جولة أثرية للسفير الأسباني بالقاهرة الإسلامية
قام السفير الأسباني في مصر، والوفد المرافق له، بزيارة ميدانية لعدد من الآثار الإسلامية في القاهرة.
حيث قام السفير بزيارة السور الشرقى لمدينة القاهرة سور صلاح الدين الأيوبي.
كما زار السفير والوفد المرافق له شارع باب الوزير حيث طاف بمجموعة طرباي الشريفي، وبمجموعة خاير بك الأثرية، ومسجد آق سنقر الناصري الشهير بالجامع الأزرق وبيت الرزاز.
كما زار ميدانيًا جامع طنبغا المارداني، واستمع لشرح حول مشروع الترميم الجاري في المسجد.
وتأتي زيارة السفير في إطار خطة وزارة الآثار للنهوض بالمناطق الأثرية، حيث بدأت عدة مشاريع ترميم أثرية كبيرة لخدمة الرواج السياحي وتطوير بيئة الأثر ومحيطه الاجتماعي.
وجاءت الزيارة بتوجيه من الدكتور محمد عبد الحميد رشاد مدير عام مناطق أثار جنوب القاهرة، ورافق السفير في جولته، محمود شاهين مدير منطقة أثار باب الوزير، وعلاء ممدوح مشرف أمن مناطق أثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، وشريف عريان مدير عام مؤسسة الأغاخان، المهندس نادر علي مدير مشروع ترميم مسجد الطنبغا المارداني.
وأشادت الإدارة العامة لمناطق أثار جنوب القاهرة بمجهودات رجال الأمن بقيادة اللواء مدير أمن القاهرة، والعقيد مأمور قسم شرطة الدرب الأحمر، والعقيد رئيس قسم شرطة السياحة والآثار بالقلعة على مجهوداتهم في تأمين وتيسير الزيارة.
واختلفت الأقاويل حول سبب تسمية القاهرة بهذا الاسم، فقيل أن جوهر الصقلي سمى المدينة في أول الأمر المنصورية تيمنًا باسم مدينة المنصورية التي أنشأها خارج القيروان المنصور بالله والد المعز لدين الله، أو تيمناً باسم والد المعز نفسه إحياءً لذكراه، واستمر هذا الاسم حتى قدم المعز إلى مصر فأطلق عليها اسم "القاهرة"، وذلك بعد مرور أربع سنوات على تأسيسها، تفاؤلاً بأنها ستقهر الدولة العباسية المنافسة للفاطميين، وقيل أنه سماها بالقاهرة لتقهر الدنيا، أو أنها سميت نسبة إلى الكوكب القاهر وهو كوكب المريخ، ولمدينة القاهرة عدة أسماء شهيرة منها مصر المحروسة، قاهرة المعز، مدينة الألف مئذنة، جوهرة الشرق.
اكتسبت القاهرة مكانتها وتأثيرها على مختلف الحضارات بفضل موقعها الاستراتيجي الذي اختاره لها أهل مصر منذ فجر الحضارة، وتميزت عن بقية العواصم التاريخية بصفة الاستمرار، فشكل تطورها سلسلة من الحلقات بدأت مع مدينة أون في عهد ما قبل الأسرات والتي كانت بمثابه العاصمة الدينية بعد توحيد البلاد وبداية عهد الأسرات على يد الملك مينا بينما كانت منف هى أول عاصمة إدارية وسياسيه لمصر بعد استقرار الوحدة.
وعرفت أون فيما بعد بالاسم الإغريقي هليوبوليس أو عين شمس حاليًا وعقب الفتح الإسلامي لمصر سنة 18 هـ/639 م، شيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط سنة 21 هـ/641 م، وبنى جامع عرف باسمه، ثم اختطت أماكن إقامة القبائل العربية.
وعقب قيام الدولة العباسية والقضاء على الدولة الأموية أنشأ العباسيون مدينة العسكر في مكان عرف باسم الحمراء القصوى يقع شمال شرق الفسطاط وأقاموا فيه دورهم ومساكنهم، وشيد فيها صالح بن علي دار الإمارة وثكن الجند، ثم شيد الفضل بن صالح مسجد العسكر، وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحتا مدينة كبيرة خطت فيها الطرق وشيدت بها المساجد والأسواق.
وذلك إلى أن تولى أحمد بن طولون حكم مصر ورأى أن مدينة العسكر لا تتسع لحاشيته وجنده، فصعد إلى جبل المقطم ورأى بين العسكر والمقطم أرض فضاء فاختط في موضعها مدينته الجديدة التي سميت القطائع.
وبعد قرابة مائة عام على إنشاء القطائع دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلي موفداً من الخليفة المعز لدين الله، فأخذ في وضع أساس "القاهرة" شمال شرقي القطائع، كما وضع أساس القصر الفاطمي الكبير، وشرع بجانبه في بناء الجامع الأزهر.