إهدار 1.6 مليون جنيهًا في مصنع الزجاج بالوادي الجديد (صور)
حالة من الإهمال وإهدار المال العام المستمر التي توقف عجلة التنمية بمحافظة الودي الجديد وتقلل من فرص الاستثمار بالمحافظة وزيادة رقعة البطالة للشباب بالمحافظة، عشرات المصانع التي توقفت عن العمل إما بسبب نقص الايدى المدربة أو ضعف الاستثمار بالمحافظة.
أنشئ مصنع الزجاج بمدينة الخارجة عام 2005 م بموجب بروتوكول تعاون بين كلية تربية الوادي الجديد وديوان عام المحافظة، وتم تشغيل المصنع عام 2008م بتكلفة تزيد عن 600 ألف جنيه وعمل لمدة 6 أشهر فقط ليتم غلقه بعدها لأسباب عديدة وفق تبريرات إدارة الجامعة حيث لا يتوفر المصدر الرئيسي للطاقة النظيفة بما يدعم تشغيل الوحدة بصفة منتظمة.
ورصدت عدسة الفجر، مظاهر إهدار المال العام في وحدة تصنيع الزجاج وعدم تشغيلها والاستفادة منها، حيث كان الغرض من إنشاء المصنع هو إنتاج وتصنيع المنتجات الزجاجية العادية والملونة من خلال تشغيل الأفران الخاصة بالزجاج، والتي تتطلب درجة حرارة عالية على السولار ولم يأتي بنتائج إيجابية، وكان يتم توريد إنتاج الوحدة إلى أحد مصانع العصائر بالمنطقة الصناعية بالخارجة حتى توقف تماما عن العمل وتم غلقه ليتحول إلى وكر للخفافيش والحشرات بالاضافة إلى تأكل المعدات التي تأكلت من الصدأ وغطتها الأتربة والحشرات نتيجة الإهمال الشديد في العناية بوحدات التصنيع.
كما كانت لجنة مشكلة من وزارة الصناعة قامت بزيارة المصنع للوقوف على حل مشكلته دون جدوى، حيث أفاد التقرير الفنى للمصنع أنه لكى يتم تشغيله لابد من استخدام البوتاجاز وعمل مستودع خاص بالوحدة وهو ما يصعب تحقيقه لأن وجود هذا الخزان يشكل خطرا دائما للموقع والأماكن المحيطة به ليظل ملف وحدة تصنيع الزجاج مفتوحة كأحد مظاهر الإهدار والفساد الإداري بفرع جامعة الوادى الجديد، حيث رفض كلا من المشرف على الفرع وعميد الكية التصريح بأى معلومات بهذا الشأن.
وتسبب الإهمال في تعطل وحدة المعمل المركزي للقياسات والتحاليل الدقيقة والتى تكلف إنشائها حوالى مليون جنيه تم اعتمادها لشراء جهاز تحليل متطور لتحليل عناصر البيئة من مياه، هواء، تربة، أو المبيدات والإشعاع والتلوث والذى تم استيراده من الخارج ولم يتم تشغيله منذ عام حتى الآن لعدم وجود المواد التى يتم استخدامها فى التحليل، حيث كان من المفترض أن يقوم المعمل بإجراء التحاليل والاختبارات لعينات مياه الشرب ومياه الصرف الصحى ومياه الآبار الجوفية وإجراء التحاليل وإعطاء تقاريرا معتمدة عن الزيوت والمواد الغذائية والبترولية والصابون والأحبار ومواد البناء والأدوية، والتى لم يتم تشغيله حتى الآن مع احتمالية تعرض الجهاز للتلف شأن ما حدث فى وحدة تصنيع الزجاج والتى تم اعتماد أكثر من نصف مليون جنيه لتشغيلها دون جدوى.
قال اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد السابق، إنه قد استدعى الدكتور محمود محمد أحمد المشرف على فرع الجامعة بالمحافظة، وناقش معه أسباب توقف تلك الأجهزة، وتحدث مع الدكتور محمد عبد السميع رئيس الجامعة السابق هاتفيا، وتم الاتفاق على تشغيل المصنع بدعم من ديوان عام المحافظة من خلال توفير 100 أسطوانة بوتاجاز بتكلفة 75 ألف جنيه، وتركيب جهاز لرفع طاقة تشغيل أفران المصنع لتعمل بأضعاف جهدها حتى يمكن إنتاج خام من الزجاج بجودة عالية.
وعلى الرغم من كل المحاولات التي فعلها المحافظين السابقين لتشغيل المصنع إلا أنها باءت كلها بالفشل ولم يتم تشغيل المصنع حتى هذه اللحظة وجارى طرحة وبيعه للاستثمار.