الجفري: الهجوم على المسلمين يؤكد ضرورة الوقوف بجدية أمام "الكراهية"
أدان الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، الحادث الإرهابي على المُصلين في مسجدَي نيوزيلندا، والتي راح ضحيتها 49 شهيدا.
وقال الجفري في بيانه، إن ما حدث في نيوزيلندا هجوم إرهابي بشع من "دواعش" العنصريين البيض على مُصلّين مسالمين في مسجدين بنيوزيلندا الآمنة.
وأشاد بتصريحات رئيسة وزراء نيوزيلندا والتي قالت إن ماحدث لا يمكن إلا اعتباره هجوما إرهابيًا ، لضحايا هم منّا، وأمثال هؤلاء القتلة ليس لهم مكان بيننا، حيث ثمن الجفري حديثها مؤكدا أنه تصرف محترم مسؤول، بعد أن كان الإعلام العالمي غالبًا ما يُطلق وصف "المريض النفسي" أو "المُختل العقلي" على الإرهابي غير المسلم.
وأوضح أن التباين الكبير بين موقف رئيسة وزراء نيوزيلندا وموقف السيناتور الأسترالي العنصري في تبرير الجريمة من خلال تحميل الإسلام والمسلمين مسؤولية ما يجري ضدهم؛ يؤكد ما نُكرر بيانه من ضرورة عدم الوقوع في تَطرُّفَي التعميم بالانبهار أو بالعداوة تجاه كل ما هو غربي، أو تجاه كل من يختلف عنا في الثقافة أو العِرق أو الدين.
وقال إن تصاعد موجات الهجوم على المسلمين يؤكد ضرورة الوقوف بجدية أمام دعوات نشر الكراهية عبر التوعية الممنهجة، وسَن القوانين المُجرّمة للتحريض وإرهاب الإسلام "الإسلاموفوبيا"، والاعتراف بالفرق الكبير بينها وبين ثقافة حرية التعبير.
وأكمل: "يقال للرئيسين ترامب وماكرون ومن يحذو حذوهما في تكرار إطلاق مصطلح الإرهاب الإسلامي على أفعال دواعش المسلمين: هل ستطلقان مصطلح الإرهاب المسيحي على هذه الجريمة التي ارتكبها بعض دواعش المسيحيين بعد كتابة مرتكبيها رموزًا وأسماء وتواريخ متصلة بحروب الفرنجة التي أطلقت عليها بابوية روما آنذاك لقب "الحروب الصليبية"، وبقي هذا اللقب محفورًا في الذاكرة الغربية حتى أن بوش الابن أطلق على حربه ضد أفغانستان والعراق نفس التسمية، أما نحن فلن نطلق على هذا الفعل تسمية الإرهاب المسيحي لأننا نؤمن بأن الإرهاب لا دين له.
وشدد قائلا: نحن على هدي نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم ثابتون، ونؤكد رفض توظيف هذه الجريمة في إطار نشر الكراهية وتبرير القتل بدعوى الانتقام.
وأضاف أن عظمة هذا الدين تتسامى عن الاستجابة لظُلمة الكراهية التي حملت هؤلاء العنصريين على ارتكاب جريمتهم، سواء بدافع التعصب الديني أو الظلام العنصري، كما ترفض عظمة دين الله الاستجابة إلى دعوات تصدر مِن أبناء جلدتنا الذين يبررون جرائمهم بجرائم الآخرين.
ونوه بأن الجريمة لا تُبرر الجريمة، والكراهية لا تبرر الكراهية، والفرق بين القصاص أو العقوبة أو رد العدوان وتعميم الكراهية وتبرير الجريمة ومعاقبة الأبرياء على أفعال غيرهم هو فرق جوهري بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والنور والظلمة، والجمال والقبح.
واختتم بيانه: اللهم أسكن شهداءنا الفردوس الأعلى من الجنة، وأنزل على قلوب أهليهم السكينة، واخلفهم فيهم بخلف صالح، وألهمنا رشدنا.