في عيد الأم.. فتيات تركوا الهندسة والمحاماة للعمل كـ"أم بديلة" بدور الأيتام
أحيانًا يحدث ظرف من ظروف الحياة، خارج عن إرادة الإنسان تغيب فيه الأم الأصلية عن رعاية أطفالها، لتبدأ أم أخرى، رعايتهم، قد تكون ذات قرابة لهم أو لا يوجد بينهم قرابة، وهي ما يطلق عليها الأم البديلة.
وفي يوم الأم، ونحن
نحتفل بمجهود الأم ومكانتها العظيمه ، فهى منبع الحنان وعطائها لا يوجد له حدود ، فالأمهات
البديلة لهم دور عظيم ومجهود كبير فهم يبذلون أقصى جهد من وقتهم وصحتهم لكى يقدمون
الحنان، والرعاية والاهتمام لهولاء الصغار ويدعمونهم معنويا ونفسيًا، فإذا كانت الأم
تقوم بهذه المهمة بدافع الحب الذي أودعه الله بالفطره في قلبها فالأم البديلة أيضا
تقوم بهذه الرعاية بدافع الحب الصادق دون مقابل شيء.
فالأم البديلة، تعتبر
أم فريدة من نوعها وعطائها، والدين يحثنا أيضا على الاعتراف بمكانة الأم البديلة واحترامها
فكان النبى عليه الصلاة والسلام ربته أمه ثم ماتت، فتولت تربيته أم أيمن (بَركة بنت
ثعلبه الحبشية) رضى الله عنها وأرضاها، لذلك كان النبى يُحسن معاملتها، ويناديها يا
أماه، ويقول عنها: "هى أمى بعد أمي" وإذا رآها فرح برؤياها أو قال
"هذه بقية أهل بيتي".
انتقلت "الفجر" إلى دور أيتام دراز يوم عيد الأم لنتعرف
بالأمهات البديلة وعلاقتهم بالأطفال، فبمجرد دخولك إلى الدار، تشعر بالاحساس بالأسرة
والعائلة، فهو أشبه بالمنزل، فحين تقع عينك
على هولاء الأطفال، ترى السعادة في أعينهم.
"هي فين المشرفة هنا قصدك ماما دعاء"
هذه أولى كلمات أحد الأطفال الأيتام، لمحررة الفجر عندما سألت عن المشرفة فيوجد علاقة
قوية بين الأمهات البديلة والأطفال.
وتحكى الأم البديلة
دعاء. م 22 سنة، "تخرجت السنة الماضية
من معهد فنى صحي، وأحببت هذه الشغلانة واشتغلت بها لمدة ثلاث شهور لأخذ الثواب وليس لمقابل مادى وعزمت على أخذ القرار لرعاية الاطفال بعد التخرج،
وبتعامل معاهم كأني بربي ابني".
وأضافت أنها لم تتأخر
عن تلبية أي شيء لهم، ولكن فى نفس الوقت تعاقبهم وقت الغلط لشعورها بالخوف عليهم، وبالفعل
كل الأطفال يحبونها ويتقبلون كلامها ونصائحها لهم، وأنها عازمة على الاستمرار بها،
موضحةً أن مشاعر الأطفال صادقة وتلقائية وأن حبهم دائما بيبقي صادق.
وتروى أم بديلة منى.س
30 سنة، أنها تخرجت من معهد فنى صحى قسم تمريض ولكنها اتجهت لرعاية الأطفال، وأحبت
الفكرة منذ كانت طالبة، ولكن لم يحفزها أحد، غير صحبتها، ولم تتردد لحظة أن تأتي من
قريتها إلى القاهرة هي وزميلتها لتقدم وتشتغل في دار الأيتام ويتحقق حلمها، وتاخذ الثواب
أيضا.
وتشير منى أنها واجهت
صعوبة في أول أسبوعين، في إقامتها في الدار لكونها بعيدة عن منزلها ولم تتأقلم، ولكن
سرعان ما اأبت المكان وشعورها بالحب الدائم اتجاه الأطفال جعلها تتأقلم بسرعه ومعاملتهم،
على أنها أمهم، جعلها تشعر بالسعادة، خاصة أن أول يوم لها لم تتوقع استقبال الأطفال
لها بهذه السعادة، "جبولي هدايا فى عيد ميلادي".
الأم البديلة إيمان.ع
26 سنة، تحكي أنها تخرجت من كلية الزراعة، وأنها منذ كانت طالبة في الجامعه كانت تعمل
في الأعمال الخيرية وتذهب لدار الأيتام في محافظتها سوهاج هي وزميلتها حاصلة على ليسانس
حقوق، ولكن شهادتهم لم تمنعهم من ممارسة الاشياء التي يحبونها، "أنا جيت من سوهاج
للقاهرة عشان خاطر الموضوع ده، بالرغم من وجود جمعيات في محافطتها إلا أن الصدفة هي
التي جمعتها بهذا المكان عندما رأت ذات يوم إعلان على موقع التواصل الاجتماعي
"الفيس بوك" يعلن عن مشرفات للدار وعلى الفور اتصلت بهم وجاءت للقاهرة هي
وزميلتها.
"الأطفال بيحبوا يختبروكى في الأول" هكذا
قالت الأم البديلة إنها واجهت صعوبة في الأول بالذات أن الأطفال يريدون التأكد من حبك
الصادق لهم، "أنا مدربتش قبل كده على المعاممله معاهم، ولكن حاولت كثير مع الأطفال
لكسب ثقتهم، فالموضوع لا يتطلب تدريب بقدر حب صادق فقط".
"جالي جوابين وبونبونيه وباكو لبان
" قالت إيمان وهي مبتسمه والسعاده على وجهها أن بعض الأطفال اشترى لها هدية عيد
الأم قبل وقتها ، بالرغم أنه أول عيد أم لها
في الدار ولكنها فرحت بهدايا الأطفال لها.
وأشارت إلى أن الأطفال،
بمجرد شعورهم بعطفك عليهم وحبك ليهم، وإثباتك إنك متحملة مشاكلهم فسوف يتعلقون بالشخص
ويحبونه، مضيفةً أن هذا الحب ليس لها فقط ولكن للإخصائيه الاجتماعية أيضًا فهم يعبرون
لها بنفس الحب والمشاعر.
"رغم
تواجد مدير المشرفات في المكان ولكن للأطفال مطلق الحرية أن يتكلموا في حل مشاكلهم
مع أي مشرفة وفي الآخر اليوم بنتجمع أنا والمشرفات لحل المشكلة" حسبما اختتمت
الأم البديلة، "دائمًا بحسسهم إن كل مشاكلهم لها حل".