"البنتاجون" يزود الدبابات بـ"الذكاء الصناعي" لتقتل دون أوامر بشرية
قائمة الأسلحة السرية "غير التقليدية" بالجيش الأمريكى
محاولة أمريكية لإنشاء حاملة طائرات فى الجو واستغلال الحمام فى القتل
التجارب بدأت عام 1958 بمشروع Iceworm أثناء الحرب الباردة وتم إخضاع 5000 جندى أمريكى لها
لا يتوقف الجيش الأمريكى، عن محاولة تنفيذ برامج وأنظمة عادة ما توصف بأنها مثيرة للجدل، آخرها حسب موقع ديفنس وان، برنامج يحمل اسم "أطلس" يعمل على الاستعانة بالذكاء الاصطناعى من أجل القتل والتدمير.
يقول الموقع إن البنتاجون يعيد النظر فى برنامج يحمل اسم "النظام المتقدم للاستهداف التلقائى والقاتل" أو "أطلس"، والمصمم لتحسين التكنولوجيا العسكرية من خلال رؤية الكمبيوتر، الذكاء الاصطناعى، والتعلم الآلى، حيث يسعى البرنامج لإعطاء المركبات القتالية البرية القدرة على استهداف أشخاص وأماكن واستخدام المدفعية القاتلة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعى ودون تدخل بشرى.
الشكل الأول للبرنامج والذى يحول المدرعات والمركبات العسكرية لروبوتات قاتلة أثار حالة من الجدل، ما دفع البنتاجون للمطالبة بالتأكيد على أن البرنامج سيتبع سياسة وزارة الدفاع، بشأن السيطرة البشرية على الروبوتات القاتلة، وقال مسئول بالبنتاجون موقع ديفينس وان، إن قدرة الروبوت على التحديد والاستهداف والتفاعل لا تعنى أننا نضع الماكينة فى موضع يسمح لها بقتل أى شخص.
فى هذا الإطار أرسلت قيادة الجيش الأمريكى شروطاً جديدة للمقاولين والباعة والأكاديميين لتقديم مقترحات بشأن برنامج أطلس، منها أن أى مقترحات يجب أن تكون خاضعة لتوجيه وزارة الدفاع الذى يحمل رقم 3000.9، والذى ينص على أنه يجب تصميم أنظمة الأسلحة ذاتية التحكم وشبه المستقلة بحيث تسمح للقادة والمشغلين بممارسة مستويات مناسبة من التحكم البشرى.
وكانت أغلب الانتقادات للبرنامج ترتكز على أن تصميم روبوتات قاتلة بدون أى تحكم بشرى عليها، وترك اتخاذ القرارات للذكاء الاصطناعى قد يترتب عليه كثير من العواقب الجسيمة والخسائر البشرية.
وهذه التعديلات الجديدة تعنى أن الجيش الأمريكى سيستمر فى مشروع الروبوتات القاتلة بالفعل ولكن مع ضمان قدر مناسب من التحكم البشرى.
"أطلس" ليس أول برنامج للجيش الأمريكى يثير هذه الحالة من الجدل، فحسب موقع "هيستورى"، نفذ البنتاجون بالفعل مجموعة من البرامج المثيرة للجدل، إذ أطلق فى عام 1958، واحدة من أكثر التجارب جرأة فى الحرب الباردة، كجزء من مشروع شديد السرية يطلق عليه "Iceworm"، حيث وضع البنتاجون خططاً لإخفاء مئات الصواريخ الباليستية تحت قبعات جليد جرينلاند، وبمجرد تشغيلها وإخفائها تحت ثلوج القطب الشمالى، تكون المواقع جاهزة لتوجيه ضربات نووية محتملة ضد الاتحاد السوفيتى.
ومن أجل اختبار تصاميمه، بنى الجيش أولاً قاعدة جليدية نموذجية تحت ستار أنها منشأة بحث علمى، وتألفت هذه البؤرة الاستيطانية المترامية الأطراف من نحو 12 نفقاً تحت الأرض منحوتة من الغطاء الجليدى، معززة بالصلب، وضمت هذه القاعدة أماكن تستوعب أكثر من 200 شخص، وكانت تضم مختبرات، ومستشفى، ومسرحاً ترفيهياً وكلها مدعومة بمفاعل نووى محمول حديث.
وفى البداية كانت هذه القاعدة بمثابة معجزة تكنولوجية ولكنها لم تكن مطابقة للظروف الطبيعة، فبعد سنوات قليلة فقط، تسببت التغيرات فى القبعات الجليدية فى أن تصبح العديد من أنفاقها مشوهة وغير سليمة فألغى الجيش المشروع على مضض عام 1966.
وخلال الحرب العالمية الثانية، تلقى عالم النفس ب.ف. سكينر، تمويلاً عسكرياً لسلاح يبدو غريباً وغير أخلاقى وهو صاروخ موجه باستخدام طيور الحمام، حيث حصل سكينر على فكرة "قنبلة عين الطائر" أثناء مشاهدة قطيع من الحمام أثناء الطيران، وكتب "فجأة رأيتهم كأجهزة ذات رؤية ممتازة وقدرة غير عادية على المناورة"، ولكن الجيش الأمريكى تراجع أيضاً فى النهاية عن هذا المشروع.
وقد تبدو ناقلات الطائرات المحمولة جواً كأنها مادة للخيال العلمى، لكن البحرية الأمريكية، أجرت مجموعة من التجارب لتحويل الخيال لواقع، ولكن بعد مقتل حوالى 75 فرداً فى إحدى التجارب، تخلت البحرية عن الفكرة.
وألهم جنون الحرب الباردة الجيش الأمريكى فى محاولة إجراء بعض التجارب المشكوك فيها إلى حد كبير، إذ فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى، كان متحف "Edgewood Arsenal" فى ولاية ماريلاند موطناً لبرنامج بحثى سرى يجريه الجيش الأمريكى حول العقاقير ذات التأثير النفسى والعوامل الكيميائية الأخرى.
وتم إخطاع أكثر من 5 آلاف جندى لهذه التجارب التى كانت تهدف لتحديد عناصر غير مميتة لاستخدامها فى القتال والاستجواب، وتضمن المشروع استخدام المواد المخدرة مثل الماريجوانا وكذلك أدوية الهلوسة، وتسببت هذه التجارب فى معاناة الجنود الأمريكان من صدمات نفسية ومشكلات صحية مستمرة.
وتم الكشف عن تفاصيل البرنامج فى الصحافة مما أثار موجات من الغضب الشعبى وعقد الكونجرس جلسة استماع حوله، فتم إنهاء البرنامج فى عام 1975.