات بين
شد وجذب وحسب الأنظمة السائدة في كلا البلدين وتغيرها كأنظمة وقادة مما أخر تنفيذ المشاريع
التي أخفقت في تنمية علاقات سوية وطبيعية بين البلدين.
بعد سقوط النظام
العراقي السابق برئاسة صدام حسين في 2003، استعادت مكانتها الطبيعية في محيطها العربي
والدولي، وأخذت القاهرة تستقبل شخصيات عراقية متعددة، حيث استقبل الرئيس المصري السابق
حسني مبارك، الدكتور أياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة كما كانت مصر أول من
هنأت حكومة علاوي على توليها المسؤولية، حيث أعلنت الحكومة المصرية عن استعدادها لدعم
هذه الحكومة في شتى المجالات، وتقديم المساعدة في إعادة تأهيل الشرطة وأجهزة الأمن
العراقية.
وخلال ترأس مصر المؤتمر الوزاري الدولي الذي عقد في بروكسل في يونيو 2005، أعلن
وزير الخارجية المصري التزام مصر في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للشعب العراقي من
أجل بناء مؤسساته الوطنية مؤكداً على ضرورة أن تشمل العملية السياسية في العراق الأطياف
العراقية.
سعت مصر من خلال
آلية اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار والعلاقات متعددة الأطراف تقديم دعمها إلى العراق
لاسيما بعد زيارة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى القاهرة ونجاح مؤتمر دول جوار العراق
الموسع وإطلاق وثيقة العهد الدولي مع العراق في مدينة شرم الشيخ عام 2007.
أعطت زيارة رئيس
الوزراء العراقي لمصر، في الفترة من 20-21 ديسمبر 2009 دفعاً سياسياً للعلاقات المتنامية
بين البلدين، لما تم التوقيع عليه من مذكرات عديدة في مختلف المجالات، حيث التقى خلال
الزيارة مع كبار المسؤولين المصريين، الذين أبدوا استعداد مصر للوقوف بجانب العراق.
وفي 2010 قامت مصر
بفتح قنصليتين مصريتين الأولى في أربيل والثانية في البصرة ليكون أول تمثيل قنصلي لدولة
عربية خارج العاصمة بغداد، وأعلنت مصر استمرار العمل الدبلوماسي في
العراق رغم التفجير الإرهابي الذي تعرضت له القنصلية المصرية، وصرحت الخارجية المصرية
أن التفجيرات الإرهابية التي طالت القنصلية المصرية لن تثنينا من تقديم الدعم والمساندة
للشعب العراقي.
واستقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في
15 سبتمبر 2014، وزير الخارجية سامح شكري على هامش مشاركتهما في أعمال المؤتمر الدولي
الذى تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس حول العراق، وأكد شكري خلال المقابلة على حرص
مصر على تنمية العلاقات الثنائية بين مصر والعراق في شتى المجالات.
في يناير 2015 قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة رسمية لمصر،
التقى فيها بالرئيس عبد الفتاح السيسي ناقشا خلالها العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية
بين البلدين.
وقام المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس
للمشروعات القومية والاستراتيجية بزيارة للعراق، في 30/1/2018، قدم خلالها رسالة
من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حيدر العبادي رئيس الوزراء، تتعلق بدعم مصر للعراق
واستعدادها للمشاركة في جهود الإعمار.
وفي 3/4/2018 قام وفداً من أعضاء مجلس النواب
العراقي برأسة الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقى بزيارة لمصر، استقبله
الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي 8/4/2018 قام المهندس محمد شياع السوداني،
رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، وزير العمل والشئون الاجتماعية بالعراق بزيارة
لمصر، للمشاركة في فعاليات مؤتمر العمل العربي في دورته الخامسة والاربعين.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 25/6/2018
الدكتور إياد علاوى نائب رئيس جمهورية العراق،
وبحثا آخر التطورات على الساحة العراقية وتطورات الوضع السياسي ومفاوضات تشكيل الحكومة
المقبلة، بالإضافة لبحث عدد من مجالات التعاون المشترك وسبل تعزيزها لمصلحة الشعبين
الشقيقين.
وفي 3/10/2018 قام محمد الحلبوسى رئيس مجلس
النواب العراقى والوفد المرافق له بزيارة لمصر، واستقبله الدكتور علي عبد العال رئيس
مجلس النواب لبحث سبل التعاون بين برلماني البلدين للدفع بالعلاقات السياسية والاقتصادية
نحو الأمام بما يتماشى مع حجم ومكانة مصر والعراق في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم 23/3/2019 ، عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي، ونقل الرئيس السيسي، تحية
الشعب المصري للعراق الشقيق حكومة وشعبًا، معربًا عن اعتزازه بأن تكون أول زيارة خارجية
لرئيس وزراء العراق إلى مصر، وهو ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.
وأكد "السيسي"، أنه لمس خلال المباحثات رغبة حقيقية في تعزيز العلاقات
مع مصر، مؤكدًا أن هناك آفاق واسعة تمكن الدولتين من تحقيق طموحاتهما، بتبادل الزيارات
رفيعة المستوى بين البلدين، وعقد اللجنة العليا المشتركة.
ومن جهته، أكد عادل عبد المهدي رئيس وزراء جمهورية العراق، أن اختياره مصر لتكون
زيارته الأولى خارج العراق له دلالة، وهو ما يؤكد أهمية مصر في قلب قيادة وشعب العراق،
لافتًا إلى أنهم ينتظرون زيارة الرئيس السيسي للعراق.
المساعدات
الانسانية
في 11/6/2017 بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى قامت القوات المسلحة
بإعداد شحنة مساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية مهداه إلى الشعب العراقي، وذلك
في إطار الدور المصري الفعال تجاه الأشقاء وتقديم الدعم والتضامن معهم في أوقات المحن.