بعد مذبحة نيوزيلندا.. بندقية "إيه-آر 15" السلاح المفضل لمرتكبي جرائم القتل الجماعي

عربي ودولي

سلاح سفاح نيوزيلاندا
سلاح سفاح نيوزيلاندا


أعاد الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا أمس الجمعة، والذي راح ضحيته 51 شخصًا وأصيب أكثر من 20 آخرين، الحديث بشأن دعوات سابقة لحظر بندقية "إيه-آر 15" المستخدمة في الهجوم، باعتبارها الأداة الأكثر استخداما في جرائم القتل الجماعي حول العالم، وفي أمريكا خصوصا.

بندقية "إيه-آر" نصف آلية، يمكن اقتناؤها بسهولة من المتاجر في الولايات المتحدة، وتعتبر السلاح المفضل لهواة الأسلحة نظرا لسهولة استخدامها، وهي أيضا الأداة المفضلة لمرتكبي جرائم القتل الجماعي، وهي في متناول الجميع، إذ لا يتعدى سعرها 500 دولار، وتطلق رصاصة مع كل عملية ضغط على الزناد، ويمكن أيضًا تعديلها لتطلق الرصاص بصورة آلية.

ولكن ما هي بندقية إيه-آر 15؟
خلال عام 1959 باعت شركة "أرمالايت" للأسلحة حقوق إنتاجها إلى شركة "كولت"، التي قامت بتطوير هذه البندقية بناءً على طلب من الجيش الأمريكي وحولت اسمها إلى "إم-16"، وكانت بندقية آلية بالكامل، وفي وقت لاحق طور "كولت" البندقية إلى نظام نصف آلي.

وأوضحت الرابطة الوطنية للبنادق أن المفهوم الخاطئ الشائع حول السلاح هو أن إيه-آر من خلال اسمها تشير إلى "بندقية هجومية"، ويتمثل الاختلاف الرئيسي بين "إم-16 وإيه-آر 15" في أنّ البندقية الآلية تطلق الرصاص بشكل مستمر بمجرد الضغط على الزناد، في حين يجب على المستخدم سحب الزناد وإعادته بعد كل طلقة خلال استخدام بندقية نصف آلية.

وانتهت صلاحية براءة كولت على "إيه-آر 15" في العام 1979، إلا أن وبدأت عدة شركات أخرى في إنتاج نماذج جديدة خاصة بكل مستخدم، ورغم أن الأسلحة الجديدة كانت تملك أسماء خاصة بها، إلا أن شعبية "ايه-آر 15" طغى على الأسلحة الأخرى.

سر شعبية "إيه-آر 15" في صفوف أصحاب السلاح؟
ووصفت الرابطة الوطنية للبنادق "ايه-آر 15" بأنها "البندقية الأكثر شعبية في أمريكا"، وقد تردد أنّ ملايين الأشخاص يمتلكونها عبر أنحاء العالم، وترى الرابطة أن شعبيتها تجعل منها "بندقية أمريكية".

وفي العام 2016 أشارت الرابطة الوطنية للبنادق إلى أن "إيه-آر 15" شائعة الاستعمال في صفوف هواة شراء وجمع الأسلحة لأنها بندقية "قابلة للتخصيص وقابلة للتكيف وموثوقة ودقيقة"، و"يمكن استخدامها في مراكز الرماية الرياضية والصيد والدفاع عن النفس".

وأضافت الرابطة أن القدرة على تعديل وتخصيص العديد من مكونات "إيه-آر 15" هي "واحدة من الأشياء التي تجعلها فريدة من نوعها".

ما هي عمليات إطلاق النار الجماعية السابقة التي استخدمت فيها "ايه-آر 15"؟
في العام الماضي وحده، استخدمت بنادق من نوع "ايه-آر 15" في العديد من الهجمات، بما في ذلك حادثة إطلاق النار بمدرسة في فلوريدا في فبراير-شباط، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل 17 شخصًا، والاعتداء في أكتوبر للعام 2017 على حفل موسيقى في لاس فيغاس، والذي أسفر عن مقتل 58 شخصا وإصابة أكثر من 800 آخرين.

البندقية استخدمت أيضا في ديسمبر 2015 حين أطلق شخصان الرصاص على احتفال بمدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا وإصابة 21 آخرين.

قبل سنوات، كانت البندقية محور النقاشات حول مراقبة الأسلحة عندما تم استخدامها في إطلاق النار على الأطفال في مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية في ولاية كونيتيكت في العام 2012 مما أسفر عن مقتل 27 شخصًا.

في حين يقول المدافعون عن مراقبة الأسلحة إن البنادق من نوع "ايه-آر 15" استخدمت في معظم هجمات القتل الجماعي الأكثر دموية في الولايات المتحدة خلال هذا العقد.

جهود لحظر البندقية
على مرّ السنين تمّ تسجيل دعوات كثيرة لحظر بندقية "إيه-آر"، وعقب هجوم بيتسبرغ، قد قام عدد كبير من الأميركيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتجديد دعواتهم لتقييد مبيعات السلاح.

ومذبحة الكنيس هي جريمة قتل جماعية أخرى ببندقية هجومية من طراز "إيه-آر 15"، غرد المدير التنفيذي لـ"هيومن رايتس ووتش" كينيث روث على موقع "تويتر للتواصل الاجتماعي.

ومن جانبه تساءل الصحفي آري برمان "كم يلزمنا من عملية إطلاق نار لتجديد حظر الأسلحة الهجومية؟"، ولكن في الوقت نفسه، يؤكد أنصار امتلاك السلاح بأنه تمّ الترويج بشكل غير عادل لبندقية "ايه-آر 15" بحجة أن الغالبية العظمى ممن يمتلكونها لا يستخدمونها لارتكاب جريمة، ويرى هؤلاء أنّه على الرغم من استخدام بندقية "إيه-آر 15" في العديد من عمليات إطلاق النار الجماعية، إلا أنّ ذلك يمثل نسبة صغيرة من إجمالي أعمال العنف التي تحدث في الولايات المتحدة.