لأول مرة منذ 70 عاما.. إغلاق مسجد مهندس الفقراء بغرب الأقصر (صور)

محافظات

المسجد
المسجد


أصدرت مديرية الأوقاف بمحافظة الأقصر، قرارًا بإغلاق مسجد حسن فتحي، بقرية مهندس الفقراء، بمدينة القرنة، وذلك لأول مرة منذ تشييد القرية التي مضى عليها نحو 73 عامًا.

وقرية حسن فتحي بمدينة القرنة، أخذت شهرة عالمية، بسبب كتاب عمارة الفقراء التي يسرد فيه قصة بنائها، التي انطلقت عام 1946م، حيث أنشئها لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي؛ لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، خاصة بعد أن اكتشف المختصين وعلماء الآثار سرقة نقش صخري بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم، وخصّصت الدولة في هذا الوقت، ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضي الزراعية.

وأوضح أحمد يوسف الجمل، أحد المسؤولين عن المحافظة عن التراث بقرية حسن فتحي، أن مسجد المعماري "حسن فتحي"، والذي شُيد منذ أكثر من 70 عامًا، قامت وزارة الأوقاف بإغلاقه لحماية المصلين من سقوطه عليهم لميوله للانهيار، في حالة عدم تدخل الجهات المعنية لترميمه.

وانطلقت المرحلة الأولى للمشروع على يد المهندس حسن فتحي الذي لقب بمهندس الفقراء، ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، واعتمد في تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية، التي تحتوي على قباب ذات تصميمات فريدة استخدمت بدلًا من الأسقف، وتخصيص باب إضافي لكل منزل، لخروج الماشية منه كنوع من أنواع العزل الصحي، حفاظًا على سلامة الأهالي.

وأشار القائم على المحافظة عن تراث قرية حسن فتحي، إلى قيام الأوقاف باستخراج كافة محتويات المسجد، والتحفظ عليها لحين ترميم المسجد، مشيرًا إلى أن هيئة اليونسكو هي الجهة الوحيدة المسئولة عن ترميه وإنقاذه، مؤكدًا عدم تدخلها بشكل فعلي حتى الآن، واقتصار الأمر على الزيارات فقط منذ عدة سنوات، دون البدء الفعلي في عمليات ترميم القرية العالمية.

كما شيد في القرية ثلاث مدارس، الأولى للأولاد والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحِرف اليدوية التي يشتهر بها أبناء القرنة، كالألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، إضافة إلى إنشاء مسجد كبير في مدخل القرية حمل أجمل النقوش المعمارية في تصميمه، حيث تأثر فيه بالفن المعماري الطولوني ممتزجا مع الفن الإسلامي في العهد الفاطمي، وقصر ثقافة يتضمن مسرحًا مبنيًا على الطراز الروماني، إلى جانب حمام سباحة.

وأضاف الجمل، أن آخر زيارة كانت للهيئة، أعلنت من خلالها أنه من المقرر عمل مناقصة سيتم من خلالها ترميم المسجد للعمل على الحفاظ عليه.