خبير آثار: وثائق أحقية مصر بطابا تم جمعها من 5 عواصم عالمية
التاسع عشر من مارس عام 1989، يمثل ذكرى فاصلة ونقطة مضيئة، في مسيرة مصر العسكرية والسياسية، ففي مثل هذا اليوم من 30 عام استردت مصر آخر شبر من أراضيها، وحررت آخر حبة رمل سيناوية من نير الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وهنا عبر بوابة الفجر الإلكترونية، كان لنا لقاء مع خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، والذي عاصر القضية من بدايتها أثناء وجوده في طابا.
وفي تصريحات خاصة للفجر، قال ريحان، إن الوثائق التاريخية شكلت 61 % من الأدلة المادية لعودة طابا، والتي تكفل بجمعها "اللجنة القومية العليا لطابا"، والتي شكلت في 13 مايو 1985 بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 حيث تكونت من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية.
وأوضح أن اللجنة بحثت عن هذه الوثائق في دار الوثائق القومية بالقلعة، وفي الخارجية البريطانية، وفي دار المحفوظات العامة بلندن، ودار الوثائق في عاصمة السودان الخرطوم، ودار الوثائق في اسطنبول، ودار محفوظات الأمم المتحدة في نيويورك، وقد نتج عن هذا البحث الدقيق إثبات أحقية مصر في أرضها الغالية طابا.
وأضاف ريحان أن هذه اللجنة تحولت فيما بعج إلى هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا، وأخذت على عاتقها إدارة الصراع من الألف إلى الياء في هذه القضية مستخدمة كافة الحجج لإثبات حق مصر، ومن خلال أهم الوثائق التاريخية، طبقًا لما جاء في كتاب "طابا قضية العصر" للمؤرخ يونان لبيب رزق.
وأكمل أن اللجنة تكفلت بتحديد مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين في الفترة ما بين عامى 1922 و1948، وقامت اللجنة بالبحث في وثائق تعود إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ووثائق ما بعد عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها وتضمنت خمس فترات زمنية الأولى هي الفترة السابقة على عام 1892 الخاصة بقضية الفرمان والتي حصلت فيها مصر على اعتراف من الباب العالي بتحديد الخط الفاصل بين مصر وبقية الأملاك العثمانية.
والفترة الثانية بين عامى 1892، 1906 ويميزها صناعة خط حدود مصر الشرقية في حادثة طابا الشهيرة 1906 والتي تأكد بعدها كون طابا جزء لا يتجزأ من سيناء وقد تحددت علامات الحدود من رفح إلى طابا.
والفترة الثالثة هي التي تقع بين عامى 1906 و1922 وهو عام قيام دولة ذات سيادة في مصر مما أعطى لخط الحدود طابعه الدولي بعد أن كان يوصف بالحد الفاصل كما أنه كان عام قيام الانتداب البريطاني على فلسطين وتغيرت بذلك السلطة القائمة على الجانب الآخر من خط الحدود.
والفترة الرابعة هي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين من 1922 إلى 1948 والخامسة بين عامى 1948 و1967 وفيها اعتراف إسرائيلي بخط الحدود في اتفاقيات الهدنة الموقعة عام 1949 وانسحاب عام 1956 ويشهد على ذلك طرف ثالث وهو الأمم المتحدة ممثلة في قوات الطوارئ الدولية التي عسكرت على خط الحدود منذ 1956 إلى 1967.
ووحتم ريحان تصريحاته قائلًا إن اللجنة قد استطاعت جمع كل الوثائق اللازمة عن كل هذه الفترات من الجهات سابقة الذكر وهو الأمر الذي شكل النصيب الأكبر في إثبات أحقية مصر بطابا.
يذكر أنه في التاسع عشر من مارس عام 1989، تأتي ذكرى فاصلة ونقطة مضيئة، في مسيرة مصر العسكرية والسياسية، ففي مثل هذا اليوم المجيد من 30 عام مضت، استردت مصر آخر شبر من أراضيها، وحررت آخر حبة رمل سيناوية من نير الاحتلال الصهيوني الغاشمن باستعادة طابا العزيزة.
وطابا هي مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى. يبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة.
وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريبًا، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالًا. تمثل المدينة قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود ثلاث دول هي مصر، السعودية، الأردن، ثم الكيان الصهيوني حيث تبعد عن ميناء إيلات 7 كم شرقًا، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.