شهادات كبار سيناء عن تحرير طابا: "نروي للسياح قصة كفاح الجيش المصري"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


على الجهة المضادة، أصوات التهليل "الله أكبر.. الله أكبر" تصغو إليها الأذن المصرية في تناغم وانسجام، فرحين بمشهد انسحاب المغتصب الإسرائيلي، من آخر بقعة مصرية، في حالة انهيار تام، ناكسى رؤسهم غير مأسوف عليهم، وجوههم تملاؤها حسرة الهزيمة، ما يثبت قوة وتماسك الشعب المصري أمام العدو الصهيوني ونكس علمه، دون رجعة، يوم رفع المصريون هاماتهم عالية يفتخرون باسترداد أرضهم وكرامتهم.

تحرير طابا وقع في مثل هذا اليوم 19 مارس من عام 1989م، بعدما اغتصبها العدو الصهيوني في 5 يونيو 1967م، ليأتي انتصار حرب أكتوبر، وتسترد الدولة المصرية أرضها كاملة، بعد توقيع الرئيس أنور السادات معاهدة "كامب دافيد" التي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء.

وفي ذكرى تحرير طابا، تروي "الفجر"، شهادات الكبار لأبنائهم عن مشهد استرداد آخر بقعة مصرية.

"المشهد كان يشرح القلوب، إذ يكاد القلب يتحرك من مكانه، لرؤية المواطنين الإسرائيلين ينسحبون وهم في حالة انهيار تام، ووجوههم تملاؤها حسرة الهزيمة، لخروجهم من آخر البقاع المصرية طابا، وتصغى الأذن وسط سماع تهليل الشعب المصري، الله أكبر الله أكبر"، حسبما وصف باسم صقر أحد قاطني جنوب سيناء، رواية والده عن مشهد تحرير طابا.

وبنبرة يملاؤها الأمل ووجه يأبى الانكسار، يروى ياسر محمد ما قاله والده عن تحرير طابا؛ "لحظة فارقة في حياة الشعب المصري بأكمله، أثبتت أننا لا ننكسر، وفي يوم لا ينسى، أسدل الستار على المشهد الأخير على معركة الحرب والسلام مع الكيان الصهيوني في رحلة تحرير سيناء، ويعد هذا اليوم خالد وتاريخي في حياة الشعب المصري، يوم استرداد آخر نقطة حدود مصرية مدينة "طابا" وعودتها إلى أحضان الوطن الأم، واستكمال فرض السيادة الكلية على شبه جزيرة سيناء المصرية".

وحول أكثر المشاهد العالقة في ذهن والده، يتابع "ياسر"، "رفع  علم مصر خفاقا فوق منطقة طابا، حينما خرج الإسرائيليين ناكسى رؤسهم غير مأسوف عليهم، وجوههم تملاؤها حسرة الهزيمة، لنثبت للعالم أجمع،  أن المصريين لا يتركون شبرًا من أرضهم لغيرهم مهما طال الزمن ومهما كانت الظروف التى تمر بها".

غربت شمس يوم 19 مارس عام 1989م، ومصر مستردة سيناء كاملة، وفرضت سيادتها الكلية عليها، مع خروج العدو الصهيوني، ليصف أحمد يحيي أحد قاطني سيناء، المشهد بقوله؛ "تحرير طابا من أعظم الأيام، كل سنة بنفتخر به كلنا كمصريين بنحكي قصة كفاح الجيش المصري، للوافدين السياح وإزاي طابا غالية علينا".

ويقول "أحمد"، "التاريخ يذكر، شجاعة المصريين والجيش المصري في ذلك اليوم، من أجل استعادة أراضيهم من السيطرة الإسرائيلية وهذا شيء عظيم أمام الوافدين السياح من جميع الدول، فهم يعلمون جيدًا أن مصر وشعبها وجيشها لم يفرطوا في تراب مصر الغالية وهذا شيء غالي جدًا ونفتخر به أمام الوافدين الأجانب".

وتمثل طابا آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، أهمية استراتيجية وسياحية، تبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم، وتجاورها مدينة إيلات، وهي أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء.