ننشر التفاصيل الكاملة لقضية "تنظيم الأرانب" بالأقصر (فيديو وصور)
"المستريح"، ظاهرة جديدة تشهدها مصر منذ سنوات قليلة ظهرت في العديد من محافظات مصر، وما زالت منتشرة حتى الآن، لتكشف لنا الأيام تنظيمات جديدة تعمل على إيهام المواطنين باستثمار أموالهم في مشروعات وهمية، ليقعوا ضحية هذا الاحتيال، كان آخرها "تنظيم الأرانب"، بمركز اسنا جنوب الأقصر.
وألقت مباحث مركز شرطة اسنا، بجنوب الأقصر، الأيام الماضية، القبض على تشكيل عصابي مكون من 5 أشخاص، عرف إعلاميًا "بتنظيم الأرانب"، بينهم 3 سيدات ورجلين، واتهامهم بالاستيلاء على أموال مواطنين، عن طريق الاحتيال لإيهامهم باستثمار أموالهم في مشروع تربية أرانب، مقابل أرباح من المبلغ المدفوع شهرية تصل إلى 14 % من المبلغ المدفوع، مع الابقاء على المبلغ الأصلي واسترداده حين طلبه.
الطمع والفقر سلاح النصاب اصطياد الضحايا
بداية الواقعة كما يرويها بعض الضحايا من مدينة اسنا جنوب الأقصر لـ"الفجر"، أنها تعود إلى نحو ما يزيد عن عامين، بإعلان " فاطمة. ع. ح"، 41 عامًا، صاحبة جمعية خيرية وشقيقتها " نصرة " 35 عامًا، إدارة مشروع لتربية الأرانب لصالح رجل أعمال بالقاهرة، حيث أن هذا المشروع يَدر دخلًا ماليًا كبيرًا، لتميز الأرانب بسرعة تكاثرها الشديدة لتمكن زوج واحد منها وضع أكثر من 50 مولودًا خلال عام، ونضج الصغار خلال شهور.
وأوضح أحد الضحايا، أن الأهالي تشككوا من هذا الأمر في البداية، وخسارة أموالهم سواءً بفشل المشروع أو أن يكون احتيالًا عليهم، خاصة أن الأرباح التي يجنيها كثيرة جدًا، ولكن مع اشتراك شخص واثنين وأكثر، وحصولهم على أرباح شهرية تقدر بنسبة 14 % من المبلغ الأصلي، اقتنع العديد من الناس بذلك، ليزيد عدد المشاركين ويصبح بالعشرات، وتتفرغ السيدتان للعمل، مع انضمام مجموعة لهم في العمل على استقطاب ضحايا جدد.
ويتم تسليم الضحايا "نوتة" مسجل بها اسم المشترك ورقم هاتفه ورقم بطاقته والمبلغ المدفوع، والفائدة الشهرية، وايهامهم بتسليم الفائدة بعد شراء الأعلاف وبطاريات الأرانب والمستلزمات الطبية البيطرية، كما يمكنهم استرداد المبلغ الأصلي متى يشاءون ولكن شرط قبل ذلك بشهرين.
وبمرور الأيام، أصبح أعضاء "تنظيم الأرانب"، ذات صيت عالي، يتقرب منهم الجميع ويتوددون بهم، ووكرهم بمثابة "جنة" للطامعين من الفقراء والأثرياء في البحث عن جني الأموال الكثيرة بسهولة ويسر، ليبيع الفقير ممتلكاته من رؤوس الماشية، أو ذهب الزوجة، أو اقتراض آلاف الجنيهات من البنوك للدخول في هذا المشروع المربح، ويدخر الغني أمواله مع هذا التنظيم بدلًا من وضعها في البنوك بفوائد أقل.
ومنذ حوالي عدة شهور، توقف دفع الأموال للعملاء للضحايا بعد جذب شريحة كبيرة من المواطنين الذين لم يفصح حتى الآن عن عددهم الحقيقي، لعدم قيام بعضهم بتحرير محاضر، حيث يشاع أنهم بالمئات، من بينهم سيدات قمن ببيع مصوغاتهن دون علم أزواجهم، واقترضن أموالًا من بنوك، للاشتراك في مشروع الأرانب، بالإضافة إلى مزارعين قاموا ببيع ماشيتهم من أبقار وأغنام، ورجال أعمال وضعوا أموالًا بالملايين بين يدي تنظيم الأرانب، دون أخذ ضمانات حقيقية.
ومع نفاذ صبر بعض الضحايا على عدم وصول الفوائد الشهرية المفترض وصولها لهم، والمماطلة من أعضاء التنظيم، قاموا بعمل بلاغات في مركز شرطة اسنا، ونجحت مباحث المركز في القبض على “فاطمة.ع.ح”، رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات بإسنا وشقيقتها “نصرة.ع.ح” مقيمة بذات الناحية، و“ياسر.ع.ا”، و“ناصر.ع. ع”، و“حنان.ع.ع” طبيبة بيطرية، إحدى شركاء المتهمين، جميعهم مقيمين بندر إسنا.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، أن المتهمين قاموا بتحصيل مبالغ مالية من العديد من المواطنين نظير استثمارهما في مجال تربية “الأرانب”، والإتجار في الأدوية البيطرية، حيث قاموا بالاستيلاء على مبالغ مالية قدرها "مليون و800 ألف جنيه"، حيث تم تحويلهم للنيابة العامة التي أمرت باستمرارهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات الخميس الماضي.
وأشار أحد أهالي إسنا، أن هناك العديد من الأشخاص الذين لم يقوموا بتحرير محاضر ضد المتهمين خوفًا من الفضيحة التي قد تلحق بهم لما قام به التنظيم من النصب عليه ومعايرتهم، لافتًا إلى أن بعض الشخصيات ترفض ظهورها في موقف يجعلهم أضحوكة أمام الناس لما حدث لهم من واقعة نصب.
ومن بين المواقف التي حدثت للضحايا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيديو لمسن أصيب بحالة هستيرية بعد إعلان القبض على تنظيم الأرانب، لبيعه كل ما يملك والاشتراك مع التنظيم، قائلًا: "بعت جاموستى وبقرتى والعربية الكارو وحطيتها عنديهم وراحت يابوووي راحت في الأرانب، حصرف على العيال من فين".
كما قام عدد من الضحايا، الأسبوع الماضي، بالتجمهر أمام مركز شرطة اسنا للمطالبة باسترداد أموالهم من التنظيم، معلنين غضبهم من ذلك الأمر، وسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية حيالهم، والتحفظ على أموالهم، لما قاموا به من احتيال على المواطنين.
كما تداول الأهالي الحديث عن طلاق عدد من السيدات اللاتي وقعن ضحايا "تنظيم الأرانب"، ببيع مصوغاتهن واقتراض أموالًا للاشتراك في المشروع، وتدخل عدد من كبار لجان المصالحات بالأقصر في الوقت الراهن، من أجل التفاوض مع أعضاء التنظيم المحبوسين احتياطًا لرد أموال المواطنين والتنازل على البلاغات المقدمة ضدهم، ووأد الفتنة التي أصابت أهالي اسنا، ودخول الخراب منازلهم.