رئيس "الترميم" بـ"الأثار" يكشف سر استخدام الصاروخ لمعالجة تمثالي سوهاج
قال الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم في وزارة الآثار، معلقًا على صور واقعة ترميم تمثالي متحف سوهاج واللذين ثارت مشكلة بسببهما على السوشيال ميديا، حيث تم تثبيت التمثالين بواسطة مسامير في الرأس.
وأوضح "سنبل" في تصريحات إلى بوابة "الفجر"، أن أساليب العرض لا تسمح بهذه الطرق، وقد تحرك قسم الصيانة والترميم في الآثار لإصلاح المشكلة، وقد تبين الآتي، أن هذه الرؤوس كانت موجودة في ساحة معبد أبيدوس، وقد قام الدكتور يحي المصري بفك هذه الرؤوس وأدخلها للمعبد وكان ذلك في عام 1982، وكانت الرؤوس في أعلاها منذ هذا التاريخ خوابير من الحديد.
وفي عام 1995 قام الزملاء في الترميم بإعادة ترميم هذه الرؤوس حيث نزعوا بارات الحديد، وقاموا بتكريب بارات استانلس غير قابل للصدأ حيث كان قبل التسعينيات، الترميم ببارات الحديد مسموح به وكذلك كان مسموح الترميم بالأسمن الأسود، فتم نزع بارات الحديد، وإزالة الأسمنت الأسود، ووضعنا مادة الإيبوكسي المتفق عليها عالميًا.
وأضاف سنبل أنه لما انتشرت صور التمثالين أثناء العرض وفر رأسيهما المسامير والكانات الحديدية، تحرك قسم الترميم لإصلاح هذا الوضع الخاطئ، وكانت أولى الخطوات هنا هو نزع البارات الاستانلس من رؤوس التماثيل، وترميمهما بطريقة صحيحة المتبعة حاليًا، فاستخدم الزميل الصاروخ، وهو الوسيلة الوحيدة الممكنة لنزع البار المعدني.
وبعد ذلك قمنا بصناعة قاعدة لكل لتمثال وتثبيته بشكل صحيح دون الحاجة للبارات المعدنية الموجودة في رأس التمثال من أعلى.
وختم الدكتور غريب تصريحاته للفجر قائلًا إن عمليات الترميم صعبة ودقيقة للغاية، والأدوات المستخدمة في التمرميمات الدقيقة للأحجار الثقيلة هي معدات ضخمة، وتتناسب مع حجم وثقل الحجر، وخصوصًا الأحجار النارية مثل الجرانيت والبازلت التي هي أحجار قاسيىة للغاية.
يذكر أن عبد القادر صالح، منفذ نماذج أثرية، والمسؤول الفني لإدارة ترميم الجيزة، كان قد نشر في وقت سابق عبر تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن المرمم المصري هو أنهم يسعون لتقديم التماثيل للعرض دون مسامير.
وأضاف "صالح" أن التكليف صدر من رئيس الإداره المركزيه للترميم الدكتور غريب سنبل بتغير الخطأ في تثبيت التمثال بالمسامير، والذي قالت عنه رئيسة قطاع المتاحف بأن هذه هي الطريقة المتبعة عالميًا.
وأشار إلى الظروف التي عمل فيها فريق الترميم، حيث لم يتم توفير مكان خاص للإقامة في المنيا، أو وسيلة انتقال كمكا أوضح بتدوينه.
وجاءت الصور تعرض لمراحل ترميم التمثال، حيث قام فريق الترميم بإزالة المسامير، وصنعوا قاعدة جديدة للتمثال، وحسب الصور التي نشرها المرمم على حسابه الخاص، فقد تم استخدام "الصاروخ" لمعالجة الخطأ السابق، وهو الأمر الذي أثار السوشيال ميديا، ولكن تم إيضاحه الآن وغيضاح ملابسات الأمر من رئيس الصيانة المركزية والترميم فقي الوزارة.
يذكر أن ضجة ثارت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار صور لرأس تمثال مصري قديم، وذلك لتثبيت الرأس على قاعدته في متحف سوهاج بواسطة كانات حديدية ومسامير.
ومتحف سوهاج القومي استغرق تأسيسه وافتتاحه 25 عامًا، وكان الافتتاح أحد أهم العلامات البارزة في انجازات وزارة الآثار العام الماضي 2018م، حظي المتحف باهتمام القيادة السياسة إلى الدرجة التي دفعت السيد رئيس الجمهورية بنفسه لافتتاح المتحف، ليسجل بذلك صفحة من الصفحات المضيئة في تاريخ المحافظة.
ويقع المتحف على ضفة نهر النيل في المدينة العريقة، على بعد أمتار قليلة من كوبرى إخميم، وهو يتكون من بدروم يضم قطع أثرية تستعرض الفكر الديني عند قدماء المصريين من البعث والخلود، وكذلك الحج في العصور المصرية القديمة والقبطية والإسلامية.