قصة كفاح.. "أم عصام" 21 عامًا في مسح الأحذية بدمنهور (فيديو وصور)
صندوق خشبي متهالك وسيدة مُسنة تفترش الرصيف علي كرتونة ورقية، هذا ما يمكن أن تجده بمجرد أن تطأ قدمك شارع عبدالسلام الشاذلي بمدينة دمنهور بالبحيرة، ودون أن تسأل كثيرًا عن سبب جلوسها حتى يمكنك أن تري بجوارها أدوات مسح الأحذية لتتعرف على مهنتها التي تستحق أن تلقب بها الأم المثالية في كل عام.
يعد هذا المشهد متكررًا بصفة يوميه لسُكان مدينة دمنهور، حيث تجلس الحاجة سعدية الشهيرة بـ"أم عصام" من التاسعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً لتكمل عمل زوجها الذي توفي منذ 21 عاما وترك لها 4 أبناء دون دخل أو عائد لهم، الأمر الذي دفعها لتحمل تلك المهنة الشاقة؛ لمواجهة ظروف الحياة المعيشية الصعبة من أجل الإنفاق على أولادها.
في البداية تروي الحاجة "سعدية" قصة كفاحها مع هذه المهنة الشاقة، قائله: عندما توفى زوجي لم يكن لديه أي نقود أستطيع الإنفاق بها على أبنائي وبداية التفكير في مهنة ماسح الأحذية لم تكن سهلة بالنسبة لسيدة بسيطة ولكنني قررت اختراق عالم ماسح الأحذية وبالفعل اخترت لنفسي موقع مميز في مدينة دمنهور بالقرب من أغلب المديريات والمصالح الحكومية.
وأضافت "أحصل على 300 جنيه في الشهر معاش وهذا لا يكفي أكل أو شرب أو فواتير الكهرباء والمياه والغاز، كما أقوم بشراء أدوية كثيرة لأنني أعاني من أمراض الشيخوخة كخشونة الركبة، لذلك قررت إتقان المهنة حتى تفوقت علي المنافسين في تلميع الأحذية وبدأ يتعرف المواطنين والموظفين عليا شيئا فشيئا وسرعان ما تأقلمت مع ظروف الحياة القاسية.
وتتابع الحاجة سعدية، قائله: عندي أربع أولاد كلهم متزوجين فيما عدا بنتي الصغيرة لم تتزوج بعد ولا يوجد لي دخل سوى المعاش الشهري، وأغلب الزبائن يتعاطفون معي ويشجعوني ويحفزوني على مواصلة العمل الذي لا ينتقص من شخصيتي أي شيء.
كما أكدت أنها لم تتوجه إلي المسئولين لتوفير فرصة عمل لها أو لأبنائها بالرغم من أن معظمهم يمر أمامها بصفة يومية، وكان قد شاهدها المهندس احمد الليثي محافظ البحيرة الأسبق منذ 15 عاما وأمر بصرف مساعدة شهرية لها.
كما أكدت علي حبها للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائله: ربنا يحرسه هو والجيش والشرطة من الجماعات الإرهابية ويحفظ مصر وأهلها من كل سوء، إحنا أحسن من غيرنا من الدول العربية المجاورة وربنا يجعل مصر وأهلها في رباط إلى يوم الدين".
واختتمت "أم عصام" حديثها، قائله: المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة السابق وفت بوعدها ومنحتني رحلة عمرة، وأتمنى من اللواء هشام أمنه المحافظ الحالي أن ينظر إلي بعين الرحمة ويأمر بصرف مساعدة شهرية؛ لمواجهة ظروف الحياة الصعبة.
