آثاري يكشف عن محاولة العدو الصهيوني لتزييف الحقائق لإضاعة حق مصر في طابا
محاولات الخداع والتضليل الصهيوني لم ولن تنتهي عبر التاريخ، وقد تمثلت إحدى تلك المحاولات أثناء المفاوضات التي جرت لاستعادة جزء غال من الأراضي المصرية، وهو طابا العزيزة، حيث حاولت إسرائيل تزييف كل شئ لإضاعة حق مصر.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، إن أسطورة التفوق الإسرائيلي دفعتهم دفعًا للتضليل ولتزييف الحقائق لإضاعة حق مصر في جزء أصيل من أرضها وهو طابا العزيزة.
وأشار ريحان في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أن إسرائيل خلال فترة سيطرتها على المنطقة منذ 1967 حتى عام 1982، قاموا بتغيير معالمها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو 67.
وأضاف أنهم قاموا بإزالة أنف الجبل الذى كان يصل إلى مياه خليج العقبة وبناء طريق مكانه يربط بين إيلات وطابا وكان على المصريين أن يبحثوا عن هذه العلامة التي لم يعد لمكانها وجود ولم يعثروا إلا على موقع العلامة قبل الأخيرة التي اعتقدوا لفترة أنها آخر علامة حدودية وهي العلامة 91.
وأشار إلى أن الوفد المصري لم يقبل بالموقع الذي حدده الجانب الآخر لعلامة الحدود رقم 91 وأصروا على الصعود لأعلى الجبل، وهناك وجد المصريون بقايا القاعدة الحجرية للعلامة القديمة ولكنهم لم يجدوا العمود الحديدى المغروس في القاعدة، والذي كان يحمل في العادة رقم العلامة وقد اندهش الإسرائيليون عندما عثر الوفد المصري على القاعدة الحجرية.
ويروى الدكتور ريحان بطولة ضابط مصري نجح في العثور على العمود الحديدي، وذلك على منحدر شديد الوعورة، حيث قام بالتسلق هابطًا ثم حمل العمود لأعلى.
وأكد طول هذا العمود 2م وعرضه 15سم ووزنه بين 60 إلى 70 كجم وكان موجودًا عليه رقم 91 وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي نفسه قائلًا إن الطبيعة لا تكذب أبدًا واتضح فنيًا أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثًا ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم في 13 يناير 1986
يذكر أنه في التاسع عشر من مارس عام 1989، تأتي ذكرى فاصلة ونقطة مضيئة، في مسيرة مصر العسكرية والسياسية، ففي مثل هذا اليوم المجيد من 30 عام مضت، استردت مصر آخر شبر من أراضيها، وحررت آخر حبة رمل سيناوية من نير الاحتلال الصهيوني الغاشمن باستعادة طابا العزيزة.
وطابا هي مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى. يبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة.
وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريبًا، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالًا. تمثل المدينة قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود ثلاث دول هي مصر، السعودية، الأردن، ثم الكيان الصهيوني حيث تبعد عن ميناء إيلات 7 كم شرقًا، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.