حكايات اليوم.. عيد تحرير طابا.. ورحيل السيد ياسين
شهدت جميع بلدان العالم، في مثل هذا اليوم التاسع عشر من مارس، أحداث عالمية مؤثرة، وذكريات جمة، بعضها توج بالاحتفال كالأحداث السعيدة والمواليد، والاحتفالات الهامة، والبعض الآخر خيم عليه الحزن، كالأحداث الحزينة والوفيات، وفي ذكرى الحدث، يستعيد الجميع تلك الذكريات، ومن بينها ذكرى تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخًا للأزهر خلفًا للشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي، ورحيل الكاتب والفكر السيد ياسين.
تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخًا للأزهر
ولد الدكتور أحمد الطيب، في 6 يناير عام 1946، بقرية تحتضنها جبال البر الغربي بالأقصر إحدى محافظات صعيد مصر، وقد الحقه والده بالتعليم الأزهري فتربى منذ نعومة أظافره على منهج الوسطية والاعتدال والتعدد، حتى تخرج بتفوق من قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين عام 1969، ثم تدرج في السلم الأكاديمي حتى حصل على درجة الأستاذية عام 1988.
انتدب الطيب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا عام 1990، ثم عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان عام 1995م، وفي عام 1999 عُيِّن فضيلته عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، وأهلته مكانته وإنجازاته العلمية لأن يقود أهم المؤسسات الدينية والعلمية، فتم تعيينه مفتيا للديار المصرية في مارس من العام 2002، ثم رئيسًا لجامعة الأزهر في عام 2003، وفي التاسع عشر من مارس عام 2010 كان الأزهر على أعتاب مرحلة جديدة من التطوير والتجديد بتعيين فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخًا للأزهر الشريف.
عمل الإمام الأكبر على إعادة الأزهر لمكانته في مصر والعالم، فأعاد إحياء هيئة كبار العلماء بعد حلها عام 1961، واستصدر قانونا عام 2012 ألغى به تبعية الأزهر وأصبح اختيار شيخه بالانتخاب بعد أن كان بالتعيين منذ عام 1960، وحقق استقلال الأزهر في الدستور المصري لأول مرة، كما تصدى فضيلته لمحاولات السيطرة على الأزهر من قبل فصيل بعينه حاول فرض هيمنته على المؤسسات الوطنية للدولة المصرية.
عبد العليم خطاب
بينما ولد في مثل هذا اليوم، المخرج السينمائي، عبد العليم خطاب، والذي عمل بالمسرح والتلفزيون أرسلته الحكومة عام 1937، لدراسة الإخراج في لندن، وهناك أحترف المونتاج، مثل العديد في المسرحيات منها بنات الريف، أولاد الفقراء، مصرع كليوبترا، كما عمل مساعد مخرج مع يسف وهبى، من أفلامه كمخرج سلوى عام 1946، جزيرة الأحلام عام 1956، العلمين عام 1965، وضعه المخرجون دوما في أدوار الرجل المتعجرف، البالغ القسوة، وقد ساعدته في ذلك حدة صوته ونبراته، لا يمكن نسيانه في دعاء الكروان.
السيد ياسين
ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، الكاتب والفكر السيد ياسين، والذي ولد بمحافظة الإسكندرية في 3 سبتمبر 1933، وتخرَّج في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة في علم الاجتماع والعلوم السياسية،عمل بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قبل أن يسافر إلى فرنسا ليدرس القانون والعلوم الاجتماعية في جامعتي ديجون (1964 - 1966) وباريس (1966)، وخلال تلك الفترة اهتم بعلم الاجتماع الأدبي الذي كان لايزال ناشئا وقتها، وكذلك علم الاجتماع السياسي.
لدى عودة السيد ياسين إلى مصر، انضم سنة 1968 إلى مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية بالأهرام، الذي لم يلبث أن تحول في عهد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذي شارك ياسين في تأسيسه، قبل أن يتولى رئاسته في الفترة من 1975 إلى 1994. وقد أسس ياسين أثناء رئاسته للمركز وحدة الدراسات الإجتماعية.
شغل ياسين منصب الأمين العام لمنتدى الفكر العربي في الأردن (1990 ـ 1997)، وعمل مساعدًا بوزارة الخارجية المصرية، ومديرا بوزارة البحث العلمى، وأستاذًا لعلم الاجتماع السياسي فى المركز الوطنى للابحاث الاجتماعية والعلوم الجنائية، ورئيسًا للجنة رصد المتغيرات الوطنية، إلى جانب عضويته بالمجلس الأعلى للثقافة.
عيد تحرير طابا
ومن مناسبات التاسع عشر من مارس، عيد تحرير طابا، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، وتمثل أهمية استراتيجية وسياحية، وتبعدعن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كلم جنوب طابا،وتجاورها مدينة إيلات وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء.
وفي 5يونيو 1967 احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا وبعد حرب 6 أكتوبر وانتصار مصر فيها وبعد مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، وفي 1979 وقع الرئيس السادات معاهدة "كامب دافيد" التي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء، وفي 25 أبريل 1982 خرجت اسرئيل من كل سيناء ما عدا طابا إلى أن خرجت منها بعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولي وتم جلاء الإسرائيليين عنها في 19 مارس 1989، وقام الرئيس الأسبق حسني مبارك برفع العلم عليها واعتبر هذا اليوم عيد تحرير طابا.