كفاح المرأة فى 100 عام
من قيادة الطائرات والسفن إلى إدارة الأمن القومي المصري
أول مظاهرة نسائية كانت ضد المحتل البريطانى وآخرها أنقذت مصر من "الإخوان"
قبل 100 عام، لم يكن يتصور أحد أن تصل المرأة المصرية إلى ما وصلت إليه حالياً، رغم أن مشوار النساء على طريق المساواة الكاملة مع الرجال فى الحقوق ليستطعن أداء واجباتهن، لا يزال طويلاً، إذ لا يزال فيروس التمييز ضدهن متجذرا فى المجتمع.
ويعتقد كثيرون منهم نساء أن المرأة أقل مكانة من الرجل رغم أن التغيرات التى شهدها المجتمع لا يمكن إخفاؤها بوجود ملايين من النساء ينفقن على أسر بالكامل سواء لتخاذل الرجل أو عدم وجوده، وأن أخريات بالملايين يدرسن نفس العلوم ويتفوقن فى الدروس ويقمن بتعليم الأجيال وينتشرن فى المصالح الحكومية والمصانع والشركات الخاصة جنباً إلى جنب مع الرجال.
النساء يشغلن حالياً 89 مقعداً فى مجلس النواب، بسبب القواعد القانونية التى حكمت الترشيح وتضمن لهن 56 مقعداً، بالإضافة إلى مناصب أخرى بسبب اعتناق الدولة فكرة التمييز الإجابى لصالح المرأة التى أثبتت أنها رقم صعب فى المعادلة السياسية حيث كان لهن دور واضح فى إزاحة جماعة الإخوان عن الحكم، خصوصاً أن أفكار الجماعة تعادى المرأة وتحاول الانتقاص من حقوقها.
مسيرة المرأة المصرية مرت بمحطات مهمة أولاها الواقعة التى أصبحت ذكراها مناسبة للاحتفال بالنساء، حيث شاركت نحو 300 سيدة بقيادة هدى شعراوى زوجة أحد أعضاء الوفد المصرى المطالب بالاستقلال فى مظاهرة ضد الاحتلال البريطانى، حيث ردت عليهن سلطات الاحتلال بالرصاص فاستشهدت 6 مشاركات هن: حميدة خليل ونعيمة عبد الحميد، ونعمات محمد، وفاطمة محمود، حميدة سليمان، يمنى صبيح، وفى أول ذكرى لليوم دعت هدى شعراوى لتأسيس أول اتحاد نسائى فى مصر، للمطالبة برفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية مع الرجال ومنها حصولهن على حق التعليم الثانوى والجامعى، وتعديل قوانين الأسرة.
ومنذ الخروج الأول، لم تستطع قوة أن تفرمل اندفاعة النساء نحو المشاركة فى الحياة أو المطالبة بالمساواة فى العمل والمنزل، ومع بداية ثورة يوليو 1952 نشطت المدافعات عن حق المرأة وقتئذ للمطالبة بحق التصويت والترشيح فى الانتخابات النيابية والمحلية، وقبل مرور قرن على الخروج الأول، أثبت النساء أنهن رقم لا يمكن تجاهله حيث تسبب خوف المرأة من انتقاص جماعة الإخوان للحقوق اللاتى حصلن عليها فى السنوات الماضية خصوصاً فى قوانين الأسرة إلى الاصطفاف ضد الجماعة وإعلانهن الواضح لتأييدهن لعزل مرسى وطرد الجماعة من الحكم، وهو ما تكرر فى بقية الخطوات التى أعقبت ثورة 30 يونيو.
كما أصبحت مشاركة النساء فى الانتخابات المتتالية أمراً ملحوظاً لا يمكن إنكاره ما يعنى أن الدور السياسى للمرأة سيشهد مزيداً من التطور، ما أجبر أحزاباً وقوى سياسية على مغازلة النساء والاعتراف بحقوقهن ومطالبهن لأن الأيام أثبتت أن المرأة هى الثورة نفسها.
لا تعتبر المسيرة المئوية للمرأة المصرية، مرحلة تاريخية مليئة بالمكاسب، إذ لا تزال النساء يعانين من التمييز وعدم الاعتراف بهن مواطنين على قدم المساواة مع الرجل، ولا تزال محرومة من تولى مناصب القضاء العادى أو إمامة الصلاة أو المساواة فى الميراث لأن التراث الاجتماعى والثقافى لا يزال عائقاً من الصعب تجاوزه حتى بالنسبة لفئات غير قليلة من النساء أنفسهن.
خلال الـ100 سنة الماضية أثبتت النساء أنهن قادرات على أداء أى دور وقدراتهن أكبر من المتوقع، وهو ما ثبت بالفعل فى مواقف مفصلية كانت تحمل لمسة نون النسوة إذ تتولى حالياً النساء مناصب حساسة مثل الدكتورة فايزة أبو النجا، منصب مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى، أى أنها مسئولة عن رسم السياسات العامة للأمن القوى للبلاد وتوجهاته واستقبال تقارير كافة مؤسسات الدولة المعنية فى هذا الصدد واستقبال رؤيتها لتنفيذها، وهو منصب جاء بعد مسيرة طويلة لأبوالنجا فى الدولة والنساء فى مواقع كثيرة بداية بتولى منصب عميد كلية مثل الدكتورة زينب عفيفى، فى كلية الآداب بجامعة المنوفية قبل 25 يناير، وأخيراً الدكتورة هند حنفى، رئيسة جامعة الإسكندرية منذ سنوات، ووسط ذلك اقتحمت الفتيات مجالات أصعب فأصبحت نهى إبراهيم، أول كابتن طيار تتولى مهمة التدريب على طائرة ركاب، وهو أرقى مراتب الطيران، فى استكمال لمسيرة لطفية النادى أول من قادت طائرة فى عام 1933، والتى كانت وقتئذ الطيار المصرى رقم 34، كما أصبحت مروة السلحدار، أول قبطانة مصرية وعربية، حيث تخرجت وسط 1200 طالب بدفعة 2013، لتعمل حالياً على السفينة "عايدة 4" برتبة ضابط ثانٍ.