جورج رفلة يكتب: مصدر المعلومة وصحتها

ركن القراء

جورج رفلة
جورج رفلة


في الماضي القريب منذ حوالي عشرة أو خمسة عشر سنة كان التحدي الأكبر فيما يخص الأخبار هو الحصول عليها ولكن بعد ثورة الإتصالات وتكنولجيا المعلومات وخاصة بعد إجتياح مواقع التواصل الإجتماعي لعالمنا لم يصبح التحدي هو الحصول على الخبر أو المعلومة ولكن أصبح التحدي الحقيقي هو التدقيق في صحة أي خبر أو معلومة تنشر.

لقد أصبحت الأخبار متاحة ومتوفرة وأصبح الجميع خبراء في كل مجالات ونواحي الحياة ولكن هذا لايعني أن كل ما ينشر صحيح .. إن المشكلة ليس في من ينشر الخبر فقط ولكن تقع المسؤلية الأكبر على من يتلقاه .. الجدير بالذكر اني لا اتحدث عن الأخبار السياسية فحسب ولكن عن كل معلومة تتلقاها فعلى سبيل المثال إذا تصفحت صفحتك على موقع (Facebook) ستجد الكثير من الأخبار والمعلوات السياسية، الفنية وحتى الطبية وبالتأكيد التحليلات الإستراتيجية العميقة ودرة التاج الأخبار والمعلومات مجهولة المصدر.

على كل حال مايكتب سيظل يكتب ولكن أنت كمتلقي هل تبذل اي مجهود للتأكد من صحة المعلومات أو الأخبار التي بين يديك؟

بالطبع ان التأكد من صحة المعلومات والأخبار ليس بلأمر الهين أو السهل فهو يتطلب وقت ومجهود وبحث وتقصي ..

من وجهة نظري ان التأكد من صحة المعلومات والأخبار ليس إختيارياً الآن فأنت مسؤل عن ما تتلقاه وتقرأه وتصدقه بل وتشاركه مع الآخرين.

في احدى المرات قال لي احد مدربين الموارد البشرية المميزين أن عقل المتلقي كالكوب الفارغ يمكن ملأه بما تريد لذلك يقع علينا مسؤلية كبيرة في التدقيق في صحة المعلومات التي نقدمها للمتلقي.

عزيزي / عزيزتي لا تسمح ان يمتلأ كوبك (عقلك) بأي معلومة أوخبر غير صحيح فأن عقلك ومنطقك أفضل بكثير من أن يُملأ بالتراهات والمعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة.

لا يسعني أن اتكلم عن التدقيق في صحة الأخبار والمعلومات التي نتلقاها دون التطرق إلى فكرة إعمال العقل ولكن يبقى للحديث بقية.