"فنون جازان" تكرم خليل حسن خليل
تكرم جمعية الثقافة والفنون في جازان هذا المساء الفنان خليل حسن خليل، حيث يقدم الناقد والفنان التشكيلي فيصل الخديدي ورقة نقدية عن الفنان خليل، كما تقدم الدكتورة نهى الخطيب ورقة عن تجربته الفنية، بالإضافة إلى عدد من المداخلات لعدد من الفنانين.
ويأتي تكريم الفنان خليل كما يقول مدير الفرع علي زعلة لأن الفنان خليل يعد واحدا من أهم الفناين الذين أثروا الساحة الفنية التشكيلية بأعمال فنية متجاوزة في تقنياتها وثيماتها لمعظم المنتج المحلي في وقتها، ما أسفر عن حصوله على جوائز كبيرة وفوزه في معارض متعددة في مرحلة الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، وأضاف علي زعلة بأن تكريم خليل هو تكريم لجيل بأكمله انفتح على الفنون ومارس الإبداع في مرحلة مبكرة، وتكريما لجهد هذا الفنان الراقي والإنسان النبيل المحتشد بفنه والدؤوب على الإنتاج في كافة مراحل حياته، ودعا زعلة المؤسسات الوطنية الكبرى إلى الاهتمام بتجربة خليل، ومثلها من التجارب المميزة في بلادنا وتسويقها محليا ودوليا، ذلك أن الإعلام مقصر في إشهار مثل هذه التجارب.
ولد خليل حسن خليل في منطقة جازان 5 3 1958 درس المرحلة الابتدائية بمدرسة الملك سعود بمدينة جيزان، وانتقل لدراسة المرحلة المتوسطة بمدرسة معاذ بن جبل، ثم التحق بمعهد التربية الفنية بالرياض عام 1973، وأسس مرسمه الخاص في مدينته جيزان عام 1977.
الجوائز:
حصل على الجائزة الأولى بمعرض الفن السعودي المعاصر بمدينة الرياض عام 1979، كما نال الميدالية الذهبية من نادي الطائف الأدبي عام 1980، وحقق الجائزة الأولى بمعرض المقتنيات الخامس بمدينة الرياض 1981.
حاز الفنان خليل على جائزة الشراع الذهبي بالمعرض السابع للفنانين التشكيليين العرب في دولة الكويت عام 1981، كما حصل على الجائزة الأولى لمعرض المقتنيات السادس في مدينة الرياض 1982، وحصل على الجائزة الأولى لمعرض المقتنيات السابع في مدينة الرياض 1982، كما حصل أيضا على الجائزة الأولى بمعرض المقتنيات السابع بمدينة الرياض 1984. وحاز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان الفن التشكيلي الأول عام 1989.
المشاركات:
شارك في العديد من المعارض الفنية المحلية والعربية والعالمية ومنها معرض كبار الفنانين السعوديين في مدينة الرياض 1980، ومعرض صالة العرض العالمية بالرياض 1981، والأسبوع الثقافي لدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة باريس عام 1981، ومعرض الفن السعودي المعاصر في بون عام 1981، ومعرض الطاقة النووية في مدينة نيويورك عام 1981.
كما شارك في معرض الفن السعودي المعاصر بالأردن عام 1982، ومهرجان الشباب العربي في بغداد عام 1982، ومعرض السنتين بدولة المغرب 1981، والمعرض الثامن للفنانين التشكليين العرب بدولة الكويت 1983، والأسبوع الثقافي السعودي في المغرب 1983، والأسبوع الثقافي العربي بالسويد 1983، ومعرض الفنانين العالميين المعاصرين الثامن عشر في مناكو 1984، ومعرض الفن السعودي المعاصر في الهند 1984، والمعرض التاسع للفنانين التشكليين العرب بدولة الكويت 1985، ومعرض الفنانين العالميين المعاصرين التاسع عشر في موناكو عام 1985، ومعرض الوادي جازان 1986، والمعرض الخاص الأول بمدينة جازان 1986، والمعرض الخاص الثاني بمدينة أبها عام 1988، وبينالي القاهرة الدولي الثالث 1988، ومعرض افتتاح قرية المفتاحة بمدينة أبها 1989، والمعرض التشكيلي لجائزة أبها 1989، وجناح الفن التشكيلي العربي المعاصر بالمكسيك 1992، ومعرض افتتاح جمعية الثقافة والفنون بجازان عام 2002.
