كيف تصرف الجيش الجزائري حيال الأزمة المندلعة بالبلاد؟
بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العدول عن الترشح للرئاسة، الأمر الذي اعتبره الشعب الجزائري "تمديدا" لحكمه، أكد رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح وقوفه بجانب الشعب، مشيدًا بوعي الشعب الجزائري الذي "لا يخشى الأزمات".
واستقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الإثنين بالجزائر العاصمة، نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش، وقدم الأخير في الاجتماع- بحسب وكالة الأنباء الجزائرية- تقريرًا حول الوضع الأمني على المستوى الوطني لا سيما على الحدود. ويأتي هذا الاجتماع بعد إعلان الرئيس بوتفليقة تأجيل الانتخابات الرئاسية، وعدم ترشحه لفترة رئاسية أخرى.
الجيش حريص على المحافظة على ثقة شعبه
ونقل بيان لوزارة الدفاع الجزائرية عن الفريق قايد صالح قوله: "إن القيمة العالية والقدر الرفيع، الذي نمنحه في الجيش الجزائري للعلم والمعرفة، هي خريطة الطريق التي نتبع معالمها بعقلانية شديدة وبمثابرة أشد"، مضيفا "في سبيل تمكين المنظومة التعليمية لدينا بكافة مؤسساتها وهياكلها، من أداء مهامها الجليلة المنوطة بها، المتمثلة أساسا في توفير صفوة من الإطارات المتعددة المعارف والاختصاصات، قادرة على مواكبة كافة التطورات العلمية والتكنولوجية، ومسايرة شتى المسالك المؤدية إلى التفتح أكثر فأكثر على المستقبل، بنظرة متبصرة تجعل من حسن استشراف المستقبل وحسن استقراء متطلباته الملحة، التي تكفل تحقيق الأهداف المسطرة".
وأكد أن ما تحقق حتى الآن في المجال العلمي والمعرفي والتعليمي هو في غاية الأهمية بل يبعث على الارتياح، وقال "لكن طموحات الجيش الجزائري التي هي طموحات الجزائر وشعبها، تحث دوما على أن يكون دوما في مستوى المسؤوليات العظيمة الموكولة إليه، وتحمل هذه المسؤوليات على الوجه الأنسب والأصوب، يتطلب إيجاد القدرات التي تكفل ذلك".
وقال "إننا نرى أن العلم والمعرفة وحسن التكوين " التدريب" هي الوسائل المثلى لبلوغ أهدافنا، فالالتحاق بالركب المتطور الذي أصبحت عليه الجيوش المتقدمة في عالم اليوم، ومواكبة وتيرة هذا الركب عن دراية ومعرفة وعلم، هو الغاية المشروعة والطموحة التي سنبلغها، إن شاء الله تعالى ".
وأضاف "تلك هي الضوابط التي حرصت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، على أن تجعل منها مرتكزا قويا من مرتكزات بناء جيش محترف بكل ما تعنيه عبارة الاحتراف من معاني ودلالات، جيش محترف في أدائه ومحترف في تفكيره يسير دوما وفقا لضوابط قوانين الجمهورية، ووفقا لنطاق وطبيعة المهام المخولة له، ومحترف أيضا في استيعاب مقاييس المحافظة الدائمة على رصيد ثقة شعبه".
أمن البلاد وسيادتها أمانة غالية
وقال رئيس أركان الجيش: "أمن الجزائر واستقرارها وسيادتها الوطنية ووحدتها الشعبية، هي أمانة غالية في أعناق أفراد الجيش الوطني الشعبي"، مضيفًا: "لا أملّ إطلاقا من الافتخار بعظمة العلاقة والثقة التي تربط الشعب بجيشه، وانطلاقا من هذه العلاقة الطيبة، فالشعب صادق ومخلص ومدرك لدلالات ما أقوله".
وأكد صالح، أن الشعب الجزائري واع وأصيل، بالرغم ممن "يصطاد في المياه العكرة"، لافتًا إلى أن الشعب يعرف كيف يسهم بوطنية عالية ووعي شديد، فهو شعب عظيم لا يخشى الأزمات، مشددًا على "الأمانة الغالية" المتمثلة في الإبقاء على أمن الجزائر، والتي تعهد الجيش "بالقيام بها على النحو الأصوب والأسلم في كل الظروف والأحوال".