معراج الندوي يكتب: اليوم العالمي للمرأة معلم جديد للمساواة

ركن القراء

اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة


اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحتفل المجتمع المتحضر الثامن من شهر مارس من كل عام اعترافا الاحترام والتقدير لكل مرأة على وجه الأرض. يعترف العالم هذا اليوم دور المرأة في المجتمع وفي بناء الوطن لأن المرأة هي صانعة الأجيال. فالمرأة هي المربية، المرأة هي الأم هي القائدة، هي صاحبة رسالة توارثتها جيلا بعد جيل. وبعد أن قطعت المرأة شوطا كبيرا إلى الأمام متخطية العديد من العقبات والحواجز التي كانت تواجهها وبعدما أصبحت مشاركتها الفاعلة على مختلف المستويات والأشكال ومساهمتها الكبيرة في عملية النهضة الانسانية والثقافية والاقتصادية والعلمية والابداعية.
يحتفل العالم اليوم العالمي للمرأة اعترافا بحقوقها والتأكيد على أهميّة تعزيز قِيَم المساواة بين الجنسين وإسهاماتها العظيمة في كافّة مناحي الحياة وتقديرا بإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية، وتقديرًا ودعمًا لحقوقها، والتوعية بنضالها عالميًا. تقام العديد من فعاليات في هذا اليوم، بل على مدار شهر مارس بأكمله، وتسلط الأضواء على انجازات المرأة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتاعية والسياسية. تختار العديد من المجموعات في مختلف بلدان العالم موضوعات تختلف من عام لآخر لتحتل عناوينها صدراة الاحتفالية. وهذه الموضوعات تتصل بقضايا المرأة على المستوى العالمي. ولقد اختارت منظمة الأمم المتحدة العنوان لتناقش قضايا المرأة لعام 2019م "نطمح للمساواة ونبني بذكاء ونبدع من أجل التغيير"

ظهرت فكرة يوم المرأة الدولي لأول مرة في بداية القرن التي شهد خلالها العالم الصناعي توسعا واضطرابات ونموا في السكان وظهرت فيها الأيدلوجيات الراديكالية. وكانت الشرارة الأولى لبدابة الاحتفال الفعلي بالمرأة عاليما في عام 1857م حيث خرجت العديد من نساء في مدينة نيو يورك في أمريكة الشمالية إلى الشوارع للاحتجاج على الظروف القاسية لعملهن. وفي الواقع أن يوم المرأة العالمي هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ، هذه القصة التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل. وفي البداية، كان الاسم الأصلي لهذا اليوم هو “اليوم العالمي للمرأة العاملة” قبل أن تعتمده الأمم المتحدة رسميا في 8 مارس 1975، وتدعو الدول الأعضاء إلى الاحتفال بيوم خاص بالمرأة. يركز هذا اليوم على المساواة بين الجنسين ورفع الوعي السياسي والاجتماعي في قضايا المرأة وتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي تواجهها نساء كثيرات حول العالم. وهذا اليوم هو رمز التاريخ الطويل من النضال من أجل نيل المساواة على امتداد عقود من الزمن.
المساواة: تعني المساواة معاملة مساوية لكل بني البشر بدون التمييز بينهم. يرتكز حق المساواة على حقيقة أن البشر متساوين فيما بينهم، أي: لا يوجد أناس فوق أناس، أو أناس تحت أناس. حق المساواة هو حق أساسي في المجتمع المتحضر.إن ميثاق الامم المتحدة والمساواة بين الجنسين يؤكد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة من ناحيه الحقوق المهنيه وفرص التقدم بالعمل. لقد ساعدت الأمم المتحدة في تأطير إرث تاريخي للخطط العامة والمعايير والبرامج والأهداف المتفق عليها دوليا لتحسين وضع المرأة في كل أنحاء العالم.
إن الهدف الأساسي الذي يقف وراء اليوم العالمي للمرأة هو تحقيق المساواة بين الجنسين. يهدف اليوم العالمي للمرأة إلى تحقيق كل المساواة بين الجنسين حتى عام 2030م ومن الأهداف الرئيسية لجدول أعمال عام 2030م هي:
• ضمان أن يتمتع جميع البنات والفتيان بتعليم ابتدائي وثانوي مجاني ومنصف وجيّد، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج تعليمية ملائمة وفعالة بحلول عام 2030م.
• ضمان أن تتاح لجميع البنات والفتيان فرص الحصول على نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم قبل الابتدائي حتى يكونوا جاهزين للتعليم الابتدائي بحلول عام 2030
• القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات في كل مكان.
• القضاء على جميع أشكال العنف ضد جميع النساء والفتيات بما في ذلك الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وغير ذلك من أنواع الاستغلال.
• القضاء على جميع الممارسات لا تصلح للمرأة مثلا والزواج المبكر والزواج الاجباري.
• تمكين المرأة اقتصاديا بحلول عام 2030م
فاليوم العالمي للمرأة ينادي إلى ضرورة معالجة هذه القضايا في سياق تمكين المرأة اقتصاديا. ولو تحسنت في العقود الماضية أوضاع المرأة تحسنا ملحوظا، فعلى الرغم من أن المرأة ما زالت بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والمساواة في مجال العمل والسياسة. ولا تزال المرأة تعاني من القيود المفروضة على ممارسة حقوقها الإنسانية كمواطنة كاملة الحقوق فيما يتعلق بترؤس الأسرة وسن الزواج وتعدد الزوجات وتمييز الجنس والكثير من القضايا التي تعاني المرأة على المستوى العالمي. فهذا اليوم يخص كل النساء في العالم ويبحث قضاياهن المختلفة بصورة عامة.
المرأة هي روح المجتمع ونصف الإنسانية، المرأة هي مربية الأجيال وصانعة التاريخ، المرأة هي أم الإنسانية جمعاء. ويمثل هذا اليوم مناسبة للاحتفال والتذكير بدور المرأة باعتبارها أداة التغيير الحقيقي والإيجابي في المجتمع الإنساني عبر العصور. فالمرأة هي عماد أساسي من أعمدة المجتمع ليس فقط ليوم واحد في السنة ولا يجب تكريمها بيوم واحد في العام. فقد حان الوقت أن تكون لها مكانة معتبرة بالنظر إلى جهودها وحضورها المتميز على جميع المستويات. أصبح اليوم العالمي للمرأة يحمل طابعًا إنسانيًا للتعبير عن مدى حب المرأة والتقدير للجهود المبذولة من قبلها في كل نواحي المجتمع.