فلاش باك.. كواليس اغتيال "الإخوان" لأحمد الخازندار
أحد أهم القضاة المصريين في الأربعينات، سجل اسمه في تاريخ الاغتيالات في مصر التي أدين فيها أفراد منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، نظرًا لكونه كان ينظر في قضية أدين فيها أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين، ليسقط المستشار أحمد بك الخازندار، في مثل هذا اليوم من عام 1948، بتسع رصاصات أمام منزله.
ولد في 11 ديسمبر عام 1889، والتحق بمدرسة الحقوق، شغل وظيفة
معاون نيابة، وتدرج في سلك النيابة والقضاء، فرقى إلى وكيل نيابة درجة أولى.
وترقى بعد ذلك لرئيس محكمة استئناف أسيوط، ومنها إلى رئيس
محكمة استئناف الإسكندرية، ومن ثم رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة، فاختياره ليكون القاضى
على الكثير من قضايا جماعة الإخوان، كان أخرها إدانة بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على
جنود بريطانيين في الإسكندرية، وتم الحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة.
في صباح يوم 22 مارس 1948 خرج القاضي أحمد بك الخازندار من
منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر محكمته.
وكان في حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية
"تفجيرات سينما مترو"، والتي اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين،
وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوي جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود
زينهم يطلقان عليه وابلاً من الرصاص من مسدسين يحملانهما. أصيب الخازندار بتسع رصاصات
ليسقط صريعاً في دمائه.
وحاول الجناة الهرب سريعا لكن سكان حى حلوان الهادئ تجمعوا
فورا عقب سماع صوت الرصاص وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين
تجمعوا لمطاردتهما فأصابت البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.
وفي قسم الشرطة عثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتمائهما لجماعة
الإخوان المسلمين لتقوم النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا، لسؤاله حول
ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما؛ لكن النيابة تمكنت
من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان السكرتير الخاص للمرشد العام للجماعة
حسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال
القاضي الخازندار. وكانت جلسة عاصفة للإخوان فى اليوم التالى للبحث فيما حدث.