أحلام خليل وكوابيس المرحلة
يقول الدكتور سعيد السريحي «كان إصدار نادي جازان الأدبي كتاب»أحلامي"، الذي ضم مجموعة من اللوحات الفنية للفنان خليل حسن خليل، في أواسط الثمانينات من القرن الميلادي الماضي علامة حملت كثيرا من الدلالات، على رأسها تلك الحمولات الثقافية والإنسانية التي تزخر بها أعمال حسن خليل والتي كانت تشكل عاملا مشتركا بينه وبين الأدباء لا في منطقة جازان فحسب وإنما في كافة مناطق المملكة، وهي حمولات تعبر عن الإحساس الحاد بالمأزق الوجودي للإنسان على سطح الأرض في الوقت الذي تعبر فيه التحديات التي تواجه الإنسان نفسه في الملابسات التي تحيط به في مختلف جوانب حياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
كان احتفاء نادي جازان، في ظل إدارته المتميزة بقيادة عمر طاهر زيلع آنذاك، امتدادا لاحتفاء الأدباء الشباب بأعمال خليل حسن خليل، وهو احتفاء بما وجدوه في هذه الأعمال من انفتاح على التيارات والاتجاهات العالمية في الفن على نحو يتسق مع ما كان هؤلاء الأدباء يؤسسون له في أعمالهم الإبداعية شعرا وسردا كما في دراساتهم النقدية كذلك، ولم يكن طيف سلفادور دالي الذي يلوح في لوحات خليل حسن خليل ببعيد عن أطياف رامبو وبوطلير ومالارميه وبارت وفوكو ودريدا التي كانت تلوح في أعمال الشباب من الأدباء والنقاد.
كانت «أحلام» خليل حسن خليل أحلام جيل بأكمله بثقافة إنسانية ينفتح فيها على العالم يستلهم آفاق منجزاته ويستشعر همومه ويترامى معه إلى مستقبل أفضل، وكانت «كوابيس» خليل حسن خليل هي تلك الكوابيس التي اعترضت سبيل الجيل نفسه حين وجد نفسه محاصرا بتيارات التشدد والإنكفاء على الذات والارتياب في الآخر، ولعل الاحتفاء بخليل حسن خليل علامة من علامات الخروج من هيمنة تلك الحقبة المتشددة وإعادة الاعتبار لرجل سعى جاهدا أن يعبر المسافة بين الحلم واليقظة ويؤسس لأفق جديد في الفن السعودي المعاصر "
خليل حسن خليل الأثر والتأثر
ويتحدث الفنان التشكيلي خالد الأمير بقوله "أول مرة اسمع عن خليل عندما كنت في المرحلة المتوسطة عام 1977 م خلال زيارة لمعرض التربية الفنية لمدرسة ابن سيناء المتوسطة وكانت أول مرة التقي فيها الفنان خليل حسن معلم التربية الفنية في متوسطة ابن سينا واستعرض لنا بعض أعماله الفنية الخاصة، وبعد أن شاهدت هذه الأعمال دهشتُ لما شاهدت من إبداع وفكر وموهبة وكل عمل كان يحكي حكاية أعمال لم أشاهد مثلها من قبل بل كانت تضاهي ما كنت أشاهده من رسومات في القصص المصورة
في ذلك الوقت التي تعتبر أكثر شي ش ممكن أن نطلع عليه، ولا نعرف الكثير عن الفن والأعمال الفنية العالمية إلا ما ندر، هذه الزيارة تركت أثرا عميقا في نفسي وعرفت ما معنى «فن وفنان» وهذه كانت بداية تعرفي على الفنان خليل حسن خليل.
وأضاف الأمير، في عام 1981 وكانت أول سنة لي في معهد التربية الفنية بالرياض حضرت معرض المقتنيات المعاصر الخامس، واستوقفني عمل للفنان خليل حسن خليل، هذا العمل كان باسم البحار العجوز وقفت طويلا أمام هذا العمل أتأمل ملامح هذا البحار العجوز الذي ارتسمت عليه كل حكايات البحر وصراعه مع الحياة وكان هذا العمل جعلني أعيد ترتيب أوراقي من جديد وعرفت أن الفن رسالة وليس مجرد رسم ونقل من الواقع بل هو تعبير عن وجهة نظر للفنان وخطاب يصدره الفنان للمتلقي.
