رائدة نسائية.. نبوية موسى ومناصرة قضية تعليم الفتيات
ربتها أمها بمفردها، فأدركت كيفية شق الطريق لتحقيق استقلالها المادي، حفرت صورتها في ذاكرة المصريين، حينما خلعت حجابها في الواقعة الشهيرة بمحطة القطار، معلنةً للمجتمع المصري أن المرأة لن تظل صامتة أو مختبأة بعد ذلك اليوم، إنها نبوية موسى إحدى أهم الشخصيات النسائية المصرية في القرن العشرين.
حياتها
في الريف
في قرية كفر
الحكما بندر الزقازيق محافظة الشرقية، نشأت نبوية موسى، لأب ضابطًا بالجيش المصري برتبة
يوزباشي، وكان يمتلك في بلدته بمديرية القليوبية منزل ريفي كبير وبضعة فدادين يؤجرها
حين يعود لمقر عمله.
وسافر والد
نبوية إلى السودان قبل ميلادها بشهرين؛ فنشأت يتيمة الأب ولم تره كما تقول إلا في المنام،
وعاشت هي ووالدتها وشقيقها محمد موسى، الذي يكبرها بعشر سنوات، في القاهرة؛ لوجود أخيها
بالمدرسة، واعتمدت الأسرة على معاش الأب وما تركه من أطيان.
نباهة
الصغر
عشقت نبوية
موسى التعليم، منذ الصغر، ما أظهر نباهتها وذكائها، حينما رفضت والدتها التحاقها بالمدرسة
السنيّة معتبرة ذلك خروجا على الأدب والدين، سرقت خَتمها لتختم به استمارة الالتحاق.
وحصلت
"موسى"، على الشهادة الابتدائية عام 1903م، وكانت الدفعة وقتئذ 4 تلميذات،
ثم دبلوم المعلمات عام 1905م، وتُعيَّن بعدها معلّمة بمدرسة عبّاس الأميرية، وكانت
أول فتاة تتقدم لامتحان البكالوريا وتحصل عليها، وذلك عام 1907م، فتُرغم وزارة المعارف
على مساواتها في الراتب بزملائها الرجال خريجي المعلمين العليا، بعد أن كانت تعطيها
نصف راتبهم.
قضية
التعليم
ظلت قضية التعليم
هي شغلها الشاغل، فأدركت أن تعليم المرأة هو الطريق الوحيد الذي سيؤدى بها لتحقيق استقلالها
المادى بما من شأنه تحقيق ذاتها والحصول على حقوقها.
وكرست حياتها
بعد ذلك لتشجيع تعليم البنات وإدماج المدرسات وتقدمهن فى نظام التعليم المصري، وأصبحت
أول ناظرة مدرسة وأول كبيرة مفتشين في وزارة المعارف، وأول عضوة في نقابة الصحفيين.
حرية
المرأة
"موسى" حفرت صورتها في ذاكرة المصريين
عندما كانت أحد النساء الثلاثة اللآتي خلعن حجابهن في محطة القطار في الواقعة الشهيرة،
معلنةً بذلك للمجتمع المصري أن المرأة لن تظل صامتة أو مختبأة بعد ذلك اليوم.
أشهر
كتبها
دُعييت موسى،
هي والرائدتان ملك حفنى ناصف ولبيبة هاشم لإلقاء محاضرات في الجامعة المصرية الوليدة
حينذاك (التي أصبحت فيما بعد جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة)، ومن أهم ما نشر لها
كتاب "المرأة والعمل" و"ثمرة الحياة في تعليم الفتاة" الذي أدخلته
وزارة المعارف كجزء من المقررات الدراسية.
وأنشات نبوية
موسى مطبعة وجريدة أسمتها الفتاة وصدر عددها الأول في ديسمبر 1937 وتوفيت في 17 ديسمبر
1976م.