بعد تسجيله في عداد الآثار.. كل ما تريد معرفته عن تمثال ديليسبس ببورسعيد
قرر الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تسجيل تمثال ديلسبس ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في 17 مايو 2017، وموافقة مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار بجلسته في 22 أغسطس.
وظل تمثال ديليسبس القابع في مخازن الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس،
مثار اهتمام الرأي العام في بورسعيد لسنوات، بعد حيرة حول نصبه من عدمه، فرغم أنه أثر
عظيم لدى البعض، إلا أنه يمثل رمزا لفترة صعبة مرت بها مصر.
وفيما يلي تستعرض"الفجر"، كل ما تريد معرفته عن تمثال ديليسبس ببورسعيد، الذي يعود تاريخه إلى إلى تاريخ المحافظة نفسها، ففي يوم 17 نوفمبر من عام 1869، بدأت السفن للمرة الأولى الإبحار في قناة السويس معلنة افتتاحها رسميًا أمام العالم، واحتفالا بذلك الحدث الجليل، تم وضع تمثال ديليسبس عند مدخل القناة ببورسعيد تكريمًا للمهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، كونه صاحب فكرة حفر قناة السويس.
وشهد عام 2017 موافقة المجلس الأعلى للآثار واللجان الدائمة للآثار برئاسة
الدكتور مصطفى أمين، تسجيل التمثال بمحافظة بورسعيد، في عداد الآثار الإسلامية والقبطية.
وفي عام 1956 أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس كشركة
مساهمة مصرية، الأمر الذي أثار غضب الفرنسيين ودفعهم إلى شن العدوان الثلاثي الشهير
على مدينة بورسعيد برفقة القوات الإنجليزية والإسرائيلية، ومع انسحاب قوات الاحتلال
من مصر يوم 23 ديسمبر في عام 1956، توجه سكان مدينة بورسعيد إلى منطقة التمثال ليجدوا
عليه تذكار سخيف من العدوان، حيث ربط على ذراع التمثال علم بريطانيا وفرنسا في إشارة
منهم إلى استمرار سيطرتهم المعنوية على أقل تقدير على القناة رغم رحيلهم، وهو الأمر
الذي أثار غضب المواطنين بشدة ودفعهم إلى انتزاع العلمين وتمزيقهم إلى قطع صغيرة وسط
تعالي الصيحات بالهتاف "تحيا مصر".
لم يكن هناك مفر حينئذا من التخلص من ذلك التمثال باعتباره رمزا للاستعمار
وتجسيدا لحقبة من الظلم عاشها المصريون تحت الاستعمار الأجنبي. حيث أحضر قائد العمليات الفدائية حقيبة ممتلئة بقنابل
"TNT" لتفجير قاعدة التمثال الذي لم يصمد أمام غضب
المصريين وسقط على الأرض منفصلة رأسه عن باقي جسده.
ويحرص الكثير حاليا من من الشباب على تسلق قاعدة التمثال- البالغ ارتفاعها
10 أمتار دون صاحبها على الممشى الساحلي ببورسعيد-، بين الحين والآخر لالتقاط الصور
التذكارية عند واحدة من أهم أماكن الجذب في المدينة الباسلة.