وتابع الأمير، عرفت الفنان خليل حسن عن قرب الذي تمثلت فيه صفات الفنان الحقيقي في تعامله مع أعماله واختيار مواضيعها ومعايشته لعمله بكل أحاسيسه وتميزت هذه الأعمال بالاتقان في المعالجة اللونية والربط الذكي بين عناصر اللوحة لخلق عالمه الخاص لتحقيق الفكرة التى لا تبعد عن واقعه المعاش تسمع فيها صوت البحر وتشم رائحة الفل وتشعر بالبسطاء وما يحملوه من هم وفرح وحزن. لقد تأثرت كثيرا بهذه الاعمال ووجدت أنها قريبة مني وأثرت على الكثير من جيلي في هذه المرحلة، ويبقى الفنان خليل حسن أحد رموز الفن التشكيلي في بلادنا الحبيبة وحجر زاوية في الفن السعودي.
خليل حسن.. شجرة وارفة من الإبداع
يرى الفنان محمد المنيف أن خليل حسن فنان في قلوب من عايش نجاحاته وتحقيقه للجوائز المحلية والعربية..كما له من حضور تاريخي في مسيرة الفن التشكيلي السعودي اليوم وفي قادم الأيام مهما تعددت الأجيال فلهذا الفنان بصمته التي لا تذيبها التبدلات والتغيرات والمنافسات من أسماء واثقة الخطى أو مما يحدث من صفات وهمية منحت لمن لا يستحقها.
ويقول المنيف، ما أعنيه هنا هو الفنان خليل حسن خليل الذي سعدت أن استحضر بعض خواطري عنه وعن ذكرياتنا معا وعن حضوره الرائع في زمن الحفر بالأظافر والنحت في صخرة الواقع المجتمعي الذي لم يكن بيئة مهيئة لإبداعاته كان فيه هذا الفنان سابقا لجيله قبل أن يكون أحد رموز الفن السعودي..محدثا بأسلوبه محددا بطرحه كالنبتة في جبال جازان تندفع بقوة الواثق بين الصخور نحو الضوء والأضواء والتكريم والفوز والشهرة رغم ضآلة سبل الانتشار فكان أحد رواد هذا الفن والمؤثرين فيه..
ويواصل المنيف، خليل حسن خليل.. فنان يرسم بعقلية الروائي ففي كل لوحة قصة ورواية أو قصيدة يخرج المتلقي منها بأسئلة وتساؤلات تتناقض أحيانا وتتلاقى أحايين كثيرة. تُشعر المشاهد بالإثارة الجاذبة للدخول في عالمه وعالمه.
ويختم المنيف، الفنان خليل غني عن التعريف حاضرا مهما ابتعد، توثقة القلوب قبل الأقلام. وإن كانت الأجيال الجديدة تجهله لقلة ثقافتها ووعيها بتاريخ فنون وفنانين وطنها.الذين حققوا جوائز على أعلى المستويات محليا وعربيا ومنهم الفنان خليل. ولا أستغرب أن يكون لهذا المبدع ما كان له وما أصبح عليه من شهرة وحضور وتأثير، فهو ابن أرص ومجتمع بهما مقومات أنبات المبدعين شعرا ورواية وقصة وفي مختلف العلوم، إنها جازان الرائعة التي منحت خليل حسن التألق والنحاج.
يتحدث الفنان محمد الرصيص بهذه المناسبة ويقول " خليل حسن خليل من الفنانين الكبار في المملكة ويعتبر من الفنانين البارزين في أسلوب المدرسة السريالية بصفة عامة، بل أنني أرى لو وجد الإعلام الكافي وتسليط الضوء عليه لاعتبر أحد كبار فناني السريالية في الوطن العربي، ولكن شخصية الفنان خليل تجعله لا يحب اللهث وراء الشهرة وعالم الأضواء ولذلك هو فنان هادئ ومخلص في عمله، وأعماله تتحدث عنه.
ويواصل الرصيص بقوله «استمتعنا جميعا بصدور كتابه»أحلامي" عام 1986، والذي يظم 50 عملا من أعماله المبكرة وهي بداية قوية في نظر النقاد وكل من تحدث عنه ورأى الكتاب، ومن يتابع موقع الفنان خليل يرى في الأعمال الأخيرة نضجا فنيا كبيرا يرقى إلى مصاف الفنانين العالميين لو حدث أن سُلط الضوء عليه بشكل كاف.
وطالب الرصيص وزارة الثقافة والإعلام ورجال الأعمال بنشر كتابين آخرين يحملان اسم «أحلامي 2» و"أحلامي 3 “ لبقية الأعمال التي أنتجها بعد عام 1986 وإقامة متحف للفنون في منطقة جازان يحمل اسم الفنان خليل ويخلد أعماله، وأعمال الفنانين التشكليين في جازان، لأن أعمال الفنان خليل تستحق أن تكون أعمالا متحفية يتحدث حولها النقاد ويستمتع بها الجمهور ويطلع عليها طلاب المدارس بدلًا من أن تكون مخزنة في منزله لا أحد يراها أو يطلع عليها.
أما الفنان والناقد عبد الرحمن السليمان فيقول: إن خليل حسن خليل احد أسماء الجيل الثاني ممن تميزوا مبكرا يمتلك موهبة فنية حقيقية واصيلة؛ فمنذ التحاقه بمعهد التربية الفنية بالرياض برزت قدراته الفنية وموهبته بين اقرانه ممن زاملوه في المعهد او ممن سبقوه التقى في تأثره المبكر بالسريالية مع أسماء هي الأخرى كبيرة مثل عبدالحميد البقشي ومحمد سيام وقد تنوعت مرجعياتهم وتأثرهم بين ماجريت او سلفادور دالي او دادو، وغيرهم من اقطاب السيريالية، لكنا وفي حالة خليل على سبيل المثال سنجد استلهاماته المحلية وهو يرسم الأماكن والمظاهر ويستعير من التاريخ ويستفيد من المنجزات الفنية الشهيرة، يغمرها بخيالاته وسعة افقه واحلامه التي فتحت فضاءات وحققت اثارة فنية على مستوى جمهوره المحلي او الساحة العربية وهو مع هذا الانفتاح والثقافة البصرية استطاع التميز وان يحقق شخصيته الفنية، فمنحه المعرض العام للفنانين التشكيليين العرب منتصف الثمانينيات جائزته الكبرى (الشراع الذهبي) عن عمله (البحار العجوز) التي تقتصر على أسماء تتميز بين اقرانها العرب، هذا التميز الذي اظهرته اعمال خليل وحصوله على بعض جوائز معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها يجعلنا مع ايماننا بموهبته وقدراته وثقافته الفنية البصرية تؤكد ان هذا الاسم حفر مكانه في الساحة التشكيلية المحلية ليكون احد اقطابها من جيل اسهم في ترسيخ مفهوم الفن وعلاقته بالمجتمع والناس والحياة.
وقال عنه الفنان عبد الله شاهر: خليل حسن خليل الفنان المحمل بالجمال الصادق العفوي، أعماله هي المسند التوضيحي المكتفي بذاته والقادر على توصيل الخطاب الإنساني بوضوح، وهو يضيف أشياءه إلى حالة النص البصري والخطاب التشكيلي.
أعمال خليل مكتفية بذاتها وقادرة على توصيل نصها وخطابها الإنساني وهي كتابة إيقاع تؤكد المضمون الخاص به.
خليل كتب وأبدع في عالم اللوحة منذ عرفته في كتابه (أحلامي) ومعرضه الشخصي ف مدينة أبها قبل أكثر من ثلاثة عقود، خليل يستخرج الحكايات والمرايا والأسرار باحتكامات يوثقها في مدوناته وأحاسيسه ونوتته الموسيقية كعازف الناي السابح في خبوت جازان الجميلة، يحاكي أغنامه وبهمه ونفسه العاشقة لمرابعه وأهله.
أما الدكتور الناقد محمد حبيبي فقال: من أهم الأعمال التي تفتحت أذهاننا عليها إبان بدايات تكويننا الثقافي(ألبوم أحلامي)؛ للفنان التشكيلي الكبير خليل حسن خليل.. لا يمكن لأي متلقي أن يمرّ عابرا بلوحات هذا الفنان المتفرد ذي الفرشاة الساحرة والألوان والتصاميم اللافتة والمميزة دون أن تستوقفه الرؤى المدهشة التي تحملها لوحات الأستاذ الكبير خليل حسن وتجعلك تدير المخيلة فيما تحمله لوحاته من مضامين كانت مواكبة وصادمة أحيانا وكاسرة لكل آفاق التوقع في نظرية التلقي.