رفض عربي دولي واسع لتصريحات ترامب بشأن سيادة إسرائيل على الجولان
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس، بشأن اعتراف أمريكا بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان، غضبا عربيا ودوليا واسعا، في رفض واضح لأي تحرك بهذا الخصوص.
وأعرب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني عن أسفه للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دولاند ترامب بشأن مرتفعات الجولان السورية.
وقال: إن تصريحات الرئيس الأمريكي التي وردت في حسابه على تويتر بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967م.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون أن تصريحات الرئيس الأمريكي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، الذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1976م ، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأضاف الدكتور عبداللطيف الزياني أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497، الصادر بالإجماع عام 1981، دعا إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، معتبرا قوانينها، وولايتها، وإدارتها في الجولان لاغية وباطلة وليس لها أثر قانوني دولي، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية بوصف مرتفعات الجولان السورية أرضاً عربية محتلة.
وانتقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الوقت قد حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
وتبنى المجلس قرارا سنويا بشأن الجولان السوري طرحته باكستان بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي بتأييد 26 دولة ومعارضة 16 وامتناع خمس دول عن التصويت.
وصوتت دول أوروبية من بينها بريطانيا ضد القرار. ولم تشارك الولايات المتحدة في التصويت إذ أنها انسحبت من المجلس العام الماضي واتهمته بالتحيز ضد إسرائيل.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا أمام المجلس إن التصويت على مثل هذا القرار يجب أن يبعث برسالة واضحة لإسرائيل ولكل الدول التي تساندها داخل المجلس وخارجه.
وأضاف أن الولايات المتحدة تبرر الممارسات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي وتتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الجولان السوري المحتل كان وسيبقى عربيا وسوريا.
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب 1967 ثم ضمتها من سوريا عام 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.
ودعا القرار إسرائيل لوقف بناء المستوطنات ووقف فرض الجنسية الإسرائيلية وبطاقات الهوية الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان ووقف إجراءاتها القمعية.
ورفضت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة بجنيف أفيفا راز شيختر القرار، الذي صدر بين خمسة قرارات تدين بلادها اليوم الجمعة أحدها عن قتل محتجين فلسطينيين في قطاع غزة. وقالت إن المجلس متحيز ضد إسرائيل وبحاجة إلى إصلاح.
وأكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي رفضه تصريح الرئيس الأمريكي الذي أبدى فيه رغبته في الاعتراف بسيادة قوة الاحتلال “إسرائيل” على الجولان السوري.
وشدد رئيس البرلمان العربي في تصريح له اليوم على أن الجولان السوري أرض محتلة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 م الذي أكد عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري, ودعا إلى إلغاء قانون ضم الجولان بحكم الأمر الواقع.
وأكد السلمي التمسك بقرار البرلمان العربي الصادر في 12 فبراير 2019م بشأن التصدي لمُخطط تغيير الوضع القانوني القائم للجولان العربي السوري المُحتل ومحاولات فصله عن الجمهورية العربية السورية، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ورفض أية محاولات أو مخططات أو قرارات تصدر من أي دولة بهدف تغيير الوضع القانوني الحالي للجولان السوري المُحتل وتُعد باطلةً ولاغيةً ولا يترتب عليها أي أثرٍ قانونيّ.
وأكدت الحكومة الأردنية اليوم موقف الأردن الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وأن الجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة.
ولفت في تصريح صحفي إلى قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981م الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل واعتبر القرار الإسرائيلي باطلاً ولاغياً, مشدداً ضرورة التزام المجتمع الدولي بقرارات الشرعية الدولية.
كما أدان الأزهر تصريح الإدارة الأمريكية بشأن دعم سيادة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة على هضبة الجولان السورية المحتلة، مؤكداً أن جميع الإجراءات الإسرائيلية بحق الجولان باطلة وغير شرعية.
وأكدت مشيخة الأزهر في بيان اليوم أن ذلك التصريح يشكل سابقة لم يشهدها العالم من قبل في تشريع سلطة الغصب والاحتلال فضلاً عن تجاهله لمشاعر العرب والمسلمين وكافة قرارات الشرعية الدولية التي أكدت مراراً أن الجولان أرض سورية محتلة.
وقالت الرئاسة الفلسطينية اليوم إن شرعية القدس والجولان يحددها الشعب الفلسطيني والشعب السوري.
وأضاف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ردا على التصريحات الأمريكية المتعلقة بالاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، أن أية قرارات تتخذها الإدارة الأمريكية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطي الشرعية للاحتلال الاسرائيلي وستبقى حبراً على ورق.
وأكد أبو ردينه أن هذا التصعيد الإسرائيلي الذي يقابله انحياز أمريكي سيؤدى إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، ولن يتحقق السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم إلا إذا طبقت قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الداعية لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة كافة مقابل تحقيق السلام مع الدول العربية والإسلامية.
وأكدت مصر موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٤٩٧ لعام ١٩٨١ بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغيا وليست له أيّة شرعيّة دولية.
وشددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم، على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.