الصحراء البيضاء.. سحر خاص لن تجده في مكان آخر
مصر تزخر بالأماكن التي تستهوي راغبي رياضات السفاري والتخييم، وهي أماكن تتمتع بسحر خاص، ويأتي لها روادها من جميع أنحاء العالم، وتأتي في مقدمة هذه الأماكن الصحراء البيضاء.
وقال الدكتور محمد جبريل الباحث المتخصص في تاريخ وطبيعة الصحراء البيضاء، إن هذه الصحراء كنز سياحي حيث تتمتع بطبيعة قلما تتوفر في مكان آخر على مستوى العالم.
وأشار جبريل إلى أن الصحراء البيضاء بها جبل الكريستال أو البلورات الكريستالية، والذي يؤدي انعكاس أشعة الشمس عليه إلى إنعكاسها بألوان الطيف المختلفة، ومعظم السائحين فقط يأتون لمشاهدة بانوراما جبل الكريستال وقت الغروب، والاستمتاع بخذا المشهد الخلاب.
وأشار إلى أن المدخل الرئيسي وسط المحمية يؤدي إلى بعض المعالم المهمة، منها المعلم الرئيسي والأشهر صخرة المشروم أو عيش الغراب وهي جاذبة للسياح على شكل رأس طائر أو قبة مرتفعة وتلك التي على شكل نبات عش الغراب في أشكال وأحجام مبهرة والتي عندما تراها يخيل إليك أنك ترى انفجار نووي مصغر.
وتابع جبريل أن المنطقة بها حفريات لا فقارية وأشجار متحجرة مثل أشجار السنط وأحجار جيرية بيضاء ناصعة البياض علاوة على الكثبان الرملية مما جعلها متحف مفتوح للحفريات، كما يوجد بها آثار قديمة وأدوات ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ بالإضافة للكهوف والنقوش القديمة والمقابر وبقايا بعض المومياوات.
وأضاف أن المحمية بها ثلاث عيون رومانية، الأولى عين خضراء، والثانية عين السرو، والثالثة عين مكفي، والوصول لهذه العيون يحتاج إلى عربات دفع رباعي، والعيون مياهها باردة بها نسبة من البوتاسيوم وتعتبر مياهها استشفائية.
والمحمية كانت عبارة عن قاع محيط اسمه بحر تيسس، ترسبت كربونات الكالسيوم وشكلت جبال كبيرة مع عوامل التعرية عبر العصور تعرضت لما يسمي بري أو نحت، وتكونت فيها هذه الأشكال النادرة، والبري ينحت الأجزاء الضعيفة وكلما كان الجزء من الصخرة صلب فهو يقاوم النحر.
والصحراء الغربية في عصر الرومان والإسكندر الأكبر كانت مصدر الغلال للامبراطورية الرومانية كلها، ويذكر أن الصحراء البيضاء تقع في مصر على بعد 45 كيلومترًا 30 ميل، إلى الشمال من واحة الفرافرة في محافظة الوادي الجديد، على مسافة حوالي 500 كيلومترا من العاصمة القاهرة.
وتم إعلان الصحراء البيضاء محمية طبيعية في عام 2002، وسميت بالصحراء البيضاء لأنها تملك اللون الأبيض الذي يغطي معظم أرجائها، وتبلغ مساحتها الإجمالية 3010 كيلو متر مربع، وتمتلك أيضا صخرة ضخمة طباشيرية.
وتحتوي الصحراء على العديد من التشكيلات الرائعة، وتعد واحة الفرافرة والصحراء البيضاء المكان النموذجي للزيارة من قبل طلاب بعض المدارس في مصر، وتعد موقع لرحلات التخييم.