بيت الأمة يحوي ذكريات 100 عام مرت على انتفاضة المصريين ضد الاحتلال (صور)
يعتبر بيت الأمة أحد أبرز معالم العصر الحديث في مصر، حيث مثل انطلاقة إحدى أهم الشرارات المؤذنة بزوال عصا الاحتلال الأجنبي عن مصر، وخطوة أولى في سبيل الحرية التي اكتملت لوحتها بثورة 23 يوليو المجيدة.
وعن بيت الأمة قال تامر المنشاوي الباحث في الآثار والتاريخ، إنه يعتبر أحد المعالم التي شهدت تاريخًا عريقًا، وهو خير شاهد على حياة الزعيم الوطني الكبير سعد باشا زغلول وحرمة السيدة صفية هانم فهمي.
وأضاف المنشاوي، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أن بيت الأمة الواقع في شارع سعد زغلول شهد تظاهرات ثورة 1919، وبدأ سعد في إنشاء البيت عام 1901 وعاش فيه منذ 1902 وحمل البيت شعار االستقلال ورفع عليه علم الهلال مع الصليب في مشهد تاريخي يدل علي عظمة وتاريخ مصر الملئ بمواقف الحرية الكرامة.
وعن تخطيط المنزل وقال المنشاوي إنه المنزل مكون من دورين وبه عدد من الغرف منها غرفة الطعام، وغرفة استقبال على الطراز الفرنسي، وغرفة جلوس عربية، وغرفة النوم بها سريرين لهما، وكذلك أسانسير تم إنشاؤه في أخر حياة سعد زغلول
وأكمل المنشاوي أن المنزل يحوي مجموعة من الوثاثق والصور الهامة التي تعبر عن أهمية هذه الفترة التاريخية والتي شهدت انطلاق ثورة 1919، فهو يحوي مجموعة من الصور التذكارية لثورة 19 وصور لسعد وزوجته صفية، وصور لمصطفي باشا فهمي وهو رئيس وزراء مصر الأسبق ووالد السيدة صفية زغلول.
كما يعرض المنزل لبعض الصور المرسومة لسعد زغلول والسيدة صفية زغلول وصور تمثل أحداث ثورة 1919، وتمثالين لسعد زغلول يعتبرا مستنسخين عن تمثاليه الكبيرين في ميدان الأوبرا الجديدة أمام كوبري قصر النيل، والثاني الموجود في محطة الرمل بالإسكندرية، وصورة لتمثال نهضة مصر يقف أمامه سعد زغلول.
وختم المنشاوي كلماته قائلًا إن هذا البيت تربي وعاش فيه عدد من الشخصيات التي أثرت الحضارة المصرية الحديثة، منهم علي أمين ومصطفى أمين والذين تربوا تحت رعاية سعد زغلول وزوجته، لذا فهو بحق بيت الأمة.
وثورة 1919 تعتبر أحد أهم ثورات العصر الحديث في مصر، والتي انطلقت في 9 مارس عام 1919م، وهي أحد الركائز والعوامل العامة الشاهدة على نضال وبطولات الشعب المصري من أجل الاستقلال ةهذا بقيادة الزعيم الوطني سعد زغلول والوفد المصري لحمل مطالب الشعب في هذه الحقبة التاريخية الهامة، وهي المطالب التي أعلنها الشعب واضحة رافضًا سياسات المستعمر البريطاني، وتدخله في شئون الدولة المصرية، وفي 9 مارس 1919، حيث انطلقت تظاهرات الطلبة، والتي أجابها المستعمر بطلقات الرصاص واستشهد عدد من المصريين وأصيب عدد آخر.
وبعد أحداث تظاهرات الطلبة تم دعوة زغلول ورفاقه الدعوة لمؤتمر السلام في باريس، والذي تم انعقاده لمناقشة القضية المصرية الوطنية، وأجابت دولة الملك على دعوة الوفد المصري باعتقال أفراده، وتم اعتقال سعد باشا زغلول وأصدقائه الثلاثة لتشكيلهم حزبًا، ثم تم نفيهم إلى جزيرة مالطا وهو ما أدي إلى انطلاق الثورة المصرية.
وكانت هذه هي الشرارة، التي تفجرت معها الشرارة الثانية في عدد من من المدن المصرية الكبرى، منها القاهرة وطنطا والإسكندرية، وبعد هذه الاحتجاجات الشاملة، أمرت السلطات المصرية بالإفراج عن سعد باشا زغلول وعن الوفد المصري، والسماح لهم بالسفر إلى باريس، وجاءت نتائج سفر الوفد محققة لآمال المصريين حيث ألغت بريطانيا الحماية التي كانت مفروضة منها على مصر، وتم كتابة دستور 1923 وإلغاء الأحكام العرفية، وأحداث عام 19 دلت أيما دلال على الوحدة بين المصريين، فهي الثورة التي تم رفع الهلال فيها بجانب الصليب، وتكونت فيها شعارات وطبية شكلت دستورًا غير مكتوبًا للمصريين استمر معهم إلى اآن، فهم شركاء في الوطن، إخوة في الدين.