بمناسبة يوم الشهيد.. انطلاق مؤتمر 'معا يد واحدة ضد الإرهاب'
انطلقت فعاليات مؤتمر "معا يد واحدة ضد الإرهاب"، للاحتفال بيوم الشهيد، برئاسة اللواء سلامة الجوهري بفندق هيلتون رمسيس بالقاهرة، لتكريم عدد من أسر الشهداء.
وفى بداية كلمته طالب اللواء سلامة الجوهري الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء.
وبدأ الجوهري كلمته بالآية الكريمة "ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"، مضيفا إن هذا اليوم يواكب ذكرى يوم الشهيد فهو يوم العزة والشرف يوم الشهيد الذي يعكس اعتزاز الوطن بأبنائه ويجسد أسمى معاني العطاء والروح الوطنية المخلصة، فنيل الشهادة شرف يتمناه الجميع قادة وضباطا وصفا وجنودا.
وأكد الجوهري أن يوم الشهيد مناسبة خالدة وتؤكد أن مصر لم ولن تنسى أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية وتضحياتهم الطاهرة لتظل راية الوطن خفاقة، لافتا إلى أن مصر تحتفل بهذا اليوم لتذكر أبنائها أن هذا الوطن به شهداء أبرار قدموا أرواحهم الذكية فداءا للوطن وآخرون ما زالوا على قيد الحياة ينتظرون دورهم لنيل هذا الشرف الغالي، مضيفا أن شهداء مصر عبر التاريخ لا يعدوا ولا يحصوا فمنذ فجر التاريخ قدم أبناؤها أرواحهم فداء لها ودفاعا عنها ضد الهكسوس والتتار والمغول، فمصر هي دائما وأبدا مقبرة الغزاة ودرع الحماية للمنطقة كلها وقدمت خيرة شبابها ورجالها إبان الحملة الفرنسية وطيلة فترة الاحتلال الانجليزي من أجل جلاء المستعمر وكنا في مقدمة المدافعين عن فلسطين في حرب 1948 وتجلت بطولة أبناءها أثناء العدوان الثلاثي الغادر على بورسعيد وخلال حرب الاستنزاف التي أعقبت النكسة وفي حرب أكتوبر المجيدة التي ثأرت فيها مصر كرامتها محطمة أسطورة الجيش الذي لا يهزم.
وتابع الجوهري "أن مصر تحيي يوم الشهد في وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب الأسود الغاشم وضحاياه من العسكريين والمدنيين الذي بلغ عددهم قرابة الألف منذ ثورة يناير 2011 لذا فإن القوات المسلحة حريصة على إحياء هذه الذكرى عرفانا لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الذكية فداء للوطن وصونا لقدسية ترابة تارجين ورائهم الزوة المترملة والأم الثكلى والأب الحزين والأبناء والأخوة والأخوات".
وأكد أن تزايد أعداد الشهداء لا يزيد المصريين ورجال الجيش والشرطة إلا عزما وإصرارا على استكمال المسيرة حتى ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم، مضيفا" إن قواتنا المسلحة وشرطتنا المصرية تبذل جهدا خارقا لملاحقة الإرهابيين والقضاء على عناصرهم وبؤرهم الإرهابية في سيناء ومناطق الظهير الصحراوي وتأمين الحدود في كافة الاتجاهات الاستراتيجية عازمة على اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف حماية للوطن والمواطنين ودعما للاستقرار والتنمية المستدامة"، وطالب الجوهري الجميع بالتكاتف من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه لتسير قافلة التنمية والنمو الاقتصادي ودعم ركائز البناء والاستقرار والتنمية بكافة ربوع مصر الغالية، مشيرا إلى أن الإرهاب أصبح أحد أهم الظواهر الخطيرة في عالمنا المعاصر وأصبح التصدي له من أهم المشاكل التي تواجه الدول حاليا.
وأضاف الجوهري أن الإرهاب أظهر عجز المجتمع الدولي عن حماية نفسه نظرا لأن الإرهاب هو الذي يدمر الدولة ويعطل التنمية ويدمر التراث وينشر الفكر الظلامي ويبث الرعب والفزع ويشرد الأسر وينشر التعصب والكراهية والعنف والقتل وسفك الدماء بديلا عن التسامح وقبول الآخر إن من أهم أسباب فشل المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب هو رفض بعض الدول المساهمة في جهود المكافحة.
وأشار الجرهري إلى أن إيواء بعض الدول للعناصر الإرهابية بالإضافة إلى وجود مشاكل إجرائية من حيث تحديد وتصنيف الجماعات الإرهابية، موضحا أن هذه الأسباب تبين لنا فشل الجهود الدولية في إصدار معاهدة دولية لمقاومة الإرهاب بسبب تباين مواقف بعض الدول في تناول أسباب الظاهرة وسبل القضاء عليها وتقسيم ما هي الجرائم التي تدخل في نطاق الإرهاب.
وتابع الجوهري "من هنا نرى حجم التحديات التي تواجهنا مما يستلزم علينا جميعا أن نذكر أجيالنا الناشئة كيف وقف جيشنا وشرطتنا في وجه الإرهاب محبطين مخططاهم الإجرامية الخارجية حامين الدولة المصرية وحاملين على عاتقهم عبئ ومسئولية فداء هذا لاوطن وصيانة الأرض والعرض دون أن يفكر لحظة في أن شمس اليوم التالي ربما لا تدرجه وهو على قيد الحياة فالشهادة لديهم هدف وغاية تعادل النصر"
وأرسل الجوهري التحية لشهداء مصر الخالدين في القلب والوجدان فلولاهم لما كنا نعيش اليوم على أرض ذات سيادة كاملة على كل شبر من أرضها الظاهرة وتحية إعزاز وتقدير إلى كل أفراد القوات المسلحة التي تشارك الآن برا وبحرا وجوا في تطهير أرض الفيروز من دنس الإرهاب الأسود التعيد ملحمة أكتوبر الخالدة مرة أخرى بأيدري رجال أبطال يضحوا بأرواحهم في سبيل بقاء الوطن.
واختتم الجوهري كلمته "رحم الله شهداء الوطن ورزقهم جنة الخلد التي وعدهم إياها حفظ الله جيش مصر العظيم".
وشارك في المؤتمر عدد من الفنانين والشخصيات العامة سيشاركون في المؤتمر، منهم الفنان طارق الدسوقي سفير النوايا الحسنة، وعضو اتحاد السلام الفدرالي التابع للأمم المتحدة، واللواء محمود منصور الخبير الاستراتيجي ومؤسس المخابرات القطرية، وأ. د أحمد دويدار أستاذ مقارنة الأديان بجامعة مانهاتن بأمريكا، ورئيس المركز الإسلامي بنيويورك، والشيخ إسلام النواوي عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، والقس بولس عدلي كاهن كنيسة القديس بولس الرسول بالعبور، والدكتورة عايزة نصيف أستاذ الفلسفة السياسية وعضو مجلس كنائس مصر، والفنان عبد العزيز جويدة.