هدايا المعلمات في عيد الأم.. فرض عين أم تقدير للجهد والعطاء؟
بينما كانت الأم في الماضي تنتظر "عيد الأم"، لتستقبل هدايا أبنائها، تعبيرًا عن حبهم وولائهم لها، لكن الأمر أصبح مختلفًا، حينما يتعلق الطلاب بمعلماتهم، وإصرارهم على جلب الهدايا لهم، ما يجعلهم يصطحبوا أمهاتهم، التي ضحت بهديتها، من أجل إرضاء طفلها، وتقديمها للمُدرسات.
ومع صعود الطلاب
على فصولهم، تبدأ كل واحدة بإعطاء معلمتها هديتها التي لم تغفلها، وتبدأ الاحتفالات
بعيد الأم، يحضر التلاميذ الهدايا للمدرسات، كما يفكر الأولاد والبنات في الهدية التي
يجب تقديمها لأمهاتهم تليق بالتضحيات والمجهود العظيم الذي تقوم به كل أم في المنزل،
ومستقبلهم.
وفي جولة داخل إحدى
المدارس بمنطقة الدقي، أثناء الاحتفال بعيد الأم، تجد غالبية الأطفال ومعهم أولياء
أمورهم يحملون "شنط هدايا"، وعندما دق جرس الانصراف حمل هذه الشنط المُدرسات
اللاتي اضطر بعضهن من كثرتها وثقلها أن يطلبن من التلاميذ حملها، وبسؤالهم اختلفت الآراء
وتنوعت الهدايا.
الطفلة شيرين طالبة
بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة ابن الشهيد بمنطقة الدقي، لفتت الأنظار بعدم حملها للهدايا
كباقي الطاب، "لم أعد اشتري الهدايا كما كنت أفعل الماضي، حيث أن مدرسات المرحلة
الابتدائية يهتمون بالطلاب ويحتوونهم وهو ما لا تجده الآن.
وعلى عكس حالة الطفلة
شيرين التي أصرت على عدم جلب هدايا لأي من المعلمات، يلتفت نظرك من بعيد، للطفلة بسمة،
التي تحرص على شراء الهدايا كل عام لأنها تشعر انه واجب عليها تقدير مدرساتها فى مثل
هذا اليوم وأنهم يبذلون قصارى جهدهم طوال العام.
"المُدرسة بتطلب الهدية.. ولو ما جيبناش
بتزعقلنا في الفصل"، هكذا وصفت الطفلة شهد، سبب حملها للهدايا، مشيرة إلى أنها
اشترت لمُدرستها هذا العام "طقم ماجات".
وتلتقط "منى"
مُدرسة، أطراف الحديث، بأنها لم تطلب من التلاميذ أن يقدموا أي هدايا لها، مؤكدة أنه
على الرغم من أن دور المُدرسة تربوي وتقوم بما تقوم به الأم أثناء وجود الأولاد في
المدرسة، لكن لا يجب أن تجبر الأولاد أو تطلب منهم هدايا مثل أمهاتهم.
وأضافت "سناء"
مُدرسة، أن أغلب الهدايا التي يقدمها لها التلاميذ رمزية، وأن هذه الهدايا تعبر عن
حبهم لها، وليست بسبب الضغط عليهم لنجاحهم، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المدرسات يتفاخرن
بكثرة الهدايا التي تقدم لهن، مؤكدة أن حب الأطفال أهم من الهدايا.
بينما يجد بعض أولياء
الأمور ثقل شراء هدية للمدرسة في عيد الأم وأنها أصبحت عبء مادي، خاصة إذا كان لديها
أكثر من طفل في نفس المدرسة، فيزداد حينها العبء وترتفع تكلفة شراء الهدية.
واختتمت "أم
يوسف"، حديثها، إن كانت هدية عيد الأم هي تقدير أم أصبح أمر واجب النفاذ للطلاب،
تغضب معلماتهم إذا لم يحضروها، ففي بعض الأحيان تضطر الأم إلى شراء هدية للمعلمة حتى
لا تتربص لابنها، وأحيانا أخرى تقوم بذلك من دور المحبة، قائلة: " احنا بنجيب
الهدية عشان ننجح في الامتحان".
ويعتبر الفراعنة
من أوائل الأمم، التي قدست الأم فخصصوا يوماً للاحتفال بها وجعلوا من إيزيس رمزاً للأمومة
وكانت تقام في هذا اليوم مواكب من الزهور تطوف المدن المصرية ورأى قدماء المصريين أن
تمثال إيزيس وهي ترضع ابنها حورس دليلٌ قوي على الحماية والأمومة.
وفي العصر الحديث
أصبح المصريون يحتفلون بها من خلال تقديم الأغنيات وإذاعة اغنيات واهمها ست الحبايب
التي لحّنها وغناها الموسيقار محمد عبد الوهاب والتى كتبها الشاعر حسين السيد وأغنية
صباح الخير يا مولاتي لسعاد حسني وأغنية بحبك يا أمي لشيرين، حيث إن عيد الأم عند المصريين
هو مناسبة خاصة يتسارع فيها الأبناء لاختيار أفضل وأجمل هدية لوالدته.