بالفرشة والألوان.. شباب "تيجي نلونها" ترسم البهجة في "نفق الجيزة" بالجرافيتي (صور)
"العبد في التفكير والرب في التدبير، الرفيق قبل الطريق، كن أنت" رسومات وضعها مجموعة من الشباب بأناملهم وباستخدام الفرشاة والألوان، عبروا بها عن الفن الشعبي وبعض الكلمات المأثورة على حوائط "نفق الجيزة"، وأحيوا جمال النفق للأطفال والكبار، بهدف إحياء البسمة والسعادة على وجوه المواطنين ولتجميل شوارع مصر.
"تيجي نلونها" مبادرة أطلقها عدد من الشباب بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، لتجميل شوارع القاهرة والجيزة، فـ"إبداع" هي فكرة شباب مبدع ومتميز- بحسب ما قالته إحدى الفتيات المشاركة في المبادرة وتدعى زينب.
وقالت زينب لـ"الفجر"، إن المبادرة هدفها تجميل الشوارع والميادين، وأن "نفق الجيزة" ليس الأول بل نظموا أعمال تجميل بأشكال أخرى مختلفة في مصر الجديدة والأوبرا، وينضم لهم عدد من الشباب الجامعي الموهوب، فضلًا عن أن جمعية "إبداع" تضم مبدعين، وتهدف إلى نشر الثقافة والإبداع وإحياء جيل جديد مبدع وراقِ.
وعن كيفية إطلاقهم للمبادرة والفكرة من الأساس، أكدت حصولهم عليها من معارض الفن التشكيلي، لمعرفة المواطنين به، فضلًا عن لفت النظر إلى هذا النوع من الفن الذي لا يعلم به العديد من المواطنين في مصر.
وطالبت زينب الحاصلة على بكالوريوس كلية التجارة، مبدعي الفن التشكيلي في مصر، بضرورة الاهتمام بالشباب المبدع في الأجيال الحالية والمقبلة، ونشر ثقافة الجمال، وألا يقتصر الأمر على بعض الكلمات المعتادة، قائلة "نريد مصر للمبدعين".
وأشارت يارا علي الدين، طالبة في كلية الفنون الجميلة، وإحدى المشاركات في مبدعين، إلى مشاركتها لأول مرة كانت في المبادرة خلال تجميل "الأوبرا"، مؤكدة أن الفن التشكيلي والجمالي يصنع جيل جديد من المبدعين الباحثين عن الفن.
وتابعت يارا لـ"الفجر"، أن العناية بالفنانين هي مهمة أساسية تقع على عاتق كافة أبناء المجتمع، فالفنان الحقيقي، إذا ما امتلك الإبداع، والأخلاق الحميدة، والالتزام بالقضايا المجتمعية، فضلًا عن إسهامه بشكلٍ أو آخر في توعية المواطنين، وتهذيب سلوكهم، وإحداث نهضة حقيقية لديهم، مبنيةً على الأخلاق، والمبادئ.
وأوضحت أن ازدهار عالم الفن والإبداع في أي منطقة أو أمة، عاملاً رئيسيًا من قيم التحضر، مضيفة أن التحضر قد يدخل إلى كافة الوسائل الحياتية، كالاقتصادية، الفكرية، الاجتماعية، السياسية، وغيرها من المجالات التي تؤثر في المواطن وينجذب لها بشكل كبير.
ولفتت طالبة الفنون الجميلة، إلى أن ازدهار الفن والإبداع يعمل على كشف أبرز سلبيات المجتمع، ونقاط ضعفه، وتنبيه المواطن لها ومعالجتها، وبأسلوبٍ بعيد كل البعد عن المواعظ، والمحاضرات الجافة التي باتت تسمن ولا تُغني من جوع، فالفنون قد تعمل على تغيير العقول، والأفكار، وتصححها دون أن يشعر المتلقي بذلك، وهذا هو السر الكامن فيها.