الأم المثالية بالإسكندرية توجه رسالة إلى الرئيس السيسي (فيديو وصور)
كل أم بالعالم هي في نظر أهل بيتها مثالية، وكل أم تقوم بواجباتها الأسرية ودور فعال في المنزل والمجتمع هي عند الله أم مثالية، لكن دور المجتمع أن يكرّم أبرز الأمهات المثاليات كنوع بسيط من ردّ الجميل لهم فيما قدموه لعائلاتهم و أسرهم للمجتمع ككل، و من أجل ذلك وُجدت مسابقة الأمّ المثالية بمختلف المحافظات المصرية.
هي ربة أسرة بالسادسة والخمسين من عمرها وتعمل موظفة في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة العامرية، هي حنان عبدالسلام محمد تلك الأم المثالية التي تم اختيارها لهذا العام بالأسكندرية، وهي سيدة ذات مستوى تعليمي محترم، حيث لها مؤهل ليسانس آداب قسم اجتماع و دبلوم دراسات عليا معهد العلوم الإجتماعية، كما أنها عضوة في جمعية 'الصحة في الإرادة'.
وعن دور الإرادة في اختيارها الأم المثالية بمحافظة الأسكندرية، أكدت محدثتنا أن زوجها هو من كان شديد الحرص على التقديم لها للمسابقة وظل يجهز لها كافة أوراق التقديم عن طريق المجلس القومي للمرأة ومع جمعية 'الصحة في الإرادة' التي هي منخرطة بها.
وقد أعربت محدثتنا عن السعادة التي غمرتها بمجرد تلقيها لخبر اختيارها كأم مثالية لعام 2019 عن محافظة الأسكندرية، قائلة "ما كنتش متوقعة و قبلت الخبر بفرح جامد جدا"، و أضافت بأنها كانت بعملها حينما تلقت إتصالا هاتفيا من زوجه ليبشرها بالخبر الذي كان مفاجأة لزميلاتها كذلك، على حد تعبيرها.
ربما يتساءل من يجهل بقصتها لم وقع الإختيار عليها؟ لما حنان بالذات دونا عن غيرها من الأمهات في الأسكندرية؟ .. ببساطة لأنها إسم على مسمى هي حنان وحنانها وعطفها وأمومتها طغت على معاناتها وشقاءها مع أحد أبناءها، لتتحول إلى حكاية قمّة في الإنسانية والتضحية.
حنان عبدالسلام محمد التي أُختيرت بمسابقة الأم المثالية بمحافظة الأسكندرية للسنة الحالية، هي والدة لثلاثة شباب تفتخر بتربيتها الممتازة لهم وبمستوى تعليمهم العالي.
أحمد، هو لُبّ الموضوع وجوهره، فهو شاب من مواليد 23 نوفمبر سنة 1989 و هو من ذوي الإحتياجات الخاصة. وقد قالت والدته بأنه إبنها الأكبر وهو فرحتها الأولى، غير أنّ فرحتها بطفلها الأول لم تكتمل عندما عرفت بأنّ لديه مشاكل عدة منذ شنته الأولى.
وأكدت حنان بأنه كان بطيئا في كل الأمور، حيث أنه لم يتمكن من الجلوس و لا المشي و لا حتى الكلام كغيره من الأطفال إلا في سنّ متأخرة جدا، ممّا جعلها تستنجد بالددكتور يحيى بوراس في الأسكندرية ليستهلّ معه مرحلة التخاطب أوّل ما ظهرت جلسات التخاطب في التسعينات. و من ثمّ خضع أحمد إلى جلسات علاج طبيعي، من أجل تقوية قدميه حتى يتمكن من المشي كسائر الأطفال.
ولربما الذي "زاد الطين بلة" هو أن حنان لم تكن حتى قادرة على إدخاله للمحاضن لأنها اعتبرته مختلفا عن بقية الأطفال، و هو كان بحاجة إلى حضانات تُعنى بذوي الإحتياجات الخاصة. و كان ملجأ حنان آنذاك، التعليم الخاصّ إذ أنها قامت بتسجيله في مدرسة خاصة نصحها بها أحد الأطباء الأخصائيين بالأطفال، خاصة وأنها عدد الأطفال في فصل السنة الأولى إبتدائي كان لا يتجاوز الثامنية تلميذ، حسب ما أفادت به.
ولم ينتهي دور الأمّ المثالية إلى مجرد ترك أحمد مع مدرسين يقومون بتعليمه، فقد كانت هي و زوجها حريصان على تلقينه و تعليمه بنفسهما. كما حرصت حنان على اختيار مدرسة قريبة من عملها حتى يُتاح لها الإطمئنان عليها و تلبية حاجياته حتى الخاصة منها.
ولئن كان أحمد شابا من ذوي الإحتياجات الخاصة تسبّب في آلام بدأت تحسها والدته بظهرها لكثرة ما حملته لما كان عاجزا عن المشي، فإن حنان تحمد الله على كل أحوالها و تُقرّ بأن "كل مرض ابتلاء"، مشيرة إلى أنها تخضع حاليا إلى جلسات علاج طبيعي.
ولم تغفل حنان عبد السلام محمد عن تقديم الثناء على ما يقدّمه زوجها و إبنيها الآخرين من إختمام بشؤون أحمد، الذي أكدت على أنه يحظى بحب أخويه له.
أما عن مقابلتها للرئيس عبد الفتاح السيسي إثر اختيارها كأم مثالية عن محافظة الأسكندرية لهه السنة، فقد قالت بأنها لم تكن تتوقع أن يحصل معها ذلك، مشيرة في الآن ذاته إلى أن رؤساءها بالعمل مسرورين لأن واحدة منهم سيقع تكريمها و ستقابل رئيس الدولة.
وانتهى لقاء عدسة 'الفجر' مع حنان عبدالسلام محمد تلك الأم المثالية التي تم اختيارها لهذا العام بالأسكندرية، إنتهى بكلمة "إلى متى؟"، التي عبّرت بها حنان عن قلقها من مصير إبنها أحمد و غيره من ذوي الإحتياجات الخاصة، الذي هم في أمسّ الحاجة إلى الرعاية و التعليم و الأنشطة الرياضية، داعية و كلها رجاء في أن يقع إيجاد حلول جذرية لمشاكل كل من هم من ذوي الإحتياجات الخاصة.