في عيد الأم.. أمهات قرى أبيس بالإسكندرية: كسرنا قاعدة عدم خروج المرأة للعمل من أجل تعليم أولادنا (فيديو وصور)

"كان الشغل في قريتنا عيب، لكننا اليوم أصبحنا منتجات" هكذا تحدثت أمهات قرية أبيس بالإسكندرية عن حياتهن عقب قرارهن بالمشاركة في الحياة المعيشية مع أزواجهن، والخروج إلى العمل، عقب إنشاء مصنع أبيس للسجاد اليدوي لسيدات القرية الذي ترأسه مؤسسة مصر الخير. 

قرى أبيس ذات الخدمات المحدودة لأهاليها من الأنارة والرصف والكهرباء، لم تفتقر الخدمات فقط، إلا أنها لم تعط اختيار لسيدات القرى في قرار التمكين الإقتصادي من أجل أسرهن، حتى أن معظم السيدات داخل تلك القرى، ربات منزل غير قادرات على تحسين ظروفهن المعيشية بصحبة أزواجهن، حتى أنه تحول العديد منهن إلى غارمات، لزواج بناتهن. 

في بدايات عام 2013، بدأت مؤسسة مصر الخير بإنشاء مصنع للسجاد اليدوي، لفك كرب الغارمات داخل القرى، ولإحياء صناعة السجاد اليدوي في مصر، حتى حول المصنع العاملات من غارمات إلى منتجات وسيدات تكسر قاعدة عدم خروج المرأة إلى العمل. 

"أم محمد" 40 سنة من أمهات قرية أبيس حرمت منذ صغرها أن تكمل تعليمها ولعدم سماح القرية من قبل في عمل المرأة، كانت الأعمال والحرف تقتصر فقط على الرجال، إلا أنها لم تكن تكف قوت اليوم، بقول"أم محمد":"صعب الواحدة تقعد في البيت، وتعرف أن عيالها في حاجة نقصاهم". 

مصنع أبيس للسجاد اليدوي في بداية فتح أبوابه لعمل لسيدات القرية في 2013، غير حياة"أم محمد" بشعورها أنها أتمت تعليمها مثل أصحاب الشهادات العليا، لأنها تنتج شغل الجميع ينبهر به، لكن تلك النجاح امتدد إلى أسرتها جميعًا بقولها"نجاحي طبعًا كان لمساعدة أسرتي، حتى تكون الزوجة بجوار زوجها". 

العمل الجديد الذي اكتسبته الأم الأربعينية جعلها تقوم بشراء جميع المستلزمات لزواج نجلتها"دينا" 17 سنة مع استمرار تعليمها، ووصول بنجلها"محمد" 20 سنة إلى دبلوم تجارة، وبقاء طفلتها الصغرى"روان" في مراحلها التعليمية، فهي تصف حياتها من قبل بأنها كانت محدودة، لاعتمادها على الزوج فقط، إلا عقب مشاركتها في العمل، قد زالت الصعوبات من حياتها.
تلك القرار الذي اتخذته"أم محمد" لتحسين حياتها المعيشية، قد اخذته"عزيزة" 42 سنة معها داخل المصنع، الذي تتكون العمالة بداخله بين فتيات قبل مرحلة الزواج، وأمهات لديهن من الأبناء ومسئولية الحياة، ما يضطرهن للخروج إلى العمل، ومباشرة تربية أبنائهن وشئون منزلهن. 

"عزيزة" ترى أن العمل الذي اصرت إلى الدخول فيه استطاعت من خلاله إكمال تعليم نجلتها"فاطمة" وزواجها، والوقوف بجوار زوجها الذي يعمل باليومية، لسد متطلبات الحياة، مضيفة: "الشغل فرق معايا كثير، فشكل حياتي اتغير، واستطيع اليوم شراء مستلزمات الحياة".
وجود دخل ثابت ل"عزيزة" لم يجعلها عاملة منتجة فقط، إنما لديها إنتماء إلى المصنع الذي تعمل به، بقولها" الشغل اصبح كل حياتي، وغير قادرة على اخذ اجازة طويلة".
سونيا محمود 40 سنة، التحاقها في العمل داخل مصنع السجاد اليدوي، قد أنقذها من أن تصبح غارمة، عقب انتهاء مدة الشيكات، لزواج نجلتها، خاصة أن أبيس لا يوجد فيها أي عمل أو فرص للسيدات.
فحياة سونيا الأم لثلاثة أولاد كان يعتمد فقط على مرتب الزوج الذي يعمل فرد أمن، ولحرمانها من التعليم، كان لديها الاصرار على إكمال تعليم أولادها، لأنه وفق قولها"هذا حلمي".
العمل الذي تنتظم بداخله"سونيا" جعلها تحقق حلمها بوصول ابنها إلى كلية الحقوق، وابنيها الأثنين في المرحلة الإعدادية، كما أنها استطاعت أن تعوض باق هذا الحلم، بأنها تشعر اليوم أن لديها كيان جديد، قادر على استيعاب حرفة السجاد اليدوي، وخروج منتج يتم تصديره إلى الأسواق بالخارج.