إمام مصري يكشف تفاصيل مرعبة عن مذبحة نيوزيلندا
كشف أمام مسجد
النور في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا عن لحظات الرعب التي سادت خلال المذبحة الإرهابية،
التي ارتكبها أسترالي متطرف وأدت إلى مقتل 50 مصليا على الأقل وجرح العشرات.
وفي أول حوار له،
قال أمام المسجد جمال فودة: "أدركت أن الأمر حقيقي حينما سمعت طلقات نارية، وحينها
صرخ أحد المصلين (إطلاق نار)، قبل أن يتحطم زجاج نافذة المسجد".
وأضاف الإمام المصري:
"هنا بدأ إطلاق النار يصبح أكثر كثافة، بدأ الناس في التحرك نحو الفتحة الكبيرة
في الزجاج. أغلبهم هربوا من النافذة، بينما من كانوا في الجانب الأيمن وهو عدد كبير
قتلوا"، مشيرا إلى تواجد نحو 200 مصل في المسجد.
وفي مقتطفات من
الحوار نقلها موقع "مصراوي" عن صحيفة "هيرالد"، أن الإرهابي ترينتون
تارانت "كان يتحرك بشكل مدروس عبر المبنى وواصل استهداف المصلين. وكان يطلق النار
تجاه أي صوت يسمعه".
وأشار فودة إلى
أنه "لم يكن بإمكان من في المسجد التنفس، خوفا من تحديد مكانهم. حيث ملأ دخان
الطلقات الأجواء وتناثرت الفوارغ على الأرض".
"نجوت بإعجوبة"
استكمل فودة حديثه
وبدا عليه التأثر الشديد: "حينما نفدت طلقات الإرهابي، لم نكن قادرين على معرفة
ما إذا كان قد غادر بسبب الهدوء الشديد. اعتقدنا أنه مختبئ وينتظر. لم نستطع رؤيته.
والحمد لله لم يعرف مكاننا".
وأشار أمام المسجد
إلى أنه اختبأ مع عدد آخر من المصلين في الغرفة الرئيسية بالمسجد، منوها إلى أن القاتل
ربما لم يدرك أن النساء كن مختبئات في غرفة منفصلة، قبل أن يستدرك: "لكن أيضا
بعض النساء حاولن الهروب، فاكتشف القاتل ذلك وأطلق النار عليهن".
وتابع الإمام:
"ما زلت لا أصدق أنني على قيد الحياة".
خادم المسجد الشجاع
وتحدث فودة أيضا
عن عملية الإرهابي في المسجد الثاني، حيث غادر مسجد النور وقاد سيارته ليبدأ هجوما
آخر على مسجد لينوود، وقتل 7 هناك.
وفي المسجد الثاني،
بدأ الإرهابي عملية القتل هذه المرة من خارج المسجد فأطلق النار على رجل وزوجته، في
وقت كان أمام المسجد "لطيف" في الداخل.
وقال لطيف:
"حينما رأيت هؤلاء المصلين يسقطون طلبت من الآخرين أن ينبطحوا"، قبل أن ينتهى
الأمر مع تدخل خادم المسجد ويدعى عبد العزيز، الذي واجه المسلح واستطاع إبعاده بشجاعة
عن المسجد بعدما حصل على أحد أسلحته.
لحظات رعب
عاش الإمامان لحظات
من الرعب وقت الهجوم، وإلى الآن هما في حالة صدمة وذهول مما حدث.
قال فودة إنه نام
فقط 3 ساعات منذ الهجوم، وأشار إلى أن أولويته في الوقت الحالي هي تحديد قائمة بالضحايا
وترتيب الجنازات، مردفا: "هناك طائرة في المكان والكثير من الناس يمنحون الدعم
لأسر الضحايا".