كيف تشابهت أفكار سفاح نيوزيلندا مع مليشيات الحوثي؟
ساد الحزن وجوه العالم أجمع، بسبب الحادث الإرهابي، الذي شهدته مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، أمس الجمعة، على مسجدين، راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى، بينهم ضحايا من دول عربية.
وكان المسلح فتح النار على المصلين في المسجد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وبث مشاهد القتل، عبر الفيس بوك، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ولكن الملفت للانتباه هو تشابه أفكار الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت البالغ من العمر 28 عامًا، مع أفكار الحوثي باليمن.
العنصرية
يتشابه الإرهابي الاسترالي، مع الحوثي، في فكرة الكراهية والعنصرية، وقتل كل ما يختلف معه في الرأي أو العقيدة، أو غيره، فسفاح نيوزيلندا، يؤمن بتفوق "العرق الأبيض"، زاعمًا أنهم يفشلون في التكاثر والإنجاب.
أما مليشيات الحوثي فقامت بالعديد من الجرائم ضد النساء والأطفال واليمنيين بشكل عام، لمجرد أنهم مختلفين معهم في الرأي، أو رافضين لأفكارهم الجاهلية.
الترويج لأفكار من الوهم
كتب منفذ الهجوم على مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، اليوم الجمعة، عبارات عنصرية على سلاحه هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، حسبما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه بنفسه عبر الإنترنت.
ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها منفذ المذبحة، الذي يُدعى برينتون تارانت، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، على سلاحه "Turcofagos" وتعني بالعربية "التركي الفج"، وكذلك: "1683 فيينا" في إشارة إلى تاريخ معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ووضعت حدا لتوسعها في أوروبا.
أيضًا، كتب على سلاحه، الذي نفذ به المذبحة، تاريخ 1571م، في إشارة واضحة إلى "معركة ليبانتو" البحرية التي خسرتها الدولة العثمانية أيضا، كما كتب على سلاحه: "اللاجئون، أهلا بكم في الجحيم؟".
أما مليشيات الحوثي، فتروج لأفكار منها على سبيل المثال، يدعون لفكرة "الإمامة" وعي تعني إحياء فكرة الوصية للإمام علي وأبنائه، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ويتبرءون من الخلفاء الراشدين الثلاثة ويكفرونهم بوجه خاص والصحابة كلهم بوجه عام إلا عددا قليلا.
يروجون دوماً لفكرة الخروج والإعداد لمواجهة نظام الحكم، يحرضون ويتباهون بلجم "السُّنيِّة" وقتلهم واستحلال أموالهم - والسنية هم أهل السنة لأنهم يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي، يمجدون ثورة الخوميني ويعتبرون أن حزب الله في لبنان هو النبراس الذي يجب أن يسيروا عليه.
انتهاكات حرمة المساجد
منذ انقلاب مليشيات الحوثي، على الشرعية اليمنية استهدفت الميليشيات مئات المساجد ودور تحفيظ القرآن بالتفجير والقصف، وحولت بعضها إلى ثكنات عسكرية، في محاولات لخلق صراعات طائفية في المناطق التي تحاصرها.
كما أقدمت عناصر الميليشيات الإجرامية على نهب محتويات المساجد، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.
أما سفاح نيوزيلندا، فقام أيضًا بانتهاك صارخ لحرمة المساجد، وذلك على غرار مليشيات الحوثي.
جريمة مماثلة
وقال الإعلامي اليمني عبدالكريم المدي: "جريمة مماثلة لجريمة جامعيّ نيوزيلندا في اليمن.. بطلها حوثي.. أقدم قيادي حوثي بمديرية الحدا محافظة ذمارعلى اقتحام مسجد وقتل مواطن وهو يقرأ القرآن قبل صلاة الجمعة ويدعى القتيل محمد حسين الكليبي/ تربوي، ولايوجد بينهما أي خلاف سابق أو ثأر أو ما شابه.. فقط، لأن الضحية غير منخرط مع جماعة الحوثي".
الحوثيون إرهابيون
وكشف عضو الوفد الحكومي في مشاورات السويد، عسكر زعيل، اليوم، الفارق بين مليشيات الحوثي، ومُدبر حادث مجزر نيوزيلندا.
وقال: "مذبحة المسلمين بنيوزيلاندا جريمة ولكن الأجرم والأبشع منها مجازر الحوثيين للأطفال والنساء والعزل في عزل وقرى حجور وغيرها".
وتابع: "مجزرة الحوثي الليلة في مخيم ال جابر بالخوخة راح ضحيتها اكثر من 20 شهيد وجريح من النساء والأطفال، ليس هناك فرق بين ارهاب الحوثيين ومذبحة نيوزلاندا.. الحوثيون إرهابيون والإرهاب لادين